صحيفة روسية: الطائرة الماليزية المفقودة في أفغانستان

عواصم - في آخر التكهنات حول الطائرة الماليزية المفقودة، فجرت صحيفة "موسكوفكسي كمسموليتس" الروسية، مفاجأة من العيار الثقيل، وزادت في الغموض الكبير الذي رافق ولا يزال لغز الطائرة المختفية، عندما أكدت على لسان مصادر لها من المخابرات الروسية أن الطائرة الماليزية رابضة قرب قندهار الأفغانية.اضافة اعلان
وذكرت الصحيفة أن الطائرة توجد في منطقة جبلية جنوب شرق مدينة قندهار الأفغانية قرب الحدود مع أفغانستان، وأن أحد أجنحتها تعرض للتحطم ما يوحي بنزولها الاضطراري الصعب والخطر، ولكن جميع ركابها أحياء رغم أنهم في حالة سيئة جداً، وأنهم يتوزعون على مجموعات متفرقة تضم الواحدة 7 أشخاص.
وحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة الروسية، فإن الطائرة تعرضت للخطف على يد خاطفين اثنين على الأقل، وأن أحدهما يحمل لقب "هيتش" أو "هيش". وقالت هذه المصادر إن عملية الخطف حصلت بسبب وجود 20 خبيراً غير محددي الجنسية، وأن أحدهم على الأقل يحمل الجنسية اليابانية، وأضافت الصحيفة، أن سبب الخطف ربما كان بقصد مقايضة الحكومة الأميركية أو الصينية على حياة الخبراء الذين لم يكشف عن اختصاصاتهم، أو لمجرد الابتزاز المالي من قبل جهة مجهولة.
ولتأكيد الخبر تحدثت الصحيفة إلى خبير في مجال الطيران يدعى إفيغني كوزمينوف، الذي أكد بدوره أن البوينغ 777– 200 الماليزية يمكنها النزول في مدرج ترابي غير معبد، شريطة أن يكون في أرض مسطحة مفتوحة وخالية من التلال والأشجار، وأن يتجاوز طوله 2000 متر كحد أدنى.
وعقب اختفاء رحلة الخطوط الماليزية MH370 التي كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين، امتدت جهود فرق البحث لآلاف الكيلومترات جنوبي المحيط الهندي.
وشارك في عمليات البحث طائرات وسفن وغواصات. كما ساهمت العديد من الدول في هذه المهمة مثل الصين، وأستراليا، وماليزيا، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا، واليابان، وكوريا الجنوبية.
وفي خضم البحث المضني عن الطائرة المنكوبة يبرز سؤال عن تكلفة عملية البحث، ومن الذي يدفع ثمنها؟
وقال هشام الدين حسين، القائم بأعمال وزير النقل الماليزي، إن تكلفة البحث المستمر عن الطائرة المفقودة "بلا قيمة" في مقابل مواساة أقارب من كانوا على متن الرحلة، وعددهم 239 شخصا.
وفي تصريح مشابه، قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت "سوف ننفق ما يجب إنفاقه لإتمام المهمة".
ولكن تكلفة إجراء عملية بحث بهذا الحجم، ولهذه المدة، باهظة، إذ يقدر بيتر روبرتس، الباحث في الدراسات البحرية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، النفقات ما بين 33 و42 مليون دولار.
ويشمل ذلك النفط، وقطع الغيار، ومؤن السفر، بالإضافة إلى انتقال العاملين.
 طيارين ينظرون خارج قمرة القيادة نحو المحيط الهندي ضمن عملية البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة
ولكن الدول التي شاركت بقوات في عملية البحث تتحمل الجزء الأكبر من النفقات.
فقد شاركت أستراليا، على سبيل المثال، السفينة "إتش إم آيه إس ساكسيس" منذ أسبوعين، التي تبلغ نفقات تشغيلها 550 ألف دولار يوميا حسب وزارة الدفاع الأمريكية. وهو ما يعني أن إجمالي نفقاتها بلغ حتى الآن نحو 7.7 مليون دولار.
ولكن هذه سفينة واحدة فقط.
وأما السفينة "إتش إم آيه إس توومبا"، المشاركة أيضا في عمليات البحث، فيتكلف تشغيلها 380 ألف دولار أسترالي.
وخصصت وزارة الدفاع الأمريكية أربعة ملايين دولار للمساعدة في عمليات البحث، وصرفت منها 3.2 مليون دولار بين 8 و24 آذار (مارس) الماضي، حسبما صرح متحدث للصحفيين في واشنطن.
كما أرسلت بريطانيا سفينة المسح "إتش إم إس إكو"، المزودة بأجهزة رصد حساسة تحت الماء. لكن وزارة الدفاع البريطانية لم تعلن عن تكلفة جهود بلادها في عمليات البحث.
لكن الوزارة قالت في بيان لبي بي سي إن "مهمة تحديد موقع الطائرة الماليزية المفقودة مستمرة، وكذلك العمل على تحديد كافة النفقات ذات الصلة".
وقال روبرتس إن السفن ستستمر في البحث طالما استمر الاحتياج لوجودها.
وأضاف "لدى البحارة شعور قوي بالأخوة، وبالنسبة لهم إنقاذ الأرواح في المياه هي المهمة التي عليهم القيام بها."
ومن المتوقع بعد انتهاء عمليات البحث، الاهتمام بتحسين تكنولوجيا التتبع.
ويقول روبرتس إنه "يصعب تخيل أننا لا نستطيع تتبع طائرة بشكل مستمر في أي مكان في العالم."
ولن تكون التكلفة الأكبر هي لتطوير أو تركيب المعدات التكنولوجية، ولكن ستكون للحصول على موافقة عليها وتوحيدها لدى منظمي الطيران حول العالم.
وكانت عملية البحث الأغلى ثمنا في تاريخ الطيران قد جاءت بعد تحطم طائرة الخطوط الفرنسية في المحيط الأطلسي العام 2009 أثناء رحلتها من ريو دي جينيرو إلى باريس. فقد استمرت جهود البحث ثلاث سنوات، وبلغت تكلفتها 32 مليون يورو (44 مليون دولار).-(العربية نت و بي بي سي)