عجلون: أنقاض ومخلفات بناء تحجب الرؤية وتهدد السلامة المرورية

مشهد عام من محافظة عجلون-(أرشيفية)
مشهد عام من محافظة عجلون-(أرشيفية)

عامر خطاطبة

عجلون- ما تزال "ظاهرة" إلقاء مخلفات وأنقاض الإنشاءات على جوانب الطرق في محافظة عجلون، تتسبب بقلق وأضرار لمركبات مواطنين يؤكدون أن ذلك "يهدد سلامة السكان والزوار جراء حوادث مرورية كونها تحجب الرؤية وخصوصًا على المنعطفات والطرق الضيقة".اضافة اعلان
وفيما يقول مواطنون إنهم قاموا وأكثر من مرة بالتحذير من هذه "الظاهرة"، أوضحوا أن ما يفاقم المشكلة هو "إنجراف" تلك المخلفات والأنقاض بفعل الظروف الطبيعية وتساقط الأمطار وخاصة عندما تكون غزيرة.
ويضيفون أنها تتسبب بـ"إرباك مروري وأزمات سير خانقة، ناهيك عما تلحقه من أضرار مادية في المركبات"، مشيرين إلى أن تلك الأنقاض ناجمة إما عن استصلاح أراض للزراعة أو لغايات إقامة الأبنية والمشاريع المختلفة.
ويقول محمد أبو إياس إن طرح مخلفات الإنشاءات على جوانب الطرق في محافظة عجلون "أصبح ظاهرة مزعجة تتفاقم عاما بعد عام، وذلك في ظل تزايد العمران وتنفيذ المشاريع المختلفة، ما يتطلب تشديد الرقابة واتخاذ العقوبات الرادعة بحق من يقوم بمثل ذلك".
ويطالب الجهات المعنية (وزارات الأشغال العامة والإسكان والشؤون البلدية والبيئة) بضرورة التخلص من الأنقاض ومخلفات الإنشاءات المنتشرة على جوانب الطرق، مؤكدًا أن السيول التي تتشكل بفعل الأمطار تجرف تلك الأنقاض والمخلفات إلى الطرق وتتسبب بإعاقة المرور.
ويقترح أبو إياس أن يتم تخصيص مكب النفايات المغلق إلى الغرب من بلدة كفرنجة كموقع لطرح تلك الأنقاض والمخلفات.
من جهته، يقول مصطفى الصمادي إن انجراف الأنقاض ومخلفات الإنشاءات إلى وسط الطرق بفعل الأمطار والظروف الطبيعية، "يفاقم من مشاكل الطرق المتضررة بالأصل، ويعيق من حركة المرور ويتسبب بأضرار كثيرة للمركبات".
ويدعو الجهات المختصة إلى متابعة القضية وتحرير المخالفات بحق المتجاوزين من المواطنين والجهات المنفذة للمشاريع، خصوصًا أولئك الذين يلقون بكميات كبيرة منها على جوانب الطرق بعد إتمامهم لأعمال البناء والإنشاءات المختلفة.
بدوره، يؤكد عضو مجلس المحافظة برهان خطاطبة أن أكوام الأنقاض الملقاة بشكل عشوائي على جوانب طرقات المحافظة، يتسبب بـ"حجب الرؤية أمام سائقي المركبات، خاصة تلك الواقعة على المنعطفات والطرق الضيقة، كما أنها تضر بجمالية المحافظة وبيئتها النقية وخصوصيتها السياحية، لاسيما وأنه يتطاير منها الغبار بسبب الرياح الشديدة، إضافة إلى انجراف الأتربة والحجارة إلى وسط الطرق في حال تساقط الأمطار الغزيرة، ما يتسبب بإعاقة حركة المرور والإضرار بالمركبات".
وفيما يطالب بتشديد الرقابة وإزالة تلك الأكوام التي تشكل تلوثًا بيئيًا وبصريًا، يدعو إلى إيجاد آلية معينة تلزم المقاولين وأصحاب "القلابات" بعدم رمي الأنقاض ومخلفات البناء على جوانب الطرق، وإجبار من يتم ضبطه بإزالة جميع تلك الأنقاض من الموقع على نفقته الخاصة.
من ناحيته، يطالب خالد القضاة بضرورة إيجاد موقع أو عدة مواقع في المحافظة بعيدًا عن الطرق والأحياء السكنية لاستعمالها لأغراض طرح الأنقاض ومخلفات الإنشاءات الناجمة عن الأبنية أو استصلاح الأراضي، مؤكدًا أن إلقاءها على جوانب الطرق يضر بالبيئة ويسبب الحوادث المرورية ويشوه المواقع السياحية.
إلى ذلك، يقر رئيس بلدية كفرنجة نور بني نصر بـ"وجود مثل هذه المشكلة على جوانب الطرق الخارجية والداخلية للمحافظة"، عازيًا سبب ذلك إلى "قيام البعض بإلقاء المخلفات وأنقاض الإنشاءات على جوانب الطرق بحجة توفير الوقت والمال عندما يلقونها بأماكن بعيدة، ما يتسبب بانجراف الكثير من الرمال والصخور إلى الطرق".
ويؤكد أن كوادر وآليات البلدية "عملت على إزالة كثير من الأنقاض داخل حدود التنظيم، داعًيا إلى تضافر جهود الجهات المعنية لضبط المخالفين وإزالة الأنقاض، خصوصًا المتواجدة منذ أعوام".
كما يشير بني نصر إلى "أن هذه الظاهرة تزداد سنويًا، وبالأخص خلال مواسم الصيف حيث تتزايد عملية إنشاء الأبنية وتنفيذ المشاريع".
من جانبه، يصف مدير أشغال المحافظة المهندس موفق فريوان المشكلة بـ"الأكثر إزعاجًا للمديرية"، مؤكدًا "انتشارها رغم كل المتابعات والإجراءات التي تتخذها الفرق الرقابية في مديرية الأشغال والتي لديها الضابطة العدلية بتحويل المخالفين للحاكم الإداري لاتخاذ العقوبات بحقهم".
ويوضح أن المديرية تلزم المخالفين بإزالتها وتوقيعهم على تعهد وكفالة مالية، مشيرًا إلى أن المديرية لا يمكنها إزالة كل تلك الأكوام في مختلف المواقع، ولا تستطيع أن تضع حارسا في كل موقع، وإنما تتابع المشكلة من خلال طواقمها في الميدان، أو شكاوى المواطنين التي تصل إليها، بحيث تقوم بالكشف على تلك المواقع وإزالة الأكثر ضررًا ووضع الإشارات التحذيرية.
ويقول مدير مديرية البيئة في محافظتي عجلون وجرش المهندس رائد أبو الحسن أن واجب المديرية يتمثل بتحرير المخالفات بحق المتسببين بتلك الظاهرة، مؤكدًا "أنها تشكل اعتداء واضحا على الشوارع وتلويثا للبيئة وتشويها للمنظر العام".
ويبين أن حل المشكلة يتطلب توفير مواقع مخصصة لطرح تلك الأنقاض، بعيدًا عن الطرق والغابات والمساكن.