عجلون: طبيعة غنية بالأحراج.. وفقيرة بالحدائق

عامر خطاطبة

عجلون – بينما يعتبر أهالي محافظة عجلون أن انتشار الحدائق العامة وسط المدن والقرى يعد متنفسا لهم خلال فصل الصيف، ويشكل أماكن آمنة للجلسات الهادئة ولهو أطفالهم بعيدا عن الطرقات، ما يتطلب الاعتناء بها وزيادتها بين الأحياء، يرى مسؤولون في البلديات أن ثمة صعوبات قد تعترض هذا الانتشار جراء افتقار المدن للفضاءات الخالية.اضافة اعلان
ويؤكد السكان أن التوسع بإنشاء متنزهات عامة في جميع مناطق المحافظة وبمواقع محددة وسط الغابات، وتأهيل القائمة بشكل دوري، من شأنه أن يحد من التنزه العشوائي وسط الغابات، وبالتالي حمايتها من التلوث بالمخلفات، أو التعدي عليها، ومنع الحرائق التي قد تتسبب بها حفلات الشواء.
في المقابل، يرى مسؤولون في البلديات أن هناك صعوبات قد تعترض إقامة حدائق في صحن المدن والقرى، نظرا لضيقها وعدم توفر قطع أراض إلا ما ندر، لافتين إلى إنجاز عدد من الحدائق والمتنزهات على أطراف المدن والقرى.
ويقول المواطن محمد عنانبة، إن نقص الحدائق والمتنزهات العامة في المحافظة يفاقم مشكلة السياحة والتنزه العشوائي وسط الغابات التي تشكل ثلث مساحة المحافظة البالغة 419 كيلومترا مربعا، ما يتسبب بأضرار بيئية عدة لتلك المساحات الخضراء، جراء اضطرار السياح والمتنزهين إلى الانتشار في أغلب الغابات والأراضي المملوكة للسكان، وبالتالي التسبب بالحرائق والتلوث جراء ترك المخلفات، مطالبا بزيادة أعداد الحدائق والمتنزهات العامة في جميع المواقع، وتزويدها بالمرافق الضرورية.
بدوره، يؤكد المواطن عبدالله بني نصر أن المحافظة تشهد سياحة عشوائية تطال مختلف مناطق المحافظة، وتشمل الأراضي الحرجية والأراضي والمزارع الخاصة، ما يتطلب من الجهات المعنية من بلديات وسياحة توفير المتنزهات والحدائق في أرجاء المحافظة وتزويدها بالمرافق الضرورية للحد من السياحة العشوائية.
من جهته يؤكد مدير البيئة في محافظتي عجلون وجرش المهندس محمد فريحات، أهمية الجهود المجتمعية في تنظيم البرامج والفعاليات الهادفة التي تعزز الوعي البيئي تجاه المواقع السياحية والأثرية وأهمية المحافظة عليها، كتوزيع نشرات بيئية على زوار المحافظة والمتنزهين تحث على أهمية الحفاظ على نظافة المواقع، لافتا إلى ضرورة تنفيذ أعمال تطوعية كلما أتيح المجال لحماية الغابات من أي عوامل تلوث.
من جانبه، يؤكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك أن افتتاح مشروع متنزه السوس السياحي مؤخرا أسهم في الحد من السياحة العشوائية، وحافظ على نظافة البيئة وسلامتها في المنطقة، لافتا إلى دور الطلبة والشباب والأندية البيئية والطبيعية في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على المواقع السياحية وإدامة نظافتها خدمة للزائر.
يشار إلى أن المحافظة كان يرتادها سنويا، وقبل ظهور فيروس كورونا، من السياحة الداخلية والخليجية والأجنبية لغايات التنزه والاستجمام والتمتع بمقوماتها البيئية والطبيعية، ما يزيد على مليون و800 ألف زائر.
ويذكر أنه تم انجاز أعمال تأهيل حديقة عامة في منطقة عنجرة التابعة لبلدية عجلون الكبرى أواخر العام الماضي، ضمن مشروع تحسين البنية التحتية الخضراء في الأردن، الذي تم تنفيذه من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وGIZ بالتعاون مع وزارة البيئة الأردنية، والممول من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي (BMZ).
وتضمن المشروع بناء 25 جلسة للتنزه ومدرج حجري وممر للمشاة بطول كيلو متر واحد، وبناء تراس خشبي مطل على قلعة عجلون ومدينة عنجرة.
ويقول المواطن علي الصمادي إن القرية الحضرية في مدينة عجلون تعد ملجأ لسكان المدينة والمناطق القريبة منها، المجهزة بالبنى التحتية والمرافق المختلفة لقضاء أوقات المساء هربا من موجة الحر.
بدوره، يؤكد نائب محافظ عجلون رئيس لجنة بلدية عجلون الدكتور محمد أبو رمان أن القرية الحضرية التابعة للبلدية تعد من أفضل القرى في المملكة من حيث تقديم الخدمات والنظافة واستقبال العائلات والنشاطات الثقافية والفنية والسياحية المختلفة، كما تشكل متنفسا للعائلات من مختلف مناطق المحافظة نظرا لموقعها الجميل، الذي يقابل قلعة عجلون.
وتشتمل القرية وفق مديرها المهندس عبدالسلام الزغول، على مرافق رياضية وجلسات عائلية ومدرج لإقامة الأنشطة والاحتفالات، ومكتبة ومركز لتكنولوجيا المعلومات وممرات ومواقع لألعاب الأطفال، لافتا إلى أن القرية تستقبل الزوار من الساعة 9 صباحا حتى 9 مساء، وتسعى بعامليها كافة إلى توفير الراحة والأجواء الهادئة والمناسبة للعائلات للاستمتاع بالأجواء اللطيفة وحضور النشاطات المختلفة.
إلى ذلك، كشف أبو رمان عن أن بلدية عجلون تعتزم تحويل مكان استراحة قديمة وسط مدينة عجلون إلى مساحة خضراء كمتنفس لأبناء المدينة والقادمين إليها، مؤكدا أنه سيصار خلال وقت قريب إلى عمل مخطط جمالي للمكان، وتنظيفه وعمل سور بسيط حول الموقع، وتزيينه بمقاعد مع الإبقاء على الاشجار الموجودة كمنظر جمالي، سيما وأن مدينة عجلون تفتقر إلى متنفس وسطها.
يذكر أن المجلس البلدي السابق كان يدرس تأجير الموقع للاستثمار، ما كان سيتسبب بتفاقم مشكلة ضيق وسط المدينة التي يعاني صحنها من أزمة سير خانقة، إلا أن تلك الدراسة لاقت معارضة من أبناء المدينة، خصوصا وأن أي حفريات في الموقع قد تؤثر عليه بسبب وجود مجرى وادي لمياه الأمطار والينابيع القادمة من عين جنا ونبع ابو الجود أسفل موقع الحفر.