طريقة حديثة لعلاج الأورام الليفية تعيد الأمل للسيدات بإمكانية الإنجاب

عمّان- الورم الليفي هو ورم حميد ينشأ من عضلات جدار الرحم ويحتوي على بعض الألياف وهو ورم شائع الحدوث حيث أن نسبة 22% من السيدات في سن الإنجاب يوجد برحمهن ورم ليفي واحد أو أكثر وبقياسات مختلفة تصل أحيانا إلى الكيلوغرام، خاصة وأن مرحلة الإنجاب والنشاط الجنسي تكون عند السيدات بين عمر 23-35 عاما لكن بعد سن الثلاثين تكثر نسبة حدوثه عند غير المنجبات أو من أنجبت طفلا واحدا ولم تحمل بعدها.

اضافة اعلان

ويقل حدوثه في متكررات الحمل والولادة، كما يتأثر الورم بزيادة نشاط ونمو الغشاء المبطن للرحم لتأثره هو أيضا بزيادة هرمون الأستروجين ونادرا ما ينشأ الورم من عضلات أربطة الرحم أو الأنسجة المحيطة به، ولكنه ليس مستحيلا.

وألياف الرحم هى أمراض حميدة تتكون داخل جدار الرحم توكثر لدى النساء السمراوات وهي غالبا لا تسبب أي مشاكل صحية ولكن قد يؤدي كبر حجمها وموقعها بالرحم لبعض المشاكل عند بعض النساء كالألم والنزيف الشديد.

هذه الأعراض غالبا ما تتحسن بعد بلوغ سن اليأس عندما يقل هرمون الإستروجين. كما أن النساء اللواتي يأخذن حبوب الإستروجين قد لا تتحسن لديهن الأعراض.

تترواح أحجام ألياف الرحم من قطع صغيرة جدا إلى حجم حبة الشمام. وفي بعض الحالات قد تجعل الرحم يكبر إلى حجم رحم بالحمل بالشهر الخامس أو أكثر.

وقد تكون الألياف ظاهرة على سطح الرحم تحت الغطاء البريتوني للرحم أو توجد داخل الجدار العضلي للرحم أو داخل تجويف الرحم وعنق الرحم.

وقد تشكو مريضة الورم الليفي من بعض الأعراض مثل آلام بالأفخاذ وآلام بالجماع وكبر حجم البطن وغزارة الطمث.

كذلك الأمر بالنسبة إلى تعسر الحيض وشدة انقباض العضلات الرحمية وهو ما يؤدي بدوره إلى احتقان الرحم، وهنا تشكو السيدة من آلام أسفل البطن والظهر والحوض قبل الدورة بعدة أيام.

كما أن كبر الورم وضغطه على الأعضاء الجانبية مثل المبيض يؤدي إلى اضطراب وظيفة المبيضين الرئيسية بالحمل والخصوبة، ويؤدي بالتالي إلى عدم اكتمال مرحلة وصول البويضة والتقائها بالحيوان المنوي مسببا بذلك تأخر فرصة الحمل.

كما يعمل على الضغط على الأعضاء الأخرى المجاورة بحكم الوضع التركيبي للمرأة مثل قرب المثانة للرحم، يتمثل في صورة احتباس بولي نتيجة للضغط على فتحة مجرى البول أو الشعور بالرغبة في تكرار التبول أو في حالات الضغط المباشر على شبكات الحوض للأوعية الدموية والشرايين والأعصاب الأنثوية مسببا ظهور الدوالي بالساقين أو ألما بالحوض يمتد إلى أسفل البطن والظهر.

أما علاج الورم فيعتمد على سن المريضة وعدد الأطفال المنجبين وحجم الورم، فكما قلنا أكثر ألياف الرحم لا تحتاج لعلاج حيث أنها لا تسبب أي أعراض.

ولكن إذا كبر حجم الورم الليفي عن حجم بيضة الإوزة لزم العلاج وعندما تسبب ألياف الرحم أعراضا يكون العلاج بالأدوية من المسكنات للألم وحبوب منع الحمل أو بعض الهرمونات. وغالبا هذا يكفي ولا يحتاج لعلاج آخر. بعض الهرمونات تتسبب فى أعراض جانبية مزعجة وترجع مشاكل ألياف الرحم بعد توقيف الدواء.

وكذلك استئصال الأورام الليفية مع الحفاظ على الرحم إذا كان عمر السيدة اقل من 40 سنة ولم تنجب أطفالا او هناك رغبة في الحمل.

ويلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي إذا كان عمر السيدة أكثر من 40 عاما، ويتم إزالة الرحم تماما مع تخدير عام وتنويم بالمستشفى لمدة 3-4 أيام وفترة نقاهة من شهر إلى شهرين ما يسبب مشكلة نفسية لدى النساء.

كما أن المشكلة أن إزالة ألياف الرحم جراحياً قد تتسبب فى نزيف من ألياف الرحم، لأن شرايينها كثيرة ما قد يضطر الجراح لنقل دم أو لإزالة الرحم كاملاً. أيضا قد ترجع ألياف الرحم بعد الجراحة.

وعن الجديد في علاج ألياف الرحم فهنالك طب الأشعة التداخلية في علاج ألياف الرحم والذي تقلله الجراحة، كما أن طبيب الأشعة التداخلية يقوم بهذا الإجراء لان ذلك فاق الجراحة القديمة من خلال شق البطن وبأقل وقت ممكن وبأقل مضاعفات على المريضة وبهذه التقنية الجديدة يستطيع أن يرى الطبيب داخل جسم المريض عن طريق الأشعة.

ويتم ذلك من خلال فتحة صغيرة فى الجلد لا تتجاوز بضعة مليمترات وبسهولة كبيرة على المريضة يدخل طبيب الأشعة التداخلية أنبوبة القسطرة من خلال شريان الفخذ حتى يصل إلى شرايين الرحم ومن ثم يطلق مواد دقيقة تؤدي إلى وقف الدم عن ألياف الرحم، ما يتسبب بصغر حجم ألياف الرحم من غير إزالة الرحم.

ويستخدم كذلك المنظار الجراحي أو أشعة الليزر، ومن هذه الجراحات هناك الجراحة التحفظية التي تستهدف الحفاظ على الجهاز التناسلي للمريضة وإزالة الورم الموجود داخل البطانة الرحمية الموجودة بالحوض أو خارجها وإزالة الالتصاقات المحيطة بالمبيض أو بقناة فالوب.

الدكتور جهاد سمور

اختصاصي أمراض النسائية والتوليد والعقم