عائلة موسى المراعية.. بيت من الخيش تحيطه العقارب والثعابين

أبو سلطان مع عدد من أبنائه في الخيمة التي يسكنها في منشية معان -(الغد)
أبو سلطان مع عدد من أبنائه في الخيمة التي يسكنها في منشية معان -(الغد)

حسين كريشان

- تعيش عائلة الأربعيني موسى محمد المراعية، المكونة من 8 أفراد، الفقر والحرمان في منزل من الخيش في بلدة "منشية معان" تتقاذفه الرياح العاتية، فلا يقيها برد الشتاء ولا يمنع عنها حرارة الصيف.اضافة اعلان
يعاني المراعية الذي يركن مع عائلته في "بيته الخيشي"، الذي يقع على أطراف واد سحيق في بلدته، ظروف قاهرة بسبب الأمراض التي تلازمه، حيث يتكبد كل شهر ما يقارب 40 دينارا أثمان أدوية وعلاجات وبدل تنقلات، لإصابته بمشاكل صحية في القلب، تمنعه من العمل،"إذ قدرت اللجان الطبية نسبة العجز لديه بـ75 %"، بحسب قوله.
ويشير إلى ان صندوق المعونة الوطنية خصص له مبلغ 180 دينارا، "لا تكاد تكفي لسد أبسط الاحتياجات الأساسية للأسرة في ظل الارتفاع المتوالي  للأسعار، وهو الدخل الوحيد للأسرة"، وفقا للمراعية الذي يؤكد أنه يدفع منه 90 دينارا أقساطا شهرية، وديونا متراكمة إلى أصحاب البقالات في المنطقة نتيجة إيقاف المعونة عنه ما يقارب الـ3 سنوات متتالية، فيما الباقي يذهب إلى تأمين احتياجات باقي أفراد الأسرة من المأكل والملبس.
يقول المراعبة الملقب بأبي سلطان إن "برد الشتاء لم يبتعد يوماً عن أجساد أطفالي الصغار، الذين يتكومون بجانبي لعدم توفر الأغطية اللازمة، حيث يلتحف بعضهم الأرضية السوداء بسبب إيقاد النار لغاية التدفئة في البيت المكون  من غرفة سقفها من الخيش، من دون باب يقي الأطفال برد الشتاء أو حرارة الصيف".
ويبين أن تساقط مياه الشتاء على رؤوسهم، وانتشار الحشرات الزاحفة كالثعابين، والعقارب والكلاب الضالة، أكثر ما يؤرقه ويدفعه للسهر ليلا أحيانا لمراقبة فلذات كبده.
ويؤكد أبو سلطان عدم قدرته على تلبية احتياجات أطفاله الستة في كثير من الأحيان، في الوقت الذي يرون فيه أقرانهم في المدارس يلبسون الألبسة الجديدة، ويشترون ما يريدون، في حين يلبس أطفاله ما يتصدق به أهل الخير عليهم من ملابس قديمة، وغالبا ما يذهب الأطفال للمدرسة بلا مصروف، لافتا إلى أن أحد أبناء المنطقة تبرع بإيصال أبنائه ذهابا وإيابا إلى المدرسة التي تبعد حوالي 10 كلم.
أبو سلطان لا يعيش حياة آمنة مثل الآخرين، "فلا بيت يؤويني مع زوجتي وأبنائي، ويضرب المرض كل تفاصيل حياتي"، وفقا لقوله وقد امضى فترات طويلة من حياته في رعي الأغنام. يتمنى أبو سلطان من الجهات المسؤولة القيام بزيارته والاطلاع على حالته، حتى يتم وضعه على أولويات التنمية الاجتماعية المتعلقة بتوفير مساكن الأسر الفقيرة، نظرا لما يعانيه من ظروف مادية وصحية وسكنية صعبة تجعله غير قادر على توفير المسكن الملائم لأبنائه.

[email protected]