عام "كورونا": أعداد زوار موقع المغطس الأقل منذ افتتاحه

f9xilj9k
f9xilj9k

حابس العدوان

المغطس- شهد موقع عماد المسيح الذي يعد أحد أقدس الأماكن الدينية لدى المسيحيين في العالم انخفاضا حادا بالزوار للعام 2020 نتيجة تداعيات جائحة كورونا، إذ بلغت نسبة التراجع حوالي 82 % مقارنة بالعام 2019.اضافة اعلان
تداعيات الجائحة وأثرها على إغلاق جميع المنافذ البرية والجوية، إضافة إلى القيود التي فرضتها الدول على التنقل، حرمت الموقع من زيارة ما يزيد على 180 ألف سائح معظمهم من الدول الأجنبية، فيما حالت الإجراءات الصحية التي اتخذتها الحكومة دون استمرار حركة السياحة الداخلية للموقع، سواء إغلاق الموقع لمدة شهرين أو الحظر الشامل.
ويقول مدير عام هيئة الموقع المهندس رستم مكجيان "في الوقت الذي كنا نستعد فيه لاستقبال أعداد غير مسبوقة من الزوار العام الماضي، جاءت الجائحة لتنسف جميع الجهود التي بذلتها الهيئة بالتشارك مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص"، لافتا إلى أن أعداد الزوار هي الأقل منذ افتتاح الموقع رسميا العام 2002.
ويوضح أن أهم أسباب تراجع أعداد الزوار، أن
90 % منهم من الدول الأجنبية، التي حالت الجائحة دون تمكنهم من الزيارة بسبب المخاوف من الفيروس وإغلاق الحدود أو تعليق الرحلات الجوية من وإلى معظم دول العالم أو حتى الظرف الوبائي في دولهم، خاصة في أميركا وبعض الدول الأوروبية كإيطاليا ودول شرق آسيا كالصين وكوريا، مبينا أن عدد الزوار للعام 2020 حوالي 35 ألف زائر، مقارنة بحوالي 185 ألفا العام 2019 الذي سجل فيه الموقع رقما قياسيا بأعداد الزوار.
ويشير إلى أن معظم الزوار أموا المكان خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) ومنتصف شهر آذار (مارس) قبل انتشار الوباء قبل أن يتم إغلاق الموقع بشكل رسمي لمدة شهرين، موضحا أن أعداد الزوار بعد إعادة افتتاح الموقع في حزيران (يونيو) لم تكن كالمأمول، بل بقيت بالمئات.
ورغم أن السياحة الداخلية لا تشكل سوى أقل من 10 % من إجمالي عدد الزوار، بحسب مكجيان، إلا أنها تبقى الوحيدة المتاحة حاليا، ما يستدعي العمل على وضع برامج وخطط لدفعها لزيارة الموقع كبقية المواقع السياحية والأثرية في المملكة، خاصة في الفترة الحالية بأجوائها الرائعة والمناسبة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة السياحة على إدارج الموقع ضمن برنامج (أردننا جنة/ أردننا بخير) كأحد المواقع المدعومة من الوزارة ووضعه ضمن برنامج سياحي يشمل مادبا وجبل نيبو.
وينوه إلى أن إدارة الموقع مستمرة في اتخاذ جميع إجراءات الوقاية اللازمة لحماية الزوار بتعقيم كامل الموقع والباصات باستمرار والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم.
ورغم أن هذا التراجع أثر بشكل كبير على إيرادات الموقع، بحسب مكجيان، إلا أن إدارة الموقع تعكف حاليا على تأهيل الموقع بما يخدم الحجاج والزوار والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم.
وقال مكجيان، إنه سيتم العمل على تدشين مركز زوار جديد، يضم متحفا للمقتنيات الأثرية التي استخرجت من الموقع، وصورا تروي قصته التاريخية والدينية وصالات مكيفة ومقاعد انتظار، إضافة للخدمات التي من شأنها توفير سبل الراحة للزوار، عدا عن تأهيل المرافق والحدائق والغابات كافة ضمن متطلبات تحافظ على برية يوحنا المعمدان وخصوصية المكان الروحانية التي انطلقت منها رسالة السلام للعالم أجمع.
ويشير مكجيان، الى أن إدارة الموقع تعكف حاليا على تدريب جميع أدلاء الموقع على التعامل مع الزوار وتقديم الرواية التاريخية للمكان ورسائل الموقع، التي تجسد السلام وبناء جسور المحبة بين الإنسانية جمعاء، موضحا أنه سيتم بالتعاون مع وزارة السياحة البدء بتدريب 150 دليلا سياحيا للتخصص في السياحة الدينية باللغات كافة، لإيصال هذه الرسائل الى الزوار من جميع الجنسيات ومن مختلف دول العالم، ما سيسهم في زيادة وعي الزوار بالموقع وكل من أهميته الدينية والتاريخية والسياحية.
يذكر أن موقع عماد السيد المسيح (المغطس) يعد أحد المواقع المسجلة على لائحة التراث العالمي، كونه المكان الذي تعمد فيه السيد المسيح على يد النبي يوحنا المعمدان، وقد شهد زيارة 4 باباوات وبات مقصدا للحجاج المسيحيين من مختلف دول العالم.