طرح المياه العادمة بين المنازل ينذر بكارثة بيئية في الضليل

إحسان التميمي

الزرقاء – يهدد تكرار طرح المياه العادمة بين الأحياء السكنية وأطراف أودية في قضاء الضليل بـ " كارثة صحية"،  وفقا لسكان اعتبروا أن الجهات المعنية لا تكترث حيال هذه المشكلة، رغم ما تحمله من أخطار صحية على السكان.اضافة اعلان
ويحتج السكان على لجوء بعض اصحاب صهاريج المياه العادمة إلى إفراغ حمولة الصهاريج ليلا بين الأحياء السكنية وفي الأودية، بدلا من طرحها في مكب الاكيدر،  متسببين بتلوث بيئي افضى إلى انتشار القوارض والحشرات، إضافة إلى انبعاث روائح نتنة.
وقالوا إن الشكاوى العديدة التي تقدموا بها إلى الجهات المعنية كافة ذهبت ادراج الرياح، لافتين إلى أن السيطرة على الصهاريج المخالفة سهل جدا حال توفرت إرادة لذلك.
وتطرح مصانع المنطقة الصناعية المؤهلة في الضليل ما بين 4200 الى 4500 متر مكعب مياه عادمة يوميا تنقل الى محطة عين غزال في عمان او محطة الاكيدر في الرمثا.
وقال عبدالله محمد وهو أحد السكان، ان مشكلة الطرح العشوائي من قبل تلك الصهاريج في قضاء الضليل والمناطق المجاورة مشكلة مستعصية ما تزال دون حل، حيث يلجأ العديد منهم إلى إفراغ الحمولة ليلا في الاودية وبين منازل السكان.
وبين أن اصحاب الصهاريج يتقاضون مبلغ 75 دينارا عن كل "نقلة" وان بعضهم يحاول مضاعفة حمولاته يوميا لتحقيق ربح "فاحش" على حساب صحة وسلامة المواطنين، لافتا إلى أن بعضهم يحقق دخل يومي يتعدى راتب موظف حكومي من الدرجة الأولى.
ويطالب السكان بإيقاع العقوبة على من يضبط من أصحاب الصهاريج مخالفا للتعليمات ومنعها من العمل في منطقة قضاء الضليل نهائيا.
ويلفت احد السكان وهو سامي أحمد، الى ان الكثير من المناطق في اللواء تعاني من التلوث وذلك لقربها من محطة معالجة الخربة السمراء ووجود التجمعات الصناعية التي تسبب أزمة بيئية حادة هناك، مبينا أن السكان تقدموا بشكاوى عديدة إلى الجهات المعنية لمنع طرح المياه العادمة بين منازلهم دون جدوى.
ويحذر احد السكان وهو سميح محمد من قيام البعض باستعمال المياه العادمة لسقاية أشجارهم وخصوصا في وسط الاحياء السكنية، وذلك لعدم توفير المياه الصالحة، بالإضافة الى استغلال تلك المياه بحجة انه لا تأثير لتلك المياه العادمة على الصحة كونها مياه ناتجة عن غسيل الملابس في المدينة الصناعية وليست مياها للمخلفات البشرية.
وتمنع التعليمات الصادرة عن مديرية قضاء الضليل استخدام هذه المياه لأغراض الري الا ان المواطنين يستخدمونها لمواجهة شح المياه في الوقت الذي يطالب مواطنون الجهات المعنية باتخاذ عقوبات رادعة بحق من يطرح المياه العادمة في الأودية القريبة من المناطق السكنية.
وكانت مديرية قضاء الضليل منعت حركة الصهاريج من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا حتى ولو كانت فارغة، بالإضافة الى إيقاع عقوبة السجن لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة اشهر على من يخالف التعليمات وحجز صهريجه طوال تلك المدة وإجباره على توقيع كفالة عدلية بقيمة 20 الف دينار.
من جهته قال رئيس لجنة بلدية الضليل ابراهيم الحديد ان فرق البلدية تخالف كل من يتم ضبطه من اصحاب الصهاريج، لافتا إلى ان القضاء على هذه الظاهرة من اختصاص مديرية القضاء ولجنة السلامة العامة والأمن العام.
فيما قال مدير قضاء الضليل عبد السلام العموش ان المياه العادمة مخلفات صناعية وليست بشرية، لافتا إلى إلزام الشركات بالتفريغ في المكبات المخصصة.
وأوضح أن فرق الإدارة الملكية لحماية البيئة ولجنة السلامة العامة تعمل على ضبط المخالفين وحجز صهاريجهم وتحويلهم إلى المحكمة مع توقيع كفالة عدلية.
ولفت إلى تخصيص أوقات لتحميل الصهاريج وذلك من السادسة صباحا ولغاية السادسة مساء، مشيرا الى وجود سجل لكل شركة بوقت خروج الصهريج ودخوله وإفراغ حمولته.
واكد ان فرق السلامة العامة تقوم بالكشف على هذه السجلات باستمرار.

[email protected]