طريقة إلقاء الدروس في الحوزة العلمية ما تزال على حالها منذ ألف عام

 

النجف -(العراق)- ما تزال الطريقة المتبعة لالقاء الدروس في الحوزة العلمية في مدينة النجف الشيعية على حالها تقريبا منذ تأسيسها العام 1056 م رغم ادخال بعض العلوم الطبيعية الى المناهج في محاولة لمجاراة العصر.

اضافة اعلان

ويقول الشيخ علي بشير النجفي، نجل المرجع الشيعي بشير النجفي احد المراجع الاربعة الكبار في النجف (160 كلم جنوب بغداد) ان "الدراسة في الحوزة تختلف عن الدراسة في الاكاديميات والكليات الاخرى".

ويضيف انها تترك للطالب "حرية الاختيار بالنسبة للزمان والمكان والاستاذ".

ويؤكد ان اماكن التدريس عادة ما تكون في المساجد مثل "مسجد الهندي" و"مسجد السبزواري" و"مسجد الترك" بالاضافة الى الحسينيات والمدارس مثل مدرسة "القوام"، لكنها باتت في منازل المراجع حاليا.

ويقول ان منازل المراجع الشيعية تحولت "في الاونة الاخيرة، الى ساحة للتدريس" عازيا ذلك الى "الوضع الامني الذي يمر به البلد".

وليست هناك احصائية دقيقة لعدد طلاب الحوزة انما هناك تقديرات تشير الى ان اعدادهم تبلغ حوالى ستة الاف طالب موزعين على مدارس ومساجد النجف.

يشار الى ان الحوزة واحدة لكن المتعدد هو مكاتب المرجعيات والاساتذة الذين يلقون المحاضرات من خلال انتمائهم الى المراجع عن طريق اخذ العلم منه.

اما بالنسبة للمصاريف، فيتم الانفاق على الحوزة من خلال الاموال الشرعية من الخمس والزكاة عبر رواتب يصرفها المراجع للطلاب والاساتذة. وليست هناك جهات اخرى تنفق على الحوزة من حكومية او سياسية.

وقد تأسست الحوزة التي تعنى بتدريس العلوم الاسلامية اساسا على يد ابرز علماء الطائفة الشيعية الاثني عشرية وهو الامام الطوسي العام 1056 ميلادية.

ويتابع النجفي ان الحوزة تدرس الفقه والشريعة واصول الدين وفق ائمة الشيعة الاثني عشرية، ومبدأ الاجتهاد من خلال تدريسها النصوص القرآنية والاحاديث المنقولة عن النبي محمد والائمة واستنباط الاحكام الشرعية من خلالها.

ورغم مطالبة البعض، خلال العقود الاربعة الماضية، بتطوير طرق الدراسة في الحوزة، فان جهات اخرى تصر على ضرورة بقاء الاسلوب من دون تغيير.

ويوضح النجفي ان "عملية التدريس تبدأ باختيار الطالب من قبل المدرس، بعد ذلك يجتمع الطلبة على شكل حلقات دراسية يجلسون خلالها ارضا حول استاذهم الذي يكون طالبا في مرحلة متقدمة".

ويشرح قائلا "هنا تكمن نقطة القوة في عملية الحصول على المعلومات حيث ان الطالب الذي درس هذه الكتب في المرحلة الاولى سيدرسها لغيره فيما بعد اي ان المواد لا تنسى ولا تترك انما يكون التحصيل تراكميا متعاقبا".

ويقول ان "الدراسة تتكون من ثلاث مراحل اولها المقدمات وهي بدورها تتكون من اربعة مستويات يدرس الطالب في كل مستوى مجموعة من الكتب تشمل "الاجرومية" (وهي مادة قواعد اللغة العربية وعقائد الامامية)، اما المرحلة الثانية فتسمى مرحلة السطوح وضمنها مستويين، والمرحلة الثالثة هي للبحث الخارجي بحيث يكون الطالب وصل الى درجة من العلم تمكنه من كتابة ابحاث ومناقشة اخرى".

والاساتذه في هذه المرحلة يكونون من المراجع والمجتهدين.

ومن ابرز الدارسين في البحث الخارجي في حوزة النجف المعاصرة هم ابو القاسم الخوئي (توفي في العام 1992) وعلي السيستاني (خليفة الخوئي).

وبعد ان يتمم الطالب هذه المراحل بامتياز يمكنه ان يدخل مرحلة الاحتياط التي تكون ممهدة للمرجعية كما ان المرجع في حوزة النجف لا ينقطع عن البحث والتحصيل حتى بعد وصوله الى هذه الدرجة.

وبغية مواكبة التطورات العلمية، ادخلت الحوزة ضمن منهجها تدريس بعض العلوم الطبيعية كاللغات والرياضيات والحاسبات وعلوم الفلك.

ويمر الطالب في الحوزة بمراحل دراسية للوصول الى امكانية استنباط الاحكام الشرعية وعندها ينال رتبة "المجتهد".

يشار الى ان مراحل الدراسة غير محددة بوقت معين انما الفاصل الوحيد بين هذه المرحلة او تلك هو الامتحان الذي يخوضه الطالب بعد اتمامه دراسة هذا الكتاب او ذاك.

والحوزة العلمية مؤسسة دينية تتخذ من النجف مكانا لممارسة اعمالها كما انها تتمتع بتأثير كبير على القواعد الشعبية للشيعة داخل العراق وخارجه.

كما تتميز الحوزة بانها الحاكم الفعلي الذي يمارس كل الصلاحيات الدينية والدنيوية من خلال سلطة المرجعية العليا التي تتبوأ سدة الهرم في الحوزة.

يشار الى وجود العديد من الحوزات العلمية في مدينة قم الايرانية المقدسة.