عجلون: طرح الأنقاض على جوانب الطرق.. مشكلة مستعصية

عامر خطاطبة عجلون- لا تتوقف ظاهرة طرح الأنقاض ومخلفات الإنشاءات في محافظة عجلون بشكل عشوائي خلال أشهر الصيف، رغم كل النداءات والمطالبات بوقفها، متسببة بتلوث بيئي وبصري، حتى تأتي أمطار وسيول الشتاء لتجرفها إلى الطرق متسببة بإرباك مروري وأضرار بالطرق وقنوات التصريف والمركبات على حد سواء. ولعل تجارب سكان عجلون في فصول الشتاء السابقة تجعلهم قلقين من حدوث أضرار بالطرق وإعاقة حركة المرور بسبب الفيضان وجرف الأنقاض إلى الطرق، ما يستدعي من الجهات المعنية كالأشغال والبلديات اتخاذ الاحتياطات الكافية ومعالجة بعض المواقع مسبقا وبشكل سليم. ويدفع هذا الحال السكان والناشطين البيئيين للتحذير من هذه الظاهرة، مؤكدين أن طرح أنقاض الإنشاءات على جوانب الطرق في عدة مناطق بالمحافظة، يتسبب سنويا بأضرار بيئية وارباكات مرورية حال انجرافها إلى الطرق والساحات العامة بفعل الأمطار، مطالبين بإزالتها وصيانة قنوات التصريف قبل حلول الشتاء. وحذر الناشط البيئي والخبير المائي الدكتور ثابت المومني، من ظاهرة طرح الأنقاض على جوانب الطرق وبالقرب من قنوات تصريف مياه الأمطار ما يتسبب بإغلاقها وفيضانها، لافتا إلى مشكلة فيضان الشارع الرئيس بمنطقة الإشارة الضوئية في منطقة عبين. وأشار إلى أن مواسم مطرية سابقة أحدثت أضرارا كبيرة بالطرق، وما تزال آثارها شاهدة على ذلك؛ حيث انتشار الحفر في وسط الطرق وتآكل جوانبها بسبب افتقارها قنوات تصریف میاه الأمطار. وأكد أن ضعف الاستعدادات وأعمال الصیانة الدوریة يتسببان في كل موسم بجرف الأمطار للطرق المعبدة، جراء وجود الكثیر من العیوب في شبكات تصریف میاه الأمطار، مطالبا بإعادة صیانة الطرق المتضررة ومجاري تصریف میاه الأمطار وإزالة مخلفات الإنشاءات بشكل دوري قبل حلول الأمطار الغزيرة. ويقول محمد فريحات، إن سكان المحافظة يعانون كثيرا تراكم الأنقاض ومخلفات الإنشاءات خلال الصيف، وتسبب الأمطار بانجرافها إلى الطرق خلال الشتاء، وبالتالي إعاقة حركة المرور وإغلاق مصارف المياه، مطالبا بإزالتها قبل تساقط الأمطار، خصوصا في المناطق التي شهدت تحسين وتعبيد طرقها خلال الفترات الماضية. ودعا عكرمة القضاة، البلديات والأشغال إلى الاستعداد الجيد لموسم الأمطار، وذلك بصيانة مجاري تصريف مياه الأمطار، ومعالجة بعض المواقع التي تتعرض لفيضان المياه وتراكم الثلوج، وتنظيف جوانب الطرق من مخلفات الإنشاءات، مؤكدا أن طبیعة المنطقة الجغرافیة شدیدة الانحدار، وغزارة الأمطار أحيانا تتسبب بأضرار واضحة بالطرق، خصوصا تلك التي تعاني سوء إنشاء. وأشار الناشط وعضو مبادرة الأردن بعيون مصوري عجلون عامر الزغول إلى أن منطقة عنجرة شهدت في مواسم ماضية العدید من الانهيارات في أسوار المقابر والطرق، وتشكل الحفر والانجرافات في الطرق، ما یستدعي من البلدیات دراسة جمیع نقاط الضعف ومعالجتها مسبقا. وأقرت مصادر مديرية أشغال المحافظة، أن هذه الظاهرة غير المسؤولة لطرح الأنقاض بالقرب من الطرق، تشكل تحديا للمديرية وكذلك بلديات المحافظة، إذ تتسبب بعرقلة المرور وإغلاق قنوات التصريف لمياه الأمطار وفيضان الطرق وتضررها انجراف اجزاء منها. وأكدت أن اللجان الفنية والفرق المتخصصة في المديرية وبناء على توجيهات الوزارة، بدأت منذ منتصف آب الماضي بالكشف على الطرق وتحديد المواقع الخطرة وأماكن تواجد الأنقاض، وما يزال العمل جاريا، وذلك بهدف ايجاد الحلول لهذه المشاكل قبل حلول الشتاء، مشيرة إلى انه سيتم عمل تقرير مفصل باحتياجات المحافظة من الآليات التي يمكن استئجارها من القطاع الخاص، وكذلك كميات الملح لغايات التعامل مع حالات الإنجماد والثلوج، مشيرة إلى وجود عطاء بمبلغ 250 ألف دينار سيتم طرحه لعمل خزان تجميعي ثالث وزيادة عدد المضخات وتحسين القنوات وميول الطريق للتقاطع في منطقة الإشارة في عبين، والذي عادة ما يشهد فيضان الطريق هناك وقطع حركة المرور خلال الأمطار الغزيرة. وبينت أنها نفذت أعمال الصيانة لقنوات المياه التي تقع ضمن اختصاصها، إضافة إلى إزالة الأنقاض على جوانب عدد من الطرق، خصوصا تلك التي تشكل خطورة على حركة المرور، أو تلك التي يمكن أن تجرفها السيول إلى الطرق وقنوات التصريف، وتتسبب بإغلاقها. يذكر أن منظمة العمل الدولية وبدعم من بنك الاعمار الألماني نفذت العام الماضي مشروع استخدام العمالة المكثفة في لواء كفرنجة، حيث شمل الطرق الثانوية والزراعية بطول 76 كم، كإزالة الاعشاب الجافة والانقاض من على جوانب الطرق، وعمل قنوات لمياه الأمطار (ربراب) وتنظيف مداخل ومخارج العبارات. ويؤكد رؤساء لجان بلديات المحافظة أن الفرق بدأت بصيانة وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار، وتزويد العديد من الطرق بحواجز ومصدات مائية، وخصوصا في الأماكن التي تشهد تجمعا لمياه الأمطار ولمنع دخولها لمنازل السكان.اضافة اعلان