عجلون: مشاريع سياحية تعود إلى الحياة

عامر خطاطبة

عجلون - بدأت الحياة تعود لمشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة، بعد أن توقفت أشهرا عدة عن استقبال الزبائن بسبب تدابير جائحة كورونا، حيث أكد أصحابها أن عودتهم للعمل واستقبال الزبائن، ستنقذهم من الإفلاس وتعوض عليهم شيئا من خسائرهم الفادحة.اضافة اعلان
وطالبوا بضرورة تبني وزارة السياحة والجهات المعنية الأخرى، خطة إنعاش لهذه المشاريع التي تعيل أسرا وتوظف أعدادا كبيرة من الشباب، مؤكدين أنهم عملوا على تأهيل مشاريعهم لاستقبال الزوار، وفق البروتوكولات الطبية المعمول بها.
ويقول محمود خطاطبة، إن عودة التنزه والزوار لمحافظة عجلون مع انطلاق برنامج "أردننا جنة" الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار ستسهم في إنقاذ المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة من المسابح والمطاعم والمخيمات وتنشط السياحة الداخلية، مؤكدا أن العديد من المنتجعات والأماكن السياحية في محافظة عجلون شهدت نهاية الأسبوع الماضي إقبالا كبيرا من السياح والزوار، الذين ارتادوها للجلوس تحت الأشجار ووسط الغابات وافتراش الأرض للتمتع بجمال الطبيعة الخلابة.
وأكد أن الأودية وأماكن جريان المياه والشلالات مثل وادي الطواحين بكفرنجة وراجب ومناطق اشتفينا والصفصافة وعنجرة وراسون، شهدت اكتظاظا في أعداد المتنزهين من محافظة عجلون ومختلف مناطق المملكة للتمتع بدفء الشمس والجمال الأخضر الطبيعي الذي يكسو الأشجار، ما أسهم في زيادة الدخولات للمشاريع السياحية التي كانت متوقفة أشهرا عدة.
وأشاد أصحاب مطاعم ومنتجعات سياحية في المحافظة عمر المومني وليث الصمادي وزهير الشرع، بالجهود الحكومية لتخفيف الإجراءات، ما أتاح الفرصة لأصحاب المواقع السياحية لفتح محلاتهم ومنشآتهم، وفق أوامر الدفاع والبروتوكول الصحي المعمول به في هذه المواقع، لافتين إلى أن جميع العاملين لديهم قد تلقوا اللقاح مبكرا تحسبا لهذه الخطوة.
وأعربوا عن أملهم بتعويض الخسائر جراء توقفهم طيلة الأشهر الماضية، ما تسبب بخسائر لهم وتضرر العاملين لديهم، مستبشرين بانطلاق برنامج "أردننا جنة" الذي سيسهم في الترويج والتسويق السياحي للمحافظة وما فيها من منتجات.
وبين صاحب متحف راسون السياحي زهير الشرع، أن الحركة السياحية النشطة التي تشهدها الأماكن السياحية والطبيعية سيكون لها آثار إيجابية على أصحاب المشاريع، وقيمة مضافة للأسواق والمحلات التجارية القريبة منها والتي تسهم في تحسين المستوى الاقتصادي للمواطن.
وقال منسق مبادرة "الأردن بعيون مصوري عجلون" منذر الزغول، إن انطلاق برنامج "أردننا جنة" فرصة كبيرة لتنشيط السياحة الداخلية في محافظات المملكة عموما، ومحافظة عجلون بشكل خاص، لا سيما وأنها تتعدد فيها أماكن التنزه والمواقع الأثرية والسياحية والمسارات التي تتبع للسياحة ويبلغ عددها 13 مسارا رئيسيا وفرعيا، إضافة إلى وجود محمية غابات عجلون.
وأكد صاحب استراحة سياحية أبو هاشم بني نصر، أن أصحاب المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة؛ كالمطاعم والمخيمات السياحية والمتنزهات والنزل والمبيت، إضافة إلى محمية عجلون، ينتظرون منذ أشهر عدة هذه الانفراجة في الأمور الصحية وعودة السياحة إلى طبيعتها في المحافظة، مؤكدا أنهم كانوا يعولون، كأصحاب مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة في محافظة عجلون، على الحركة السياحية خلال الربيع والصيف، ما يضمن ديمومة مشاريعهم التي كلفتهم الكثير من المال والجهد، وتوظف أعدادا كبيرة من الشباب.
ويقول مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة، إن المحمية بدأت باستقبال الزوار وفق البروتوكولات الصحية، مؤكدا أنها كانت تستقبل سنويا قبل جائحة "كورونا" زهاء 60 ألف زائر يتاح لهم الاستمتاع بالمسارات والاستراحات السياحية وخدمة الطعام والشراب، والتسوق من بيت الصابون والبسكويت والخط العربي.
وبين مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أن هناك 5 مطاعم مصنفة سياحيا في المحافظة، وتعد طاقتها الاستيعابية كبيرة، إضافة إلى عشرات المواقع السياحية والأثرية التي تستهوي الزوار والمتنزهين كقلعة عجلون ومارالياس وكنيسة سيدة الجبل ومحمية عجلون وغابات اشتفينا وشلالات راجب وزقيق وأودية عجلون وعرجان والطواحين كفرنجة والساخنة والسوس.
وأشار الديك، إلى وجود 25 منشأة سياحية مرخصة تعمل في مختلف المواقع لخدمة زوار المحافظة، ويعمل بها زهاء 400 شخص، مبينا أن جائحة كورونا كانت لها آثارها على الواقع السياحي في المحافظة، وخاصة المنشآت السياحية التي تأثرت بصورة مباشرة، كما تسببت بوقف تنظيم المهرجانات الترويجية للمحافظة وإقامة البازارات ومعارض المنتجات الزراعية والحرفية التي كانت تهدف لدعم أصحاب المشاريع.
يشار الى أن المحافظة كان يرتادها سنويا من خلال السياحة الداخلية والخليجية والأجنبية لغايات التنزه والاستجمام والتمتع بمقوماتها البيئية والطبيعية زهاء المليون و800 ألف زائر، إلا أن أزمة كورونا قلصت الزيارات وجعلتها لا تتعدى عشرات الآلاف للمواقع كافة.
وتضم المحافظة حوالي 250 موقعا أثريا، وموقعين للحج المسيحي معتمدين من قبل الفاتيكان، وهما مقام سيدة الجبل ومار الياس، فيما تشكل قلعة عجلون أحد أهم المواقع الأثرية.
يذكر أنه استحدث في المحافظة خلال الأعوام الأخيرة 6 مسارات سياحية، ومسارات عدة أخرى متفرعة تلائم تنوع المناطق السياحية، لإطالة مدة إقامة الزائر والتمتع بجمال الطبيعة والبيئة، ومشاهدة المواقع الأثرية وشلالات المياه والطواحين والمقامات والأماكن الدينية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وطبيعة الحياة في الأرياف التي تتواجد أو تمر بها هذه المسارات.
وتعد المسارات السياحية قيمة مضافة ونقلة نوعية للمنتج السياحي الأردني، إذ تنطلق جميعها من قلعة عجلون.
وكانت وزارة السياحة نفذت، ضمن مشروع تطوير السياحة الممول من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي، 20 مشروعا سياحيا في منطقة مسار راسون السياحي، بهدف تعزيز التجارب والخدمات السياحية وتحقيق فائدة مباشرة للمجتمعات المحلية.