طلبة وذووهم يبدون استياءهم من منع المعلمين استخدام "فيسبوك"

منصة درسك -(أرشيفية)
منصة درسك -(أرشيفية)

آلاء مظهر

عمان - أكد وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي عزم الوزارة اطلاق ميزة إضافية عبر منصة "درسك" تحت عنوان "التعليم التكيفي"، والتي ستعالج أي ضعف عند الطالب في أي مهارة أو كفايات تعلمية من خلال ربطه بمصادر تعليم إضافية معززة لإتقان المهارة أو الكفاية.اضافة اعلان
ورد النعيمي على احتجاج الطلبة وذويهم على حصر عملية التواصل التعليمي بمنصة "درسك"، بأن قراره "تربوي يهدف الى عدم تشتيت جهود الطلبة والمعلمين بين مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتا الى أن "التربية" كانت تلقت بعض الملاحظات من قبل معلمين بشأن تلقيهم اتصالات من الطلبة وأولياء أمورهم خارج أوقات التدريس الرسمي.
وقال إن الغرض من حصر عملية التدريس والتفاعل عبر منصة "درسك"، كي "يتوفر لدى الوزارة قاعدة معلومات وبيانات تتيح لها تتبع رحلة تعليم الطالب ورصد مدى التفاعل بين المعلمين والطلبة في طرح الاسئلة والرد على الاستفسارات وحل الواجبات والتقدم للاختبارات بالإضافة الى التصحيح الآلي للاسئلة الموضوعية ومقارنة نتائج الطلبة مع اقرانهم".
وتابع النعيمي، ان الوزارة فعلت، أمس، خاصية التفاعل بين الطلبة والمعلمين في المدارس الحكومية على "درسك"، موضحا ان هذه الخاصية "تمكن جميع الطلبة التواصل مع معلميهم وبما يتيح للمعلمين التفاعل مع طلبتهم في جميع الصفوف ومتابعة تعليمهم من خلال تبادل ارسال الاسئلة والاجابة عن الاستفسارات المتعلقة بالمباحث الدراسية، وارسال الواجبات وانشاء الاختبارات فضلا عن رصد الحضور والغياب".
كما تتيح المنصة، وفق النعيمي، امكانية تحميل ملفات متعلقة بايضاحات للطلبة وأوراق عمل وغيرها من الامور.
وبين ان الوزارة فرغت أول من أمس من تحميل بيانات الطلاب في المدارس الخاصة ووكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لتمكينهم من متابعة تعليمهم ودروسهم عبر المنصة، موضحا ان خاصية العلاقات التدريسية التي من خلالها يمكن التفاعل بين المعلم والطالب لن تكون مفعلة لمعلمي وطلبة المدارس الخاصة و"الاونروا" وستكون هذه الخاصية مقتصرة على معلمي وطلبة المدارس الحكومية في المملكة.
وأشار النعيمي إلى أن المدارس الخاصة ووكالة الغوث لها منصات تعلمية خاصة بها وطرقها المختلفة للتواصل مع طلبتهم.
وأكد ان الهدف من هذا القرار التربوي ليس تقييد المعلمين بمقدار ما هو توحيد للجهود وتقليل العبء عليهم بمتابعة الدروس والتفاعل مع معلميهم في مكان واحد، مشيرا إلى أن هناك بعض الملاحظات وردت حول تواصل الطلبة وذويهم مع المعلمين خارج اوقات دوامهم الرسمي.
وبلغ عدد مرات دخول المعلمين الذين دخلوا الى المنصة أمس نحو 92 ألف معلم ومعلمة، في حين بلغ عدد الواجبات المرسلة من قبل المعلمين أول من أمس نحو 30 الفا، بحسب النعيمي، في حين بلغ عدد الطلبة الذين دخلوا المنصة أول من أمس نحو 810 آلاف طالب وطالبة وشاهدوا 1.450 مليون حصة دراسية.
وأكد النعيمي ان المهم هو استراتيجية التدريس المتبعة في شرح المفهوم وليس طول او قصر المدة الزمنية للفيديو وهذا ما تؤكد عليه جميع الدراسات التربوية العالمية.
وفي رده على سؤال لـ "الغد" عن بعض الملاحظات الواردة حول وجود بطء تنزيل أو تحميل الصور في المنصة أكد النعيمي، ان "البطء ليس بسبب المنصة ولكن لعوامل اخرى متعلقة بسرعات الإنترنت والتي تختلف من منطقة لاخرى بالاضافة الى الاجهزة الالكترونية المستخدمة".
وكان طلبة وذووهم ابدوا استياءهم من قرار وزارة التربية والتعليم بمنع المعلمين من استخدام منصات التواصل الاجتماعي (مجموعات الفيسبوك وواتساب) للتواصل والتفاعل مع الطلبة وحكرها على منصة "درسك".
الطالب عبدالله موفق بالصف الثامن قال، انه "تابع منصة درسك لكنها لم تساعده على فهم مادة العلوم خاصة وان المدة الزمنية للفيديو لم تتجاوز دقيقتين ونصف".
وأضاف، "انه وزملاؤه يدخلون للمنصة ويشاهدون ما فيها من حصص دراسية لكنهم بعد انتهاء المشاهدة كانوا يتواصلون مع معلميهم في حال عدم فهم لنقطة معينة ويقوم المعلم بإرسال التوضيح عبر مجموعة واتساب، وفي بعض الاحيان كان المعلم يشرح الدرس تلقائيا ويضعه على مجموعة الواتساب كي يستفيد من هذا الفيديو أكبر قدر ممكن من الطلبة والعودة إليه في اي وقت ما يساهم في ترسيخ المعلومة في اذهانهم".
وأكد ان الغاء هذا الأمر "تسبب لنا بإشكاليات في عملية التعلم كون قدرات الطلبة مختلفة وليس جميعهم بنفس المستوى فمنا من يحتاج الى شرح بطريقة مستفيضة كي يدرك المعلومة".
وأشار إلى أن خاصية العلاقات التدريسية تتيح التواصل بين المعلمين والطلبة من خلال ارسال اسئلة "لكنها لا تمكن المعلم من وضع فيديو توضيحي لهم في حال كانت هناك مشكلة في فهم المادة".
وايدته بالرأي الطالبة بتول ايهاب بالصف العاشر التي اوضحت انها "تجد صعوبة في استيعاب كل ما يقال بالفيديو التعليمي المتعلق بمادة اللغة الانجليزية التي تشاهدها عبر منصة درسك كون المحاضرين في المنصة يتحدثون اثناء الشرح باللغة الانجليزية وهذا الامر لم يألفه الطلبة".
وقالت ايهاب، ان المعلمات في المدارس "يستخدمن اللغة العربية اثناء شرحهم لمادة اللغة الانجليزية ولكن في المنصة يتحدثن باللغة الانجليزية الأمر الذي لم نعتد ويشعرنا بالضياع والتشتت وعدم القدرة على اكمال الدرس بنفس مستوى التركيز".
وأضافت، انها كانت تعالج هذا الأمر بـ"الاستعانة بمعلمتها في المدرسة التي كانت تشرح الدرس للطالبات مرة اخرى عبر فيسبوك ولكن مع توقف هذا الأمر لا ادري كيف استطيع التغلب هذه الاشكالية والنجاح بالمادة".
ام عبدالله لديها 6 ابناء في مراحل تعليمية مختلفة يتلقى 5 منهم تعليمهم عن بعد من خلال منصة (درسك) في ظل قرار الحكومة تعليق الدوام المدرسي للصفوف من الرابع وحتى الحادي عشر لمدة اسبوعين تروي معاناتها اليومية في التنسيق مواعيد ابنائها للدخول للمنصة سيما وان الأسرة لا تمتلك الا هاتفين فقط ويجب الدخول للمنصة من اجل الحضور والغياب.
وتابعت ام عبدالله في حديثها لـ "الغد" أمس، ان ابناءها يواجهون مشاكل تقنية لدى دخولهم للمنصة تتمثل بعدم السرعة بتحميل الدروس وكثيرا ما يفصل ونحاول الدخول للمنصة مرة اخرى، مشيرة الى بعض الامثلة التي يطرحها المعلمون عبر منصة غير متواجدة بالكتاب المدرس بالإضافة الى ان شرح بعض الدروس بغير ترتيبها في الكتاب المدرسي.
وبينت ان الشرح عبر المنصة يكون سريعا ولا يوجد فيه تأن فليس جميع الطلبة يتمتعون بذات القدرات فمنهم من يحتاج الى وقت اطول من اجل الاستيعاب.