عرض الجزء من الفيلم اليوناني "حقول النحيب" في شومان الليلة

عمان - الغد - تتوالى الأحداث في النصف الثاني من الفيلم الملحمي "حقول النحيب" لتصف كيف يبدأ الفاشيون في احكام سيطرتهم على البلد، مما يدفع الكسي، الشخصية الرئيسية في الجزء الأول، إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة الاميركية التي تشكل الحلم بالنسبة له.

اضافة اعلان

 وتبقى زوجته اليني وحيدة فتعود مع التوأمين الى القرية، لكنها تسجن بسبب الاحداث السياسية، وعندما يطلق سراحها بعد عشر سنوات تكتشف ان ابنيها ييتحاربان على جبهتين مختلفتين في الحرب الاهلية اليونانية، وأن زوجها الكسي، الذي انضم الى الجيش الاميركي للحصول على الجنسية، قد قتل في الايام الاخيرة للحرب العالمية الثانية.

ويعرض الجزء الثاني من الفيلم مساء اليوم في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي.

المخرج ثيو انجيلوبولس يعد واحداً من رموز السينما "الفنية" الحديثة، ومن أكثر السينمائيين أهمية وتميزا، وإثارةً للجدل أيضا، ويمتاز اسلوبه بالايقاع الهادئ والبطيء واللقطات الطويلة التي تستمر لبضع دقائق دون قطع، بالتالي تحفز على التأمل العميق بعيدا عن الاثارة والتشويق، فهو لا يركز على الافعال العنيفة واذا ما حدثت فإنها تحدث خارج الشاشة كما هو الامر في المسرح الاغريقي، وغالبا ما يوظف الأنهار والبحيرات والبحر المفتوح كوسائل انفصال، تعزل الشخصيات عن بعضها، وأيضا كوسائل تطهير وتجدد روحي، -كما في مشهد جنازة سبيروس العائمة على الماء.

كما انه لا يحب التصوير في الاستديو انما في المواقع الخارجية، وقد يعيد تشكيل المكان او يبنيه من الصفر وفقا لرؤيته، كما فعل في هذا الفيلم فبنى من الصفر قرية سبيروس الريفية التقليدية، والمدينة العشوائية المزدحمة التي تقع على طريق القطار المؤدي الى تيسالونيكي، فيقدم بهذا ليس بالضرورة صورا حقيقية لليونان، انما يحول المنظر الطبيعي إلى منظر باطني، داخلي، انها اليونان كما يراها في مخيلته، مهمَلة، مكبوحة، منبوذة بعيدا عن الملصقات السياحية الجميلة، كما لا يمكن تجاوز قوة تعبير الصورة لديه، فهو يقوم بخلق الصور على الشاشة تماما كما يخلق الرسام الصورة على قماشته، كما نرى ذلك في المشهد المؤثر لدار الاوبرا التي تحولت الى ملجأ للمهجرين الذين احتلوا كل الشرفات والممرات وقاعات دار الأوبرا.

يبتعد انجيلوبولس في "حقول النحيب"، كما في بقية أفلامه، عن اللقطات القريبة لان ليس هدفه تقديم العوالم الداخلية لأبطاله، إنما رحلة تلك الشخصيات في الحياة وعلاقات المجموعة فيما بينها، إلى جانب ردود أفعال أفرادها إزاء قوى التاريخ.

حاز فيلم "حقول النحيب" على جائزة الفيلم الأوروبي، كما رشح لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين.