عطلة ما بين الفصلين.. "استرخاء" للأبناء و"استثمار" من الآباء لتقوية المهارات

Untitled-1
Untitled-1
مجد جابر عمان- تنتظر سعاد عبدالله انتهاء آخر أيام الامتحانات، وبدء عطلة ما بين الفصلين بفارغ الصبر، والسبب هو ابنها الذي يعاني قصورا في بعض المواد، وتخطط لاعطائه دروسا خصوصية من أجل تقويته بمادة الرياضيات التي ما يزال حتى الآن يجهل الكثير من قواعدها ومتأخرا عن باقي طلاب صفه. تقول سعاد أن ابنها في الصف السادس، وما يزال يجهل حل الكثير من المسائل أو فهم بعض القواعد الأساسية، ما جعلها تبحث عن حل سريع لإبنها، بعيدا عن أيام ضغط الدوام المدرسي. وتضيف أنها اتفقت مع معلمة دروس خصوصية من أجل أن تتفرغ له بهذه العطلة التي تستغرق قرابة الشهر، وتعيد تأسيسه من البداية، لكي يستطيع التقدم للصفوف القادمة. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الطلبة هذه العطلة بفارغ الصبر من أجل الترويح عن أنفسهم، والتخلص من ضغوط المدرسة والالتزامات الدراسية؛ ينتهز الكثير من الآباء الفرصة لغاية تحسين مستوى أداء أبنائهم في المدرسة وتقويتهم، والوقوف عند أسباب الضعف وتدني العلامات. سلمى عبدالله هي واحدة أخرى اكتشفت أثناء اصغائها لطفليها خلال دراستهما سويا وهما في الصف الثالث والرابع؛ بأن مخارج الحروف لديهما غير صحيحة على الاطلاق، وأنها في الفترة الماضية ركزت فقط على اللغة الانجليزية واختيار مدرسة قوية لهذا السبب، غير انها لم تتوقع أن تكون لغتهما العربية ضعيفة بهذا الشكل. لذلك أخذت القرار بأن تكرس عطلة ما بين الفصلين من أجل تقويتهما والعمل على تحسين طريقة النطق باللغة العربية، وبالرغم من أن هذا القرار أغضب طفليها وشعرت بالحزن لأنهما انتظرا العطلة بفارغ الصبر، غير أن ساعتين من وقتهما يومياً لن يؤثر كما تقول، كما أنها وعدتهما بالذهاب إلى أماكن ترفيهية عديدة في حال تحسنت مهاراتهما باللغة العربية. وستلجأ سلمى للاستعانة بمعلم للغة العربية، كذلك قد قامت بشراء العديد من القصص والكتب اللافتة والمهمة والمناسبة لأعمار ابنيها، ستتشارك معهما القراءة لتقوية اللغة لديهما. أما عايدة فقد شعرت بالصدمة من نتيجة امتحان ابنها في الصف التاسع بمادة الفيزياء والتي كانت متدنية جداً، وهو الأمر الذي أغضبها وأشعرها بالتقصير فكيف وصل ابنها لهذه المرحلة من الضعف. وتشير إلى أنها قامت بتسجيله مع مجموعة من الطلبة الآخرين لأخذ دروس مشتركة مع مدرس الفيزياء بعد مرور أيام على العطلة، لتقويته في المادة، وذلك خوفا من أن يواجه مشكلة في الصفوف المتقدمة، مبينة أن العطلة والإجازات أمور يمكن تعويضها بالأوقات القادمة. وتذهب الاختصاصية النفسية والخبيرة بشؤون الأطفال الدكتورة أسماء طوقان إلى أن الاجازة بين الفصلين ليس فقط اللعب وقضاء الوقت على التلفاز والترفيه والتسلية، إذ أن الهدف منها أيضا التخفيف من ضغط الدراسة أثناء الدوام المدرسي والمساعدة في معالجة التدني بمساقات معينة لدى الطلبة. وتبين أن الاجازة هي فرصة كبيرة للطفل بأن يتعلم بحرية ودون وجود قيود وقوانين مدرسية، فيمكنه أن الاستفادة بمجالات جديدة هو يرغب بها وبطريقة جاذبة، وذلك يسهم في اكتسابها وتعلمها بشكل أسرع. ويأتي ذلك عبر التخطيط المسبق للاهل مع أبنائهم حتى لا يتفاجأ الطفل بذلك وقت اجازته وبالتالي تكون ردة فعله عكسية. إلى ذلك، ينبغي تنظيم برنامج يومي يتعاون الأهل فيه مع أطفالهم، واستغلال الاجازة بكل ما هو مفيد، وأن يكون شاملا ومطبقا على الجميع وليس على واحد فقط حتى لا يشعر الطفل بالنقص أو التمييز بينه وبين أخوته. ووفق طوقان، فإن أغلب الأطفال ينتظرون الاجازة بفارغ الصبر من اجل الاستمتاع في وقتهم والتخلص من الواجبات المفرطة عليهم، لذلك على الأهل استخدام اسلوب التحبيب، وكذلك الاستعانة بالألعاب المسلية والترفيهية والتي يكون الهدف منها تعليميا دون أن يشعر الطفل بذلك، وبهذه الطريقة يