ضعف ميركل وألمانيا: سبب للقلق من جانبنا

إسرائيل هيوم بقلم: يوسي بيلين 17/5/2019 من بحث مؤخرا في غوغل عن كلمة "ميركل"، وجد قبل كل شيء اسم الوالدة السعيدة، الدوقة ميغان. أما المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فعليها أن تنتظر الى أن ينزل المتصفح الفضولي الى الأسفل، ليجد موقفا من تاريخها. ولعل هذه كل القصة. فأناس التقيتهم في برلين الأسبوع الماضي قالوا لي إنها على وعي جيد بذلك. فهي تفهم أنه بعد أن استقالت من رئاسة حزبها وأعلنت بأنها لن تتنافس في الانتخابات المقبلة أصبحت "إوزة عرجاء". وتعرف برلين بأن المستشارة القديمة تحاول أن تجد هذه الأيام توقيتا مناسبا يسمح لها بالاعتزال بأكثر الطرق سلاسة. في الأسبوع الماضي، في اللحظة الأخيرة تماما، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومباو، عن إلغاء لقائه مع ميركل. وبدلا من ذلك ظهر بومباو في العراق. يحتمل جدا أن تكون الزيارة الى هناك خدمت مصلحة أميركية مهمة، ولكن في برلين لم ينجحوا في أن يفهموا كيف يصفعونها هكذا. هذه الخطوة لا تقف بحد ذاتها. ففي أوروبا أيضا تشعر ألمانيا بانعزالية حادة. أزمة البريكزيت لا تهدأ، وبريطانيا تجد نفسها في ورطة لا يمكنها أن تخرج منها، ومع نهاية الشهر سيتوجه مواطنوها الى صناديق الاقتراع فينتخبوا ممثليهم للبرلمان الأوروبي. لا يوجد أي محور سياسي بين تريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا الآخذة في الذوبان وبين ميركل التي اختارت خليفتها منذ الآن، استقالت من رئاسة حزبها، وأعلنت أنها لن تتنافس في الانتخابات المقبلة. إيطاليا، التي يحكمها اليوم ائتلاف غريب جدا من اليسار المتطرف واليمين المتطرف، لا يمكنها أن ترتبط بألمانيا ميركل كي تتصدر خطوات مستقلة حيال الولايات المتحدة وروسيا، بينما فرنسا، بقيادة عمانويل ماكرون، لا تسارع الى النزول تحت كنف ألمانيا ميركل. وإذا كان يخيل أثناء السنة الماضية بأن ماكرون يأخذ على عاتقه مسؤولية أن يكون التلميذ المخلص لميركل وأنه سيكون معاونا لها في مساعيها لإعادة بناء أوروبا في أعقاب هجر بريطانيا لها، يتبين أن الخلافات بينهما كبيرة، بينما اللقاءات بينهما تقل وتقصر. ومع أن كليهما يؤمنان بأهمية وجود اتحاد أوروبي قوي، ولكنهما يختلفان في مسألة كيف تنفذ التغييرات (حين تكون أغلبية دول شرق أوروبا غير مستعدة لأن تنظم الى الإجماع اللازم في هذا الموضوع)، وما هي السياسة المالية المناسبة لأوروبا. وبخلاف ميركل، التي تؤيد سياسة اقتصادية محافظة ومصرة جدا على بند النفقات، يعتقد ماكرون بأن ألمانيا أخطأت حين فرضت على دول ضعيفة نسبيا، مثل اسبانيا، اليونان وإيطاليا، سياسة تقشف. هذه المرأة المؤثرة، التي رأى فيها الجميع الشخص الأهم في أوروبا في أثناء ولاياتها الثلاث الأولى، قررت التنافس في المرة الرابعة، وارتكبت خطأ حياتها. فقد نال حزبها التأييد الأدنى في هذا الجيل، ووجدت صعوبة في تشكيل حكومة، وفي نهاية المطاف، أقام الحزبان الجريحان والضعيفان -الاشتراكيون والمسيحيون الديمقراطيون، حكومة مشتركة لا تنجح في أن تجري في ألمانيا الإصلاحات اللازمة كي تبقيها كقاطرة اقتصادية للقارة، بل وليس تجديد البنى التحتية المادية، اللازمة جدا. وتتصرف ميركل نفسها كظل لنفسها، وتبحث أغلب الظن عن حدث مهم ما يبرر انصرافها من الساحة السياسية. انغريد كرامب كرنباور، خليفتها المرشحة لا تعد في هذه الأثناء نجمة. ربما لأنها تعمل في ظل المستشارة وربما لأنها ليست هكذا حقا. ميركل هي صديقة إسرائيل وألمانيا هي الدولة الأهم في أوروبا. ودعمها لإسرائيل هو الثاني فقط لدعم الولايات المتحدة لنا. إن ضعف ميركل وألمانيا هما إشارة علينا أن نأخذها بالحسبان مع نزول المستشارة عن الساحة. من يعتقد أن مستقبل إسرائيل يمكن أن يعتمد على دول وسط وشرق أوروبا التي تصبح أنظمتها ديمقراطية أقل فاقل -يفعل الاختيار الأخلاقي المغلوط، ويعتمد على سند متهالك.اضافة اعلان