عبدالحكيم الخليوي

من المؤكد أن غالبية الشعب الأردني لم يسمع بالاسم المذكور في العنوان. هذا الأمر لا ينسحب على الكثير من الضيوف السعوديين الذين دخلوا إلى المملكة الأردنية خلال الشهرين الفائت والحالي.اضافة اعلان
فالرجل الذي يعشق ربيع الأردن الجميل، ويقول فيه شعرا وكلاما من أحلى ما يكون، كان سببا مباشرا وقاطعا في إقناع السياح السعوديين، للتمتع بجمال الطبيعة في الأردن، خصوصا في المناطق الشمالية منها؛ عجلون وإربد وجرش، ممثلة بقراها وبلداتها ووديانها وجبالها، التي لم تكن لتأخذ نصيبها العادل من الترويج، كما فعلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الفائتة.
بالطبع الأمر لا علاقة له بالتقصير الحكومي أو الشعبي في الدعاية المناسبة لتلك المناطق، بقدر أن للإيجابية الملموسة في ما فعله "الخليوي" وغيره من المعحبين بطبيعة بلادنا، يختلف نوعا ما عن الرسالة الترويجية المطلوبة منا كأردنيين تجاه مناطق جغرافية وتاريخية لم تأخذ نصيبها المستحق من الدعاية.
ذلك أن الرسالة الموجهة هذه المرة كانت بلهجة خليجية بسيطة ولجمهور خليجي متعطش لنوع مختلف من السياحة، وعبر منصات اتصالية ليست محلية. هذا الدرس الأول الذي علينا أن نتعلمه لو كان الأمر يهمنا فعلا في اجتذاب السياح العرب لبلادنا. نذكر على سبيل المثال فيديو لطيف بثه سائح مصري بلهجته موجها للشعب العربي ويقول فيه لماذا عليهم أن يزوروا الأردن.
إذن، الرسالة حين توجه مباشرة إلى شعوب محبة للسياحة غير المكلفة، والمهتمة بتفاصيل خاصة يبحثون عنها بالتحديد، كالطبيعة الخضراء والسكينة التي توفرها مجانا وديان وسهول وجبال على مد البصر، هي درس مهم على كل من يتابع موضوع الترويج السياحي للأردن أن يأخذه بعين الاعتبار.
ثم إن الوجهات التي يبدو أنها تهم الشعوب العربية، تختلف كليا عن غيرها مما يثير انتباه واهتمام السياح الأجانب. فشعوب مناطق الخليج، على سبيل المثال، متشوقة جدا للجغرافيا الخضراء الممتدة بانسياب وجمال أخاذ، حبا الله بها شمال البلاد لمدة ليست قصيرة يمكن أن تمتد إلى ثلاثة شهور أو أكثر. وهي فترة ذهبية للتسويق لغايات سياحية لم نركز عليها للأسف، لا زمنيا ولا مكانيا، وهي بعيدة تماما عن نمطية الصورة السياحية المرتبطة دائما بالبحر الميت ووادي رم والبترا وغيرها من الوجهات التي ثبت أنها لا تلفت السائح العربي غير المكترث للآثار أو للبحار أو للجبال والصخور.
وهذا هو الدرس الثاني الذي علينا أن نلتفت إليه بجدية تتطلب دراسات علمية وقرارات عملية متسارعة تصب في مصلحة مواقع سياحية ممتازة في الطرف الآخر من البلاد، يمكن بل مؤكد سوف تكون سببا سهلا ومتوفرا لزيادة دخول السياحة، وتنشيط عجلة العمل هناك خلال تلك الفترة.
مما لا شك فيه أنه حتى نحن لم نكن لنتعرف على روعة المكان كوادي الريان وأم قيس وعجلون وبحيرة العرايس وملكا وغيرها الكثير من القرى والبلدات الساحرة، لولا النشاط التفاعلي على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من الصفحات التي أنشئت من أجل هذا الهدف. وهي بالفعل لوحات طبيعية رائعة وتستحق الزيارة والاهتمام. هذا الاهتمام الذي علينا أن نتلمس نتائجه في الأعوام المقبلة ممثلا بمرافق سياحية وخدمات عامة، تحتاجها فعليا تلك المناطق، يسجل لغيابها واختفاء الاهتمام الرسمي بها نقطة على الدور المطلوب من وزارة السياحة والهيئات الملحقة بها. فالناس لا يجدون مرافق صحية وسياحية تتناسب مع حجم النشاط السياحي المتنامي خلال موسم الربيع، يشجعهم على تكرار التجربة بدون تردد!
شكرا لكل من أسهم ولو بكلمة أو صورة أعادت الحياة إلى ربيعنا الجميل الطيب في شمال الوطن. وشكرا لمن لن يمل من حسن الضيافة وكرم اللقاء.