طرق لتجنب تناول الطعام أثناء الشعور بالقلق

سد الفراغ الذهني عبر القراءة والمطالعة يبعد الفرد عن تناول الطعام بشكل مفرط -(أرشيفية)
سد الفراغ الذهني عبر القراءة والمطالعة يبعد الفرد عن تناول الطعام بشكل مفرط -(أرشيفية)

جميلة الحديدي

عمان- تناول الطعام موضوع يؤرق النساء في العالم بأسره، لأنهن يعانين في النهاية من الوزن الزائد، وتتناول السيدات أحيانا بعض أنواع الطعام بشكل مبالغ فيه، وأن تكون هذه المبالغة مستمرة، فهذا هو المؤرق في الأمر.اضافة اعلان
اختصاصي التغذية الدكتور محمد أبو هشهش، يشير إلى أن الإفراط في تناول الطعام ناجم عن شعور لاإرادي يجعل المرأة تشعر بالمعاناة، إن لم تتناول الطعام بمعدلات مبالغ فيها، موضحا "هذا إذا كان سبب المشكلة نفسيا، أما إذا كان السبب عضويا، فإن هناك أمورا أخرى كثيرة تتدخل".
وطريقة التفكير لها علاقة مباشرة بسلوك الأفراد، وفق أبو هشهش، الذي يقول "القراءة هي غذاء للفكر والعقل، فإن كانت المرأة لا تحب القراءة، فإنها تلجأ إلى أسلوب آخر لملء وقت الفراغ، وتناول الطعام يعد الطريق السهل لإملاء المعدة، وعند امتلاء المعدة ينحصر التفكير ويتقوقع في زاوية فتشعر بالرضا".
وأوضح أن الناس يفضلون في هذه الأيام الرضا الذاتي السريع، ويعد تناول الطعام الطريق الأقصر لتحقيق ذلك، منوها إلى أن تناول الطعام مايزال هو الأسلوب المرغوب به لسد فراغ آخر في الشخصية، وليس سد الفراغ في المعدة، التي ليست بحاجة لكميات مبالغ فيها لتصبح راضية.
وطريقة اكتشاف السبب وراء الإفراط في تناول الطعام، من وجهة نظر أبو هشهش، هي العودة إلى الضمير الواعي لمعرفة الدوافع، مبينا أن هذا ليس بحاجة لطبيب نفسي أو عضوي، ويرتبط بإعطاء مساحة للعقل ليفكر بالنقص الذي يشعر به الفرد، والذي يجعله يتلهف لتناول الطعام.
ويؤكد أهمية أن تفكر المرأة بسد الفراغ الذهني، عبر القراءة والمطالعة، لا عبر تناول الطعام بشكل مفرط، وإن كان بهدف التخلص من القلق، رائيا أن النتيجة الحتمية للإفراط في تناول الطعام هي اكتساب الوزن الزائد الذي يعد مصدرا كبيرا لقلق النساء.
ويذهب أبو هشهش إلى أن التعامل مع القلق الأصلي الذي تعاني منه المرأة هو أسهل من التعامل مع القلق الناجم عن زيادة الوزن، وقليل من الإرادة في التعامل مع القلق المسبب للإفراط في تناول الطعام، يمكن أن يكون كافيا لحل المشكلة.
والمرأة القلقة يجب أن تعترف بمشكلتها وتقوم بتحليل منطقي للأمور، وكلما فكرت بتناول الطعام لتخفيف القلق الذي تعاني منه، يجب أن تفكر بأن ذلك لن يحل مشكلتها، وبدل تناول الطعام، يمكن أن تقوم بنشاط آخر للتخفيف من قلقها الوسواسي.
ويجب أن تلهي المرأة نفسها بأمور أخرى غير تناول الطعام، لتهدئة نوبات قلقها المسببة للجوء لتناول كميات كبيرة من الطعام.
كما وعليها التفكير بأن اكتساب الوزن أسهل من فقدانه، فهناك نساء يتواصلن في الإفراط في تناول الطعام، حتى يتعدى وزنهن المعدل المقبول، ثم يشتكين من ذلك، ويلجأن لأساليب لتخفيف الوزن ولا يتحملن الجهود المترتبة على ذلك، فتتحول حياتهن الى جحيم وصراع مع الزمن.
وقال أبو هشهش "لو أن المرأة تفكر بعواقب إفراطها في تناول الطعام لما فعلت ذلك، ووصلت الى حد العذاب النفسي والجسدي للتخلص من وزن زائد هي من تسببت فيه وليس غيرها".
وأكد أن النساء اللواتي يفرطن في تناول الطعام يبعدن أنفسهن عن الانخراط في النشاطات الاجتماعية خوفا من الانتقادات.

[email protected]