عشرات الملايين من "لاجئي المناخ" بحلول 2050

 اكستر - بريطانيا- قد تتسبب الاضطرابات المناخية من الان وحتى 2050 في تشريد نحو 150 مليون شخص بات العلماء يطلقون عليهم اسم "لاجئي المناخ" هربا من ارتفاع مستوى البحار او بسبب زحف الجفاف الى حقولهم، وفق دراسة عرضت في اطار المؤتمر العالمي لارتفاع حرارة الارض الذي عقد في اكستر في جنوب غرب بريطانيا .

اضافة اعلان

فالهند وحدها يمكن بذلك ان تشهد نزوح 30 مليون شخص بسبب استمرار الفيضانات في حين ان سدس الاراضي اليباس في بنغلادش ستغطيها المياه او تصبح غير صالحة للزراعة بسبب انزلاقات التربة، كما اكد راجندرا باشوري رئيس المجموعة الحكومية لخبراء التطور المناخي التي تعمل تحت اشراف الامم المتحدة.

وعرض باشوري دراسته امام نحو مائة عالم مجتمعين في اطار مؤتمر المناخ.
ويؤكد الخبراء ان درجات الحرارة سترتفع بحلول نهاية القرن بمعدلات تتراوح بين 1.4 و5.8 درجات مئوية قياسا الى سنة 1990. كما يتوقع ان يرتفع مستوى البحر ما بين 9 و88 سنتيمترا خلال الفترة نفسها.

ويخشى ان يؤدي ارتفاع حرارة الارض الى تفاقم المشكلات الناجمة عن التصحر او نقص مياه الشرب التي تعاني منها مناطق كثيرة في العالم.

ويعيش في هذه المناطق حاليا 1.4 مليار شخص محرومين من مياه الشرب حيث يحصل كل شخص على اقل بكثير من الف متر مكعب من المياه سنويا، كما اكد نيجل ارنل من مركز تايدال للتغير المناخي في جامعة ساوثامبتون.

وتقع معظم هذه المناطق في جنوب وجنوب غرب اسيا وفي الشرق الاوسط وحوض البحر المتوسط.

ومع التزايد السكاني وارتفاع حرارة الارض، يتوقع ان تتناقص المياه بصورة اكبر بحلول 2050 في هذه المناطق وكذلك في بعض المناطق الاميركية. ويتوقع ان يتضرر ما بين 700 مليون و2.8 مليار انسان من هذه الظاهرة.

 وبالاضافة الى حركات النزوح، يتوقع ان تنشأ مشكلات صحية كبيرة. وبين بداية السبعينات حين بدأت درجات الحرارة في الارتفاع ونهاية القرن العشرين، تسبب ارتفاع حرارة المناخ في موت نحو 150 الف شخص ولا سيما بسبب عودة ظهور امراض معدية وسوء التغذية.

ومن الان وحتى 2020، يخشى ان يرتفع عدد الوفيات مرتين ولا سيما بسبب الاسهالات وسوء التغذية المرتبطة بالفيضانات والسيول، كما اكد ساري كوفاتس من كلية الطب الاستوائي في لندن.

وترتكز هذه التوقعات الى زيادة انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري والتي يتوقع ان تؤدي في نهاية القرن الحالي الى ارتفاع درجات الحرارة بمعدل اربع درجات مقارنة مع التسعينات.

واكدت الدراسة ان "التغيرات المناخية ستترك انعكاسات ايجابية على الصحة" وانما بصورة اساسية في الدول الشمالية التي ستشهد موجات برد اقل حدة وتحسنا في المحاصيل.

وقال بيل هير، المفاوض السابق لمنظمة غرينبيس لشؤون المناخ، انه "بعد درجتين مئويتين واكثر، تزداد المخاطر بصورة كبيرة".

واضاف ان ارتفاع درجات الحرارة فوق عتبة الدرجتين الفاصلة سيؤدي الى "انقراض انواع حيوانية ونباتية كثيرة، وزيادة الجوع ونقص المياه في العالم، بالاضافة الى انعكاسات اجتماعية واقتصادية خطيرة لا سيما في الدول النامية".