ضغوطات إسرائيلية لحجب "الأوسكار" عن الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن"!

على غرار ما حدث معه في مهرجان برلين

 

 

يوسف الشايب

اضافة اعلان

رام الله - كشفت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية عن ضغوط إسرائيلية ويهودية على أعضاء أكاديمية فنون السينما الأميركية لحرمان الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن"، ومخرجه هاني أبو أسعد من جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي لهذا العام، بعد أن فاز الشهر الماضي بجائزة الكرة الذهبية (غولدن غلوب)، لأفضل فيلم أجنبي.

وذكرت الصحيفة أن شخصيات إسرائيلية ويهودية تمارس ضغطاً هائلا على أعضاء الأكاديمية مستغلة نفوذها الواسع في هوليوود، مشيرة إلى أن النجاح الأول الذي حققته هذه الضغوط تمثل بانتزاع وعد من الأكاديمية الأميركية بعدم تقديم الفيلم على انه يمثل فلسطين، إنما السلطة الفلسطينية، الأمر الذي لم تلتزم به الأكاديمية، فالفيلم حسب ما هو واضح يمثل فلسطين وليس السلطة.

وأفادت الصحيفة انه منذ فوز الفيلم بجائزة الكرة الذهبية، قام موظفون في القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجليس، بعملية جس نبض لدى رجالات السينما في هوليوود حول فرص حصول الفيلم على جائزة أوسكار، وتبين لهم أن الفيلم هو أقوى الأفلام المرشحة لنيل الجائزة، فتقرر تكثيف الجهود السرية للمس بفرص فوز الفيلم الذي يتحدث عن الساعات الأخيرة لشابين فلسطينيين ينويان تنفيذ عملية تفجير داخل إسرائيل، مشيرة إلى النفوذ الواسع الذي يتمتع به اللوبي اليهودي في هوليوود.

وكان أبو أسعد عبر عن تفاجئه من الفوز بجائزة "الغولدن غلوب" لأفضل فيلم أجنبي، وترشيحه للأوسكار، خصوصا أنه سبق أن فقد "الدب الذهبي" الجائزة الكبرى في مهرجان برلين السينمائي لأسباب سياسية، وضغوطات إسرائيلية ويهودية يخشى تكرارها في الأوسكار، ويقول: "بعد توزيع الجوائز في برلين، اقترب مني مدير المهرجان، وهمس في أذني يعتذر عن أن المهرجان لم يمنحني "الجائزة الأكبر بسبب الجرائم التي اقترفها الألمان، إبان الحكم النازي، وبالتحديد في حقبة الحرب العالمية الثانية"، فأجبته :"نحن الفلسطينيون خسرنا أرضنا ووطننا بسبب جرائمكم، والآن أخسر جائزتي التي أستحق بسبب هذه الجرائم".

ويضيف أبو أسعد: كان هناك بعض المظاهرات اليهودية المناهضة للفيلم، رغم عدم عرضه وقتها تجارياً .. بعد العروض التجارية للفيلم كانت هناك اتهامات عدة باللاسامية، وانتقادات شديدة لأي دار عرض تستضيفه.

الفيلم الذي ترفض دور العرض الإسرائيلية استضافته، لاعتبارات تتعلق بأنسنة الاستشهاديين، الأمر الذي ترفضه إسرائيل، أثار جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين خلال تصويره في نابلس، وعند عرضه في رام الله ومدن فلسطينية أخرى، خصوصا مع الأنباء التي تتحدث عن تمويل إسرائيلي لـ"الجنة الآن"، الأمر الذي نفاه هاني أبو أسعد بقوله:" لم أتقاض أية مبالغ من أية جهات إسرائيلية، وبالتالي غير صحيح أن هناك جهات إنتاجية إسرائيلية شاركت في الفيلم، وهذا واضح في مقدمة ونهاية الفيلم .. كان هناك مساعدات غير مالية من قبل المنتج المشارك الإسرائيلي، عمير هارائيل، الذي لولاه لما تمكنا من التصوير في المدن والمناطق داخل الخط الأخضر .. عموماًَ أنا أرفض التمويل الإسرائيلي، رغم أن أية جهة إسرائيلية لم توافق على تمويل الفيلم، حين توجهنا لها طالبي التمويل، من باب جس النبض .. كنت، من خلال ذلك،  أريد أن أقول للعالم إن إسرائيل لا تمول أي فيلم لا يخدم خطها السياسي.. الملفت أن هارائيل تعرض لمضايقات عدة، ولتهديدات من قبل أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، ما حدث أيضاً مع مسؤول في صندوق الفيلم الإسرائيلي، بمجرد إعلانه في برلين عن استعداده للمساعدة في عرض الفيلم داخل إسرائيل.

وحول اتهامات الفيلم بالمسيء، والحيادي، والاستشراقي، يقول أبو أسعد: أنا أستغرب الحديث عن "حيادية" الفيلم، بينما هوجم في الخارج بسبب "عدم حياديته"، كما ادعوا .. هذه معادلة غريبة .. دعني أقول لك إن موضوعية الفيلم، إن جاز التعبير، تأتي من كونه يعبر عن وجهتي نظر فلسطينيتين حول هذه العمليات، ولا يوجد أي انعكاس لأية وجهة نظر أخرى من خارج المجتمع الفلسطيني .. الفيلم يعكس حالة الجدل الدائرة في الشارع الفلسطيني .. المهم بالنسبة لي أن الجمهور تعاطى مع الشخصيات، وأحبها إلى درجة ما، وحب الشخصيات ينفي كل ما يقال عن "حيادية سلبية"، أو "نظرة استشراقية" .. كل ما في الأمر أنني أعطيت مساحة متساوية لوجهتي النظر السائدتين لدى الفلسطينيين .. الموضوعية ليست حيادية هنا، وليست خوفاً.. لا بد من الموضوعية ليبقى الفيلم على قيد الحياة طويلاً.

ويضيف:" الشارع الفلسطيني حساس للغاية، ومتخوف، وهذا طبيعي بسبب حجم الغدر الذي تعرض له على مدار العقود الماضية .. النقاش والجدل الذي دار قبل الانتهاء من تصوير الفيلم ساعد في انتشار الفيلم، وفي تحسين الصورة التي خرج بها .. في الكثير من الأحيان كان النقد بناء، واستفدت منه كثيراً، وفي حالات قليلة لم يكن بناء على الإطلاق .. البعض تحدث عن "شوشرة فارغة"، وأنا ضد هذا الوصف، فما خرج يختلف بدرجة ما عن النص الأول لسيناريو الفيلم .. حالة الجدل الذي وصل إلى درجة الصخب قبل الانتهاء من تصوير الفيلم، ساعدتني كي أكون أكثر دقة في التعبير".