عدوان إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله وإيران في سورية ولبنان

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

بيروت- ندّد لبنان أمس بـ"العدوان" الإسرائيلي بعد سقوط طائرتي استطلاع في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، محذراً من تداعيات هذا الحادث النادر خلال السنوات الأخيرة في البلاد على استقرار المنطقة.اضافة اعلان
الحادث جاء بعد ساعات من شنّ اسرائيل ضربات في سورية، قالت إسرائيل إنها طالت أهدافاً إيرانية.
وندّد الرئيس اللبناني ميشال عون، بـ"العدوان الإسرائيلي السافر" معتبراً أنه "دليل إضافي على نيات اسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة".
من جانبه اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنّ سقوط طائرتي استطلاع فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة "عدوان" على سيادة لبنان ويشكل "تهديداً للاستقرار" في المنطقة.
أما أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله فتعهد خلال خطاب أمس بألا تبقى إسرائيل آمنة وهي تقصف مناطق في لبنان، واصفا عملية الطائرات المسيرة بالخطيرة جدا، مؤكدا أنه من "الآن وصاعدا سنواجه الطائرات الاسرائيلية المسيرة وسنسقطها".
وبين أن الغارات التي شنتها اسرائيل قرب دمشق ليلاً استهدفت مركزاً لحزبه وأدت الى مقتل عنصرين من الحزب، مضيفا إن "المكان المستهدف بالقصف لا يوجد فيه إلا شباب لبنانيين من حزب الله"، وهو منزل وليس مكاناً عسكرياً، ويستريح فيه الشباب" .
ووفق بيان بإن "العدوان الجديد يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر" مؤكداً أنه "اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701" الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين لبنان واسرائيل إثر حرب تموز 2006.
وبين الحريري أن "الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن بما يضمن عدم الانجرار لأي مخططات معادية تهدد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية".
وتلقى الحريري مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، دعاه الاخير خلالها لتجنب أي تصعيد عقب حادث الطائرتين الإسرائيليتين في بيروت.
وفي ذات السياق أكد بيان بأن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أعطى تعليماته لمندوبة البلاد لدى الأمم المتحدة للتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن.
وجاء استهداف حزب الله من قبل إسرائيل بعد أشهر من التحذيرات العالية النبرة المتبادلة بين الطرفين.
وقال المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف، في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، إن "الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الاعلامي".
وأكد أن "الحزب لم يسقط أي طائرة"، موضحاً أن "طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها".
وطوّقت وحدات الجيش مكان سقوط الطائرتين، بينما "تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص" وفق الجيش.
واندلعت تلك الحرب إثر خطف حزب الله جنديين إسرائيليين. وردت إسرائيل بهجوم مدمر إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهر الأخير في نهاية الحرب داخلياً بموقع المنتصر.
إلى ذلك تسببت غارات شنتها اسرائيل ليلة أمس قرب دمشق بمصرع خمسة مقاتلين، بينهم اثنان من حزب الله وثالث إيراني واثنان مجهولا الهوية وفق المرصد السوري.
لكن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن صرح رضائي لوكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) أن "هذا كذب وغير صحيح".
وقال رضائي "لا تملك إسرائيل والولايات المتحدة القوة لقصف عدة مراكز لإيران بينما لم يلحق ضرر بمراكزنا الاستشارية" في سورية.
ورأى أن "الإجراءات التي تتخذها إسرائيل والولايات المتحدة بشكل مشترك في سورية والعراق تخالف القانون الدولي وسيرد المدافعون عن سورية والعراق عليها قريباً".
وكان مصدر عسكري سوري أعلن وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الدفاعات السورية رصدت أهدافا معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق". وقال إنه "تم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".
وأقرت اسرائيل سريعاً بشن هذه الغارات، موضحة أنها طالت "عدداً من الأهداف الإرهابية ومنشآت عسكرية لفيلق القدس وميليشيات شيعية" في منطقة عقربا في جنوب شرق دمشق، في وقت حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إيران من أنها ليست بمنأى عن ضربات جيشه.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جوناثان كونريكوس إن مقاتلات الجيش "أحبطت محاولة إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقاً من سورية لشن هجوم على أهداف إسرائيلية في شمال إسرائيل باستخدام طائرات مسيّرة قاتلة".
وأضاف "التهديد كان كبيراً". وأكد "رفع جهوزية"الجيش في شمال إسرائيل "للرد على أي تطوّر"لافتاً إلى أن اسرائيل تحمّل إيران والنظام السوري مسؤولية محاولة الهجوم.
وشدد على أنّ استخدام طائرات مسيّرة "انتحارية" معدّة للانفجار عند بلوغها أهدافها يشكل "تكتيكا مختلفاً" وجديداً، بعدما كانت القوات الإيرانية شنّت العام 2018 ثلاث ضربات صاروخية على إسرائيل انطلاقا من سورية.
وأشاد نتانياهو لاحقاً بـ"الجهد العملاني الضخم" للجيش الإسرائيلي لإحباط الهجوم. وأكد أنه "لا حصانة لإيران في أي مكان".-(وكالات)