
صاحب أغنية “صيدلي يا صيدلي” و”على جبين الليل” و”احترنا شو بدنا نغني”
فريهان الحسن
عمّان-برحيل المطرب اللبناني عازار حبيب فقد المشهد الغنائي العربي واحدا من أنصع أصواته التي أثرت في الأغنية العربية في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم.
وعانق عازار بوابة الأبدية إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز62 سنة،وشيع جثمانه في مأتم أقيم في كنيسة السيدة “الفنار” يوم السبت الماضي، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والمستشار الإعلامي رفيق شلالا،وممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة،وأهل الفقيد وأقاربه وعدد من الفنانين وسط جمهرة كبيرة من محبيه.
وكان صوت المطرب اللبناني قد صدح من خلال مجموعة من الأغنيات التي ما تزال تشكل علامة بارزة في الفن اللبناني والعربي،مثل “صيدلي يا صيدلي” و “لولاكي يا ملاكي” و”بدِّك زقفة”،وغيرها من الأغاني التي لا تزال عالقة في قلوب الكثيرين.
وكان الجمهور يتهافت على حبيب،المغني والملحن،لحضور حفلاته التي كانت تعد الأكثر انتشاراً،وكان ضيف البرامج الإذاعية والتلفزيونية وصفحات المجلات في فترة انتشاره بما لا يقاس مع أي فنان غيره.
واحتفظ حبيب في كل أغانيه بعمق الإحساس،وبرومانسية شاعرية ساحرة،وبواقعية كبيرة تحرك موسيقى وإيقاعات الكلمة التي جعلته ينتقل سريعاً إلى لغة القلب.
ومن عام 1981 الى1987 كانت جميع ألبومات نجوم الغناء اللبنانيين تزخر بألحان عازار حبيب،وكانت الشركة الإنتاجية الناجحة هي تلك التي تستطيع استقطابه.
هذا الفنان،صاحب الصوت الرقيق العاطفي كان مرغوبا ومحبوبا لدى فئات عديدة من الجمهور،إضافة إلى ألحانه الخفيفة التي حملت جملا رقيقة تجتذب أكثرية الأصوات سواء المتخصصة بالغناء الشعبي أم بالغناء الثقيل.
ورغم بساطة أغنيات حبيب،إلا أنها أشعلت في عدد كبير من الأغاني التي أُنتجت بعدها ذلك الإيقاع الذي اعتمده عازار فيها،ولكن في الوقت نفسه ومنذ فترة التسعينيات وحتى مطلع القرن الجديد غاب حبيب عن الساحة الغنائية بشكل ملحوظ بالمقارنة بما كان عليه سابقا.
وأعطى عازار حبيب شكلا جديدا للأغنية اللبنانية المعاصرة والأغنية الرومانسية والتي لاقت انتشارا كبيرا وواسعا،بحسب ما يقول الفنان الدكتور أيمن تيسير،مبينا أنه أثبت وجوده من خلال مجموعة كبيرة من الأغاني.
ويشير تيسير إلى أن هذا اللون من الأغاني لحبيب عاد للظهور من جديد، مبينا أن نجاح الأغنية يجعلها تصلح لكل زمان ومكان،إذ لاقت استحسانا من جيل الشباب وذلك لبساطة ألحانها وكلماتها،بالإضافة إلى أنها تعايش جيلا وأحاسيس معينة.
ويبين تيسير أن حبيب كان يملك صوتا مميزا إلى جانب كونه ملحنا ممتازا، ويملك ارشيفا كبيرا من الأغنيات والألحان التي لا زالت عالقة في قلوب الكثير من محبيه.
ويشير نقيب الفنانين الأردنيين شاهر الحديد إلى أن الفنان الراحل عازار حبيب “خسارة كبيرة للوسط الفني العربي،إذ قدم الكثير للساحة الغنائية وكان محبوبا لدى فئة كبيرة من الجمهور،ولا زالت أغانيه محفورة في قلوب الكثيرين”.
ويرى الحديد أن صوت حبيب كان “مميزا ومقنعا”،وكان يستخدم في غنائه كلمات بسيطة تصل إلى الناس بسهولة،مشيرا إلى أن الشباب في هذا الوقت أصبحوا يحنون لهذ اللون من الأغاني الأصيلة.
كما أن حبيب كان دائم المجيء إلى الأردن، بحسب الحديد، إذ أقام عدة حفلات في عمان على سنوات متتالية،وقام بتسجيل الكثير من أغنياته في مكتبة الإذاعة والتلفزيون الأردنية،مشيرا إلى أن أغنياته مثل “صيدلي يا صيدلي” وغيرها ستبقى مستمرة ومحافظة على مكانتها.
ويذكر أن حبيب،صاحب الهوية الفنية الخاصة،كان يستعد لتسجيل ألبوم جديد بعنوان”بدي حبك ليل نهار”،وفي رصيده9 ألبومات منها “لولاكي يا ملاكي”،”نانا”،”صيدلي”،”على جبين الليل”،”بدك زقفة”،”احترنا شو بدنا نغني”،كما لحّن أغاني شعبية ورومانسية لمطربين لبنانيين وعرب منهم صباح ومروان محفوظ وجاكلين ومادونا والأمير الصغير وهادي هزيم وأمل حجازي،وفلّة وغيرهم.
وعازار حبيب من مواليد لبنان،في بلدة حواش قضاء راشيا،عام 1945. وكان في بداياته أحد أعضاء فرقة غربية ثم اتجه للغناء باللغة العربية واشتهر بكثير من الأغاني مثل “يا رايح ع ضيعتنا”، “صيدلي يا صيدلي”، “شو قولك”، “بكوار العسل”،”انت رفيقي يا صديقي” و”ع جبين الليل” وغيرها الكثير من الأغنيات التي،وبحسب رأي الكثير من الملحنين، يجب ان تحفظ في مكتبة الموسيقى العربية.
وفي مطلع شبابه،عمل الراحل في حقل الغناء الغربي قبل أن يتحوّل إلى تأليف المسرحيات الغنائيّة وتلحينها عام1975، بينها “موسم الطرابيش”
إذ اعتمد ملحنا من الدرجة الأولى وفق تصنيفات الإذاعة اللبنانيّة،وفي منتصف الثمانينيات قدّم استعراضه الأول على مدرج ميروبا،وبعد ذلك صدرت له ثلاثة ألبومات وهي “عاقل”، “احترنا شو بدنا نغني”، “لحد اليوم”.
وعمل حبيب في مجال التأليف والتلحين لكثير من المطربين والمطربات في لبنان والدول العربية،وكان عضوا في نقابة الفنانين المحترفين في لبنان وفي لجنة المراقبة لصندوق تعاضد الفنانين،وعضواً فاعلاً في الهيئة التنفيذيّة لجمعيّة المؤلّفين والملحنين وناشري الموسيقى،ومنذ إطلاق ألبومه الأخير لم يتوقف عن تقديم الحفلات في الدول العربيّة لاسيّما في سورية والأردن.