عام جديد.. بداية جديدة

لم أكن أتوقع هذه "النقلة" في عملي الصحفي، لكن الظروف شاءت ذلك. اليوم، ومع بداية عام جديد، استهل مشواري مع "الغد" إلى جانب أصدقاء وزملاء أعزاء، عملنا معا من قبل، وخضنا جنبا إلى جنب معارك عديدة دفاعا عن حرية الصحافة وقيم المهنة النبيلة. جئت إلى "الغد" قادما من "العرب اليوم" وأنا أحمل في قلبي كنزا من الذكريات لزملاء وأصدقاء أعزاء، وأياما لا تنسى كان لي فيها شرف التجربة من أجل صحافة حرة ومستقلة تنحاز إلى الحقيقة دائما وإلى الأردن أبدا.اضافة اعلان
في "الغد"، سأواصل المشوار مع زملاء وزميلات طالما أظهروا شجاعة فائقة في الدفاع عن حرية الصحافة، وأثروا المشهد الإعلامي بكل جديد.
والبداية مع مطلع العام الثاني من زمن الربيع العربي، الذي أرست فيه الشعوب العربية القواعد لتقويم جديد، كُتبت حروفه الأولى بدماء شبابها في ساحات التغيير وميادينه.
عادة ما يستقبل الناس العام الجديد بتنبؤات المنجمين وتوقعاتهم للأحداث المحتملة في كل قطر عربي. هذا العام أشك أن يستمع إليهم أحد، أو يأخذ نبؤاتهم على محمل الجد، فمن منهم كان يتوقع سقوط ثلاثة أنظمة عربية في عام واحد، واندلاع ست ثورات في غضون أشهر؟!
منذ الآن ستكون الشعوب العربية سيدة المشهد، وسنسير جميعا خلف خطاها، ولن نستسلم لتوقعات المنجمين الزائفة وسواهم من النخب المشككة بوطنية الثورات العربية. لم نعد في الأصل بحاجة إليها، فمنذ الآن صار بوسعنا أن نعرف المصير بعد أن امتلكنا قوة التغيير.
هل نعرف مصيرنا في الأردن، وما الذي يخبئه لنا العام 2012؟
بقدر ما يملك المرء من ثقة وأمل باجتياز العام الصعب، يشعر بحيرة شديدة قبل أن يجزم بقول نعم سنجتاز الصعب.
المتفائلون والمتشائمون من المراقبين والسياسيين يجمعون على أن العام 2012 سيكون عام الأردن بامتياز. المتفائلون يملؤهم الأمل بأن يتمكن الأردن من إنجاز ثورته الإصلاحية بشكل سلمي، وأن تتحقق الأهداف المرجوة بسلام، لتدخل البلاد عهدا جديدا من الديمقراطية تستعيد فيه الدولة هيبتها وتعود الغلبة لسيادة القانون. أما المتشائمون فيخشون أن تنزلق البلاد إلى دوامة الفوضى والعنف، ويضل الشعب وقبلهم الدولة الطريق. ولا تعوز أصحاب هذه "التنبؤات" الشواهد والمؤشرات من الواقع، حيث العنف المتواصل في أكثر من موقع، والميل المتزايد لدى أطراف عديدة إلى تأزيم الوضع الداخلي، وتضارب الآراء في دوائر صنع القرار حول أجندة الإصلاحات المطلوبة والجداول الزمنية اللازمة للتنفيذ. ويغذي مشاعر الخوف عند الكثيرين ما يتداوله سياسيون من معلومات عن دور محتمل لأطراف خارجية تسعى إلى أن يكون العام 2012 عام الحسم في الأردن.
يصعب على المرء أن ينحاز إلى أحد المعسكرين في اليوم الأول من العام الجديد. وأخشى وسط هذه الحيرة أن نضطر، وفي حالة الأردن تحديدا، إلى اللجوء إلى المنجمين بكل أسف.
كل ما يمكن قوله في هذا الصدد اليوم أننا نشعر بالقلق على الأردن في العام الجديد.
كل عام وأنتم بخير.

[email protected]