صدور كتاب "إلياس فركوح فاكهة الرجل الأخير"

الغلاف - (من المصدر)
الغلاف - (من المصدر)
عزيزة علي عمان- صدرت مختارات بعنوان "إلياس فركوح فاكهة الرجل الأخير"، للقاص والروائي والمترجم والناشر الراحل إلياس فركوح الذي توفي في 15 تموز (يوليو) 2020، قبل صدور الكتاب عن "منشورات العائدون للنشر والتوزيع" عمان. كتب مدير ومحرر الدار الشاعر عمر شبانه كلمة على غلاف الكتاب أشار فيها الى أن هذه المختارات لكاتب صاحب قامة إبداعية رفيعة؛ قصصية "وروائية"، لها حضورها الأدبي والثقافي، محليا وعربيا، قامة تستحق التقدير؛ الياس فركوح "1948"، و"نحن هنا نحتفل بصاحب هذه التجربة ومسارها الإبداعي، ونفخر بتقديمه ضمن هذه "المختارات" القصصية العربية، للتعريف بمحطات وتحولات في نتاج هذا المبدع، من مجمل مجموعاته القصصية، نستطيع من خلالها النظر في عوالمه ومناخاته. فنُطل على عالم الطفولة، عالم الرجل والمرأة في أحوال الحب، جسديا وروحانيا. نطل على أسئلة الواقع والوجود والفلسفة التي جاء منها دارسا". وفي تقديم للكتاب، قال الناقد فخري صالح "إن فركوح (1948-2020) واحد من المجددين في القصة والرواية العربيتين في العقود الأربعة الماضية، وعكف، على مدار مجموعاته القصصية السبع، على تطوير تجربته والغوص داخل شخصياته القصصية، محاولاً التعرف على الواقع الاجتماعي-السياسي الذي تتحرك ضمنه هذه الشخصيات. وهو ما يمنح الكتابة السردية لديه القدرة على وصف الأعماق، وتأمل الصراع الداخلي للشخصيات، بالانتقال من الوصف الخارجي للعالم إلى الغور عميقاً فيما يعتمل في وعي شخصياته ولا وعيها أيضاً". ويشير صالح إلى أن فركوح استخدم قدرته في الحفر على دواخل الشخصيات، وتقليب مشاعرها نحو ما يدور خارجها من أحداث وصراعات، وما يعبر في ذهنها من ذكريات، لكي يلقي ضوءاً كاشفاً على التصدعات التي أصابت الحلم بدولة عربية قومية ديمقراطية، عبر هزائم وخسارات متوالية تركت علامات غائرة في كتابة جيله من المبدعين والمثقفين العرب. ويرى صالح أن رغبة فركوح لفهم ما حدث، منذ ولادته في عام النكبة الفلسطينية (1948)، هي التي دفعته إلى تفحص الكوارث المتوالية، التي تبعت ضياع فلسطين، عبر مرآة السرد، القصصي، ثم الروائي، وكذلك المقالة الأدبية ذات البعد التأملي الفلسفي، إضافة إلى الترجمة. ويوضح صالح أنه رغم العدد القليل من المجموعات القصصية، والروايات، التي كتبها فركوح، إلا أنه استطاع أن يكون من أهم كتاب القصة والرواية في الأردن والعالم العربي منذ تسعينيات القرن الماضي، ومن ممثلي كتابة الأعماق في السرد العربي الراهن، كما هو الحال لدى كل من الكتاب "إدوار الخراط، محمد البساطي، محمد خضير، غالب هلسا، محمد عز الدين التازي، وحيدر حيدر"، وآخرين. أما "طيور عمان تحلق منخفضة"- 1981، فيمكن القول إنها مجموعة القاص التي تستحق أن يطلق عليها صفة الأولى على صعيد النضج الفني، فيسعى القاص فيها إلى تصوير أحلام شخصياته البسيطة وآمالها، معتمداً أسلوب التداعي، الذي يكثر من استخدامه في قصصه، راصداً نبض الشخصية الداخلي وتفاصيل حياتها الصغيرة. ويضيف صالح "رغم أن هناك تواصلاً في شكل الكتابة القصصية لدى الكاتب، عبر الاهتمام بشخصيات تنتمي إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا، والتركيز على المهمشين من البشر، فإننا نلحظ في الوقت نفسه تحولاً في كتابة فركوح، حيث يلجأ إلى تطعيم نصوصه بلغة الشعر وأفقه الدلالي". ويوضح صالح أن فركوح يبرع باستخدام التفاصيل وقيامه برسم انعكاس المشهد الخارجي على العالم الداخلي للشخصيات، وكذلك تفضيله الدائم لأسلوب التداعي والحوار الداخلي الذي ينقل إلى القارئ ما تفكر به الشخصيات. وخلص صالح إلى أن جميع أعمال فركوح القصصية والروائية بشكل عام تقوم على بناء مركب متداخل تتقاطع فيه الحكايات والمصائر، كما يتشكل المعنى الضمني للنص من هذا التقاطع المحكم للمصائر والحكايات. ويذكر أن إلياس فركوح توفي في 15 تموز (يوليو) 2020 عن عمر ناهز 72 عاما، صدر له في مجال القصة القصيرة المجموعات الآتية "الصفعة"، "طيور عمان تحلق منخفضة"، "إحدى وعشرون طلقة للنبي"، "من يحرث البحر"، "أسرار ساعة الرمل"، "الملائكة في العراء"، "شتاء تحت السقف"، (مختارات) "من رأيت كان أنا"، "مجلد المجموعات الست"، "حقول الظلال". وفي مجال الرواية صدرت له الروايات الآتية "قامات الزبد"، "أعمدة الغبار"، "أرض اليمبوس"، وفي مجال الدراسة والمقالة "ميراث الأخير"، "نصوص"، "بيان الوعي المستريب: من جدل السياسي-الثقافي"، "الكتابة عند التخوم: الذات الراوية هي الرواية- تقديم أمجد ناصر- 2010، وحصل على جائزة أفضل مجموعة قصصية من رابطة الكتاب الأردنيين العام 1982 عن مجموعته "إحدى وعشرون طلقة للنبي"، جائزة الدولة التشجيعية العام 1990 عن روايته "قامات الزبد"، وجائزة الدولة التقديرية العام 1997 في فرع الآداب، جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة، عن مجمل مجموعاته.اضافة اعلان