صدمة عالمية من مشاهد اعتداء الاحتلال على جنازة الشهيدة أبو عاقلة

قوات الاحتلال تعتدي على جنازة الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وتستفز المشيعين-(وفا)
قوات الاحتلال تعتدي على جنازة الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وتستفز المشيعين-(وفا)

نادية سعد الدين

عمان- أعرب مسؤولون دوليون، أمس، عن "صدمتهم" من اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنازة الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، بينما دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، للتحقيق في واقعة استشهادها، وذلك بعدما أكدت النيابة العامة الفلسطينية أن السبب المباشر يعود إلى "تهتك الدماغ جراء مقذوف ناري ذي سرعة عالية أطلقه الاحتلال متعمداً تجاهها"، بحسب ما وصلت إليه تحقيقاتها.اضافة اعلان
وأمام الضغوطات الدولية والإدانات الأمميّة الواسعة التي عبّرت جميعها عن "صدمة دولية" من مشاهد الاعتداء الوحشيّ لقوات الاحتلال على موكب تشييع جثمان الشهيدة أبو عاقلة في القدس المحتلة؛ فقد بدأت الشرطة الإسرائيلية التحقيق "مع ذاتها" في واقعة الاعتداء، التي واجهت ردود فعل دولية غاضبة، ومطالب هيئة دولية بفتح تحقيق شامل في نهج وسلوك عناصر الشرطة الإسرائيلية.
في حين دعا مجلس الأمن الدولي، في بيان صحفي، إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف ونزيه في مقتل الصحفية الفلسطينية أبو عاقلة، معرباً فيه عن استنكار المجلس الشديد لمقتل أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأميركية أيضاً.
كما شدد البيان على الحاجة إلى ضمان المساءلة، مؤكداً وجوب حماية الصحفيين بصفتهم مدنيين، وأنه سيواصل مراقبة الوضع عن كثب.
من جانبه، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "الاتحاد الأوروبي يشعر بالذهول من المشاهد التي اندلعت أول من أمس خلال تشييع جنازة الصحفية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في القدس الشرقية المحتلة".
وأضاف "يدين الاتحاد الأوروبي الاستخدام غير المتناسب للقوة والسلوك غير المحترم من قبل الشرطة الإسرائيلية ضد المشاركين في موكب الحداد"، مضيفاً إن "السماح بالوداع السلمي والسماح للمعزين بالحزن بسلام دون مضايقة وإهانة هو الحد الأدنى من الاحترام الإنساني"، مجدداً دعوته لإجراء تحقيق شامل ومستقل يوضح كل ملابسات وفاة أبو عاقله لتقديم المسؤولين عن قتلها إلى العدالة".
من ناحيته، قال السيناتور الأميركي، بيرني ساندرز، إن "الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على المشيعين في جنازة الصحفية الفلسطينية أبو عاقلة مثير للغضب العارم".
وأضاف ساندرز، في تغريدة له على تويتر، "يجب على الولايات المتحدة أن تدين ذلك، وأن تطالب بإجراء تحقيق مستقل في مقتلها".
أما وزير الخارجية، وزير الدفاع في الحكومة الإيرلندية، سيمون كوفني، فقال إن "مشاهد الاعتداء على موكب شيرين أبو عاقلة مشينة لوحشية الشرطة في جنازة حساسة للغاية".
وأضاف، في تغريدة له على "توتير"، "لا يمكن لأي ديمقراطية تحترم نفسها أن تقف صامتة أمام ما جرى، وينبغي على المجتمع الدولي إدانة هذا الاعتداء بشدة".
من جانبه، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيرش، انزعاجه "من تصرفات قوات الأمن الإسرائيلية نحو حشود الفلسطينيين في مستشفى سانت جوزيف، أثناء تشييع الموكب"، داعياً "لاحترام حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي".
فيما نقلت الأنباء الفلسطينية ما ورد في صحيفة "الستار" الكندية، اليومية واسعة الانتشار، أنه "إذا أرادت كندا البدء في الارتقاء إلى مستوى مثلها العليا المعلنة المتمثلة في دعم الحرية وحقوق الإنسان والعمل من أجل السلام في المنطقة، فيجب على الحكومة التوقف عن توفير غطاء دبلوماسي "لإسرائيل" في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المحافل الدولية، والتوقف عن بيع الأسلحة لها، والضغط من أجل إجراء تحقيق مستقل في وفاة أبو عاقلة".
وكان الرئيس بايدن، قد أكد ضرورة التحقيق في استشهاد الصحفية الفلسطينية، أبو عاقلة، مضيفاً في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض: "لا أعرف جميع التفاصيل، لكنني أعرف أنه يجب إجراء التحقيق".
وفي الأثناء؛ وأمام الضغط الدولي، قرر المفتش العام لجهاز الشرطة الإسرائيلي، "كوبي شبتاي"، أمس، التحقيق في مهاجمة واعتداء عناصر الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة على جنازة الشهيدة أبو عاقلة، التي قتلت برصاص قناص إسرائيلي خلال عملها الميداني في مخيم جنين، بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وتوالت دعوات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والدوليين إلى إجراء تحقيق للكشف عن ملابسات الاغتيال، إذ أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، استعداد واشنطن للنظر في أي طلب مساعدة في التحقيقات، كما أبدى الاتحاد الأوروبي، استعداده للمشاركة في تحقيقات مستقلة حول ملابسات استشهاد أبو عاقلة.
في غضون ذلك؛ أكدت النيابة العامة الفلسطينية، استمرار الإجراءات التحقيقية في جريمة قوات الاحتلال بحق الشهيدة أبو عاقلة، مبينة إن "الجثمان أُحيل لمعهد الطب العدلي بأمر من النائب العام، لإجراء الصفة التشريحية وجمع وضبط الأدلة الجنائية، وإعداد كافة التقارير بشأنها".
وأضافت أنه "تم الإيعاز للنيابة المختصة بمعاينة مسرح الجريمة، وسماع كافة الشهود ورصد جميع مقاطع الفيديو، وذلك لاستكمال الإجراءات القانونية أصولاً".
وأفادت بأن "التحقيقات الأولية خلصت إلى أن مصدر إطلاق النار الوحيد في مكان الجريمة كان من قوات الاحتلال، التي تعمدت ارتكاب الجريمة، حيث تم إطلاق النار بشكلٍ مباشر باتجاه موقع الجريمة، عدا تمركز أقرب قوة احتلالية كانت تبعد عن أبو عاقلة عند إصابتها حوالي 150 متراً، وكانت ترتدي الزي الصحفي والخوذة الواقية".
ولفتت إلى أن "إطلاق النار تجاه المكان الذي تواجدت فيه أبو عاقلة، استمر إلى ما بعد إصابتها، ما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من زملائها والمواطنين"، مؤكدة أن "نتائج التقرير الأولي للطب العدلي، تشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ الناجم عن الإصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية نافذ إلى داخل تجويف الجمجمة".
وأضافت أنه "تم استخراج المقذوف الناري من جثمان الشهيدة، وأمرت النيابة بإحالته إلى المختبر الجنائي لإعداد تقرير فني مفصل بالشأن"، مؤكدة "المضيّ في استكمال إجراءاتها التحقيقية اللازمة لتوثيق جرائم الاحتلال، كونها جرائم حرب، تدخل باختصاص المحكمة الجنائية الدولية".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، قد دعا السلطة الفلسطينية إلى "الإعلان رسمياً وفعلياً عن إلغاء اتفاقية أوسلو، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف التعاون الأمني مع العدو، والالتفاف حول برنامج المقاومة الشاملة لمواجهة الاحتلال".