"شومان" تعرض فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" غدا

"شومان" تعرض فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" غدا
"شومان" تعرض فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" غدا

 

عمّان - الغد - تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان السادسة والنصف من مساء الغد فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" وهو باكورة الأفلام الروائية للمخرج الأميركي الشاب جوشوا مارستون الذي قام أيضا بتأليف قصة الفيلم وكتابة السيناريو، ورفعه هذا الفيلم المتميز الذي أنتج بميزانية محدودة إلى مصاف المخرجين الأميركيين المرموقين.

اضافة اعلان

يستمد فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" اسمه من صلاة إلى السيدة العذراء "السلام عليك يا مريم"، والتي تشتمل على عبارة "السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك"، علما بأن الفيلم ليس فيلما دينيا.

تستند قصة فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" إلى أحداث وشخصيات حقيقية بطلتها شابة من كولومبيا في السابعة عشرة من العمر اسمها ماريا تعمل في محل لتقليم أغصان الزهور وتعيش في أسرة فقيرة وتعيل جدتها ووالدتها وشقيقتها غير المتزوجة وابن شقيقتها، وتفقد وظيفتها بعد الاصطدام برئيسها في العمل وتكتشف في الوقت نفسه أنها حامل من صديق فاشل لا يصلح لأن يكون زوجا لها وأبا لابنها.

وفي مواجهة لهذا الوضع اليائس توافق على العمل كمهربة للمخدرات من كولومبيا إلى مدينة نيويورك لحساب عصابة لتهريب المخدرات مقابل الحصول على مبلغ 5،000 دولار، وهو بمثابة ثروة بالنسبة لوضعها المالي البائس وحالتها الاجتماعية.

وتتبع هذه العصابة أسلوبا يعتمد على ابتلاع المهرب عددا كبيرا من العبوات أو أكياس البلاستيك الصغيرة التي تحتوي على مخدر الكوكائين، بما ينطوي عليه ذلك من مخاطرة تهدد حياة المتلقي في حال انفجار أحد الأكياس في معدته.

وتسافر ماريا مع صديقتين مهربتين للمخدرات، وعند وصولها إلى مطار نيويورك تشك سلطات الجمارك في أمرها كمهربة للمخدرات، ولكنها تسمح لها بدخول الولايات المتحدة في نهاية المطاف من دون تعريضها لصورة الأشعة التي ستكشف عن المخدرات المهربة في جسمها، لما يشكل ذلك من خطر على الجنين في أحشائها. تتلاحق الصعوبات والأحداث المأساوية التي تواجه ماريا وصديقتيها تحت مراقبة اثنين من أفراد عصابة تهريب المخدرات السفاحين اللذين يتخلصان من جثة إحدى الصديقتين دون أي تردد بعد وفاتها بتأثير انفجار أحد أكياس الكوكائين في معدتها.

يقدم فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" نموذجا لسينما المؤلف، حيث تظهر بصمات المخرج جاشوا مارستون، كمخرج ومؤلف للقصة والسيناريو، في كل صورة من صور الفيلم، مستخدما أسلوبا تسجيليا في التصوير الواقعي معتمدا على كاميرا محمولة باليد، ومستعينا بممثلين كولومبيين يتحدثون بلغتهم الإسبانية وبالعديد من الممثلين غير المحترفين، وفي مقدمتهم الوجه الجديد الممثلة الكولومبية كاتالينا ساندينو مورينو في باكورة أدوارها السينمائية، وهو دور تقمصت فيه شخصية بطلة القصة بواقعية مذهلة، واستعدت له بالعمل في محل لتقليم الزهور لعدة أسابيع.

ينجح المخرج جوشوا مارستون في تجنب الكليشيهات التقليدية لأفلام الواقعية الاجتماعية والأفلام التي تتناول مشكلة المخدرات، بتركيزه على القصة الإنسانية، فنرى، مثلا، أن الفيلم يعالج مشكلة المخدرات دون أن يعتمد على استخدام المدافع الرشاشة في المواجهات بين رجال العصابات والمطاردات المثيرة التي تقترن بأفلام المخدرات.

كما يتميز فيلم "ماريا الممتلئة نعمة" بتطوير شخصيات القصة وبالتفاصيل الدقيقة التي تميز أسلوب المخرج جوشوا مارستون، وبالموسيقى التصويرية المعبرة عن الجو الحزين المتوتر للفيلم وبتصويره التسجيلي الذي يتسم بالبساطة.

ويتضح تأثر المخرج جوشوا مارستون بالأسلوب السينمائي للمخرج البريطاني كين لوش. وأكد مارستون في مقابلة صحافية في الآونة الأخيرة أن لوش هو أحد مخرجيه المفضلين.

وتشترك أفلام هذين المخرجين في فهم وتقبل الفقر كظاهرة طبيعية لا تحتاج إلى مبالغة أو تضخيم، وفي تأكيدهما على أن الأمور الشريرة قد تنشأ عن الظروف الاقتصادية المتردية، وليس من الضروري أن يكون وراءها أشخاص شريرون.

وتشتمل إحدى رسائل الفيلم على انتقاد للنظام الاقتصادي العالمي الذي يسمح باستغلال الفقراء لإرضاء رغبات الأغنياء، إلا أنه يوجه تلك الرسالة بأسلوب يتسم بالتفهم.

رشحت بطلة الفيلم الممثلة كاتالينا ساندينو مورينو لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وكانت أول ممثلة ترشح لهذه الجائزة عن دور ناطق كليا بلغة أجنبية. ورشح الفيلم لإحدى وخمسين جائزة سينمائية، وفاز بتسع وعشرين منها، ذهب عشر منها للممثلة كاتالينا ساندينو مورينو وتسع لمخرج الفيلم جوشوا مارستون.