صدمة ريال مدريد

كنت أتابع مع أحد الزملاء الأعزاء المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس نادي ريال مدريد فلورينتينو بيريز.. هذا النادي العريق شاغل فئة كبيرة جدا من عشاق الكرة في إسبانيا والعالم، والذي تصل أثمان لاعبيه المحترفين إلى ما يوازي موازنة تقرب من موازنة دولة من الدول الفقيرة.اضافة اعلان
لاحظت في المؤتمر بعض الأمور المريحة، ومنها روعة تنظيم القاعة التي عقد فيها المؤتمر الصحفي، والهدوء الذي طغى على كل أجواء المؤتمر.
كما لاحظت تواضع رئيس النادي وسعة صدره وثقافته وإلمامه بكل الأمور التي يتحدث فيها، عارضا وجهة نظر ناديه فيما تم بخصوص اللاعب الروسي دينيس تشيرتشيف، الذي تسبب اشتراكه مع الفريق الملكي أمام فريق قادش، بإبعاد الريال من بطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم، لأن اللاعب كان قد حصل قبل انتقاله لريال مدريد على 3 بطاقات صفراء مع ناديه السابق فياريال، وهذه البطاقات تمنعه من اللعب مع ريال مدريد في مباراته مع نادي قادش، وفقا للوائح الاتحاد الإسباني لكرة القدم صاحب القرار النهائي في هذا الموضوع.
لقد عرض رئيس ريال مدريد الأمر في المؤتمر الصحفي بشكل موضوعي، بعيدا عن أي نوع من العصبية أو الغرور، ومن دون الإشارة إلى أمجاد ناديه العريق، أو اللجوء للتهديد في حالة حرمان الفريق من الاستمرار في المشاركة في بطولة كأس إسبانيا.
لقد ارتكب الجهازان الإداري والفني أو المعنيون بالأمر، خطأ جسيما بمن فيهم مدير الفريق، عندما أشركوا لاعبا جديدا مع فريقهم في مباراة لبطولة مهمة، من دون أن يدققوا في سجله وأوراقه التي تسلموها عندما انتقل إليهم من ناديه القديم قادش.
لقد كان بالإمكان تدارك هذا الخطأ ببساطة، خاصة وأن ريال مدريد لديه العديد من اللاعبين الاحتياطيين الذين يستطيعون أن يحلوا مكان اللاعب الروسي.
بقي أن نقول إن ريال مدريد العريق وعمره 113 سنة قد فاز 32 مرة بالدوري الإسباني وكأس إسبانيا 9 مرات ودوري أبطال أوروبا 10 مرات وكأس الاتحاد الأوروبي مرتين وكأس العالم للأندية مرة واحدة، وتم اختياره أحسن فريق في العالم في القرن العشرين.. أي لديه خبرات واسعة ويعرف الأنظمة واللوائح والقانون، ومع كل هذا التاريخ ارتكب خطأ فادحا ساذجا لا يرتكبه ناد مبتدئ، ما يجعلنا نذكر المثل الذي يقول "غلطة الشاطر بألف".
لقد جاء قرار الاتحاد الإسباني باستبعاد النادي الملكي من بطولة الكأس، لطمة، بل صدمة لأنصار النادي وعشاقه، وربما يطيح بأكثر من رأس في النادي.
يجب أن نلتزم بالأنظمة واللوائح من دون النظر إلى كبير أو صغير أو أي أمور أخرى مهما كانت، وسيكون مثل هذا القرار عبرة لكل أندية العالم.