طلبة يروون تجربتهم بتعلم الرياضيات عبر ‘‘إدراك‘‘ ومعلمون يوجهون الرحلة التعليمية

واجهة موقع منصة إدراك - (الغد)
واجهة موقع منصة إدراك - (الغد)

مجد جابر

عمان- يصف طالب الصف الثامن سيف تجربته مع منصة "إدراك" للتعلم المدرسي، والفائدة التي حصل عليها بعد أن تعلم مادة الرياضيات، ويقول "المنصة مفيدة جداً وساعدتني على أن أفهم الدرس بشكل أعمق وأدق من خلال استخدام الرسوم المتحركة والفيديوهات التفاعلية وحل التمارين".
ويشعر سيف أن قدرته على التعلم أصبحت أفضل وزادت ثقته بنفسه، لأنه حينما يجيب عن أحد الأسئلة وكانت على سبيل المثال خاطئة، فإن الموقع لا يقول له إنه أخطأ بل يخبره أن عليه المحاولة مرة أخرى، ويمكنه اختيار خيار "تلميح"، لذلك هو لا يفقد الأمل بالتصحيح والتعلم مرارا وتكرارا.
أما زميله عمر درويش، وهو طالب في الصف السابع، فيعتبر أن منصة "إدراك" ساعدته كثيراً على التعلم وتقوية نفسه في الرياضيات، مبيناً أن الفيديوهات القصيرة وفرت عليه الوقت بعيدا عن الملل. كما ساعدته كثيراً على فهم الدروس وأن يدرك ما هي نقاط ضعفه وتقويتها، كذلك تنمية مهاراته.
ولأن تسنيم النجار الطالبة في الصف الأول الثانوي اضطرت للغياب عن المدرسة لأمر طارئ، فإن المنصة عوضتها عن كل ما فاتها بمادة الرياضات. تقول إنها أحيانا لا تتمكن من فهم الدرس جيدا بالمدرسة، لذلك تقوم بمشاهدته على "إدراك" وفهمه من خلال "الفيديوهات" بوقت أبسط وأقصر وهو ما يفيدها.
"بدأنا بالرياضيات لكن لن نتوقف هنا.. لأن أولادنا يستحقون الأفضل، وإن شاء الله في المراحل المقبلة ستكون مواد أكثر موجودة على المنصة".. هذا ما قالته جلالة الملكة رانيا العبدالله، أول من أمس، معبرة عن سعادتها بإطلاق منصة "إدراك" الإلكترونية للتعلم المدرسي.
وتقدم المنصة مجاناً مواد تعليمية إلكترونية مفتوحة المصادر باللغة العربية لطلبة المدارس والمعلمين، كما سيستفيد الآباء منها لدعم مسيرة أولادهم المدرسية.
وتابعت جلالتها "على الانترنت اليوم، يوجد موارد تعليمية إلكترونية يستفيد منها الطلبة حول العالم كمصادر تعزيزية أو للتقوية أو المراجعة أو التمرين. لكن للأسف أغلبها باللغة الإنجليزية، مما يعني أن العديد من الطلبة في الأردن والعالم العربي لن يتمكنوا من الاستفادة منها، وقد يكون هذا هو الدافع وراء "إدراك للتعلم المدرسي" لتوفير الفرص نفسها المتاحة للطلبة في جميع أنحاء العالم لأطفالنا ولأهاليهم ولمعلميهم".
صائب الشبول يدرس مادة الرياضيات في إحدى مدارس الطفيلة، يتحدث لـ"الغد" عن عمله في مؤسسة "إدراك" واستفادته من هذه التجربة؛ حيث سهلت المنصة على الطالب والمعلم من خلال التمارين والفيديوهات التي تقدمها، خصوصاً وأن الطالب بأي صف وأي مكان يستطيع أن يدخل على الموقع.
وأضاف أن المنصة ساعدت الطالب بمختلف المستويات على تقوية مهاراتهم وتحسين الأداء، فالطالب جيد المستوى زادت لديه المهارات والقدرات، مبيناً أن الرغبة لديهم لاختبار هذه التجربة كبيرة. ويشير الشبول إلى أن المعلم أصبح دوره توجيه الطالب، كون الفيديو يوضح كل شيء ويسهل كثيراً من مهمة الشرح.
ولأن هذه المنصة تعود بالفائدة على الأهل، تقول رانيا الخالدي وهي أم طالبة في الصف الثامن، إنها في البداية كانت تستخدم منصة "إدراك" لتستفيد هي من المساقات المتعددة التي تقدمها، وبعدها سجلت ابنتها بها لتعلم مادة الرياضيات. وتلفت إلى أنها مقدمة بطريقة غير تقليدية جذابة ولافتة سواء بالعرض أو "الأنيميشن"؛ إذ يتم ربط الأمثلة بالحياة العملية اليومية للشخص مما يسهل فهمها واستيعابها.
