ضربة جديدة: 200 % ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية

عامل زراعة يقوم برش مزروعات بمبيدات حشرة شهدت ارتفاعا في أسعارها- (الغد)
عامل زراعة يقوم برش مزروعات بمبيدات حشرة شهدت ارتفاعا في أسعارها- (الغد)

حابس العدوان

وادي الأردن – فيما كان يعاني مزارعون في وادي الأردن من مشكلة تسويق المنتوجات، تلقى القطاع صفعة قوية نتيجة الارتفاع الجنوني الذي طال كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي من بذور وأسمدة وعلاجات وبلاستيك ما يفاقم من التحديات التي تواجههم مع بداية الموسم.

اضافة اعلان


تذرع التجار بازدياد أجور الشحن غير مبرر، كما يرى المزارعون خاصة وأن ارتفاع أسعار هذه المستلزمات تراوح ما بين 50 – 200 % خلال أقل من شهرين، مشيرين إلى أن هذا الارتفاع سيدفع بعدد كبير من المزارعين للامتناع عن زراعة الأرض خلال الفترة الحالية نتيجة عجزهم عن توفير أثمان هذه الكلف.

ويبين المزارع نواش اليازجين، أن القطاع الزراعي مع بداية الموسم يواجه مشاكل عدة، كتزايد غير مسبوق في أسعار الأسمدة والمبيدات والبذور والبلاستيك، ناهيك عن قرار الحكومة تحميل المزارع كلف الضمان الاجتماعي للعمالة الزراعية في وقت لا يوجد فيه أي بصيص أمل في موضوع فتح الأسواق التصديرية، لافتا إلى ان هذه التحديات بمجملها ستتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين.


ويضيف ان معظم المزارعين لا يقوون حاليا على شراء المستلزمات لإدامة الإنتاج بالشكل المطلوب في وقت هم بأمس الحاجة فيه إلى الدعم، نتيجة الضرر الكبير الذي لحق بهم خلال المواسم الماضية، والتي كان آخرها الموسم الماضي الذي قصم ظهورهم، موضحا ان استمرار تغول تجار مستلزمات الإنتاج سيزيد من المصاعب التي يواجهها المزارعون ما سينعكس على واقعهم الاقتصادي والاجتماعي.

ويتوقع اليازجين أن تنتعش تجارة البذور والأسمدة المقلدة، ما قد يؤثر على الموسم الزراعي ويعرض المزارعين لخسائر كبيرة، موضحا ان مثل هذه الأسمدة والبذور عادة ما تكون نتائجها ليست بالمستوى المطلوب سواء على مستوى كمية الإنتاج او نوعيته.


ويتخوف المزارع بشير النعيمات، من أن يؤدي ارتفاع كلف الإنتاج الزراعي وفرض إشراك العمالة بالضمان الاجتماعي إلى انهيار القطاع الزراعي بكامل حلقاته، مبینا بأن التزايد المستمر في تكالیف مستلزمات الإنتاج من بذور وأسمدة وعلاجات وأید عاملة وأثمان كهرباء ومحروقات يعمق من جروح المزارع في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار بيع المنتوجات الزراعیة في ظل غياب الأسواق الخارجية.


ويوضح أن عددا كبيرا من المزارعين قاموا بتأخير زراعة الأرض إلى الآن، على أمل الوصول إلى فترة إنتاج مجدية، الا ان ارتفاع أسعار الكلف لم يسعف غالبيتهم بتوفير السيولة اللازمة للمضي قدما، موضحا أن المزارع وإن استطاع زراعة أرضه فانه في ظل الأسعار الحالية لا يستطيع تقديم الرعاية الفضلى لمحصوله سواء التسميد او العلاج وما إلى ذلك من عمليات ضرورية ما سينعكس على الإنتاج ونوعيته.


ویؤكد رئیس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن المزارع لا يقوى حاليا على شراء المستلزمات لإدامة الإنتاج بالشكل المطلوب، في ظل الارتفاع الكبير على أسعار مستلزمات الإنتاج، خاصة الأسمدة التي تجاوزت نسبة الارتفاع فيها 200 %، قائلا "إن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج خاصة تلك التي يحتاجها المزارع بشكل متكرر سـتؤدي إلى عزوف عدد كبير من المزارعين عن زراعة أراضيهم، في وقت هم بأمس الحاجة فيه للسيولة للإنفاق على مزرعته خاصة مع ارتفاع أجور العمالة وشمولهم بالضمان الاجتماعي".


ويوضح أن هذا الارتفاع غير المبرر دفع بعدد كبير من المزارعين لزراعة أراضيهم ببذور مقلدة بسبب ارتفاع البذور الأصلية، ما سيؤثر سلبا على نوعية الإنتاج، وكميته وقد يتسبب في بعض الأحيان بفشل الموسم وتكبد المزارع خسائر فادحة، لافتا إلى ان مثل هذه التحديات سـتؤدي إلى هجرة قسرية للقطاع وما قد ينتج عنه من زيادة معدلات الفقر والبطالة.

من جانبها عزت نقابة تجار المواد الزراعية على لسان عضو الهيئة الإدارية محمود الطبيشي الارتفاع، إلى ارتفاع اسعار المواد الخام من بلد المنشأ، موضحا أن الأسمدة هي التي شهدت إلى الآن ارتفاعا كبيرا نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام بنسبة زادت على 300 % ما انعكس على أسعار بيعها في الأسواق المحلية.


ويبين أن الصين تستحوذ على معظم مخزون المواد الخام اللازمة لصناعة الأسمدة، وقامت مؤخرا بفرض ضرائب مرتفعة على تصديرها، ما أدى إلى ارتفاع اسعارها بشكل هائل، اضافة إلى ارتفاع أجور الشحن عالميا، مؤكدا ان المشكلة التي سيواجهها المزارع مستقبلا ليست ارتفاع أسعار هذه المستلزمات بل مشكلة الحصول عليها سواء المصنعة محليا أو المستوردة من الخارج.


ويشير الطبيشي إلى أن العلاجات والمبيدات أيضا ستشهد خلال الفترة المقبلة ارتفاعا لنفس الأسباب السابقة، خاصة وأن قلة من التجار والصناعيين من يستطيعون تخزين كميات كبيرة من المواد الخام اللازمة أو حتى المواد المصنعة في ظل هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، لافتا إلى أن نفس المشكلة ستنعكس على قطاع البلاستيك مع ارتفاع أسعار البترول عالميا.