معلمة الصفوف الأساسية العليا أمل التي تدرّس في مدرسة بمنطقة سحاب، تبين أن أعداد الطلبة في الصف الواحد يصل الى 70، وهو الأمر الذي يجعل العملية التدريسية أصعب، واستيعاب الطالب أقل. ذلك جعلها تقوم بعمل صفوف افتراضية لحل هذه المشكلة على المنصة التي تحدد مستوى الطالب وكيف يمكن التطوير من قدراته.
وتضيف أنها في البداية بدأت بتدريب الصف الثامن على تعلم استخدام المنصة ومع الوقت وجدت أن الطلاب يستمتعون فيها. وتعد الموارد التعليمية المتاحة على المنصة عبارة عن دروس ومصادر موائمة للمناهج الوطنية ومكملة لها. وسيتمكن المستفيدون من المنصة من استخدام تلك الموارد كمواد تعزيزية أو استدراكية أو للتقوية، ويمكن للمعلمين في المنطقة العربية الاستفادة من هذه الموارد التي تحتوي على العديد من أساليب الطرح والأفكار المبنية على طرق التدريس الحديثة.
والمنصة تقدم مواد الرياضيات للصف السادس وحتى الصف الثاني عشر، وسيتم نشر مواد الصفوف الأولى من رياض الأطفال وحتى الصف الخامس نهاية هذا العام.
وستوفر المنصة في الرياضيات أكثر من 1200 فيديو تعليمي و7500 تمرين تتدرج في صعوبتها وتقدم بشكل ممتع باستخدام استراتيجيات الألعاب التحفيزية.
ومن خلال منحة قدمتها مؤسسة جاك ما، يتم العمل حاليا على تطوير مواد اللغة الانجليزية للصف السابع وحتى الصف الثاني عشر، ستطرحها المنصة في أيلول (سبتمبر) من العام المقبل. وسيتم تغطية مواضيع رئيسة أخرى تدريجياً بحلول العام 2020.
وتأتي هذه المنصة كثمرة للتعاون بين مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ومؤسسة جوجل دوت أورغ؛ الذراع المانحة الخيرية لشركة جوجل، والذي أعلن عنه في أيار (مايو) 2017 بتقديم منحة قدرها 3 ملايين دولار، بالإضافة إلى مشاركة موظفي جوجل في تقديم الخبرة في تطوير التكنولوجيا وتصميم المنتجات.
ويتكون محتوى المنصة من موارد تعليمية مفتوحة مجاناً باللغة العربية تشمل محاضرات فيديو، وأسئلة وتمارين تفاعلية وتعليم استدراكي؛ حيث تم تطوير المواد التعليمية باستخدام منهجيات بيداغوجية تعتمد على ترسيخ المفاهيم لتمكين المعلمين من الاستفادة من المحتوى بطريقة مدمجة. كما ستوفر المنصة أيضاً أدوات ومصادر تعليمية للآباء والمعلمين لتمكينهم من توجيه الرحلة التعليمية لأطفالهم.
وتبني المنصة الجديدة على النجاح الذي حققته منصة "إدراك" للتعلم المستمر، التي توفر مساقات تعليمية مجانية عبر الانترنت باللغة العربية، والتي وصلت لقرابة مليوني متعلم في المنطقة منذ إطلاقها العام 2014، كما ستبني المنصة على الجهود المشتركة من مؤسسة الملكة رانيا وجوجل دوت أورغ، بهدف توفير مواردها ودعمها بدون الإنترنت، مما يضمن إنصاف الأطفال الأكثر حاجة في المنطقة ليتمكنوا من الوصول الى المحتوى التعليمي بكل سهولة.
يُذكر أن جلالة الملكة رانيا العبدالله أطلقت "إدراك" في العام 2014، لتصبح المنصة الرائدة في مجال التعليم الالكتروني المفتوح باللغة العربية، بهدف إحداث نقلة نوعية في آلية إيصال والوصول للتعليم في العالم العربي. وتوفر المنصة فرصاً تعليمية عالية الجودة للمتعلمين البالغين، بالإضافة إلى أولئك في سن المدرسة.

اضافة اعلان

للوصول إلى المنصة (أنقر هنا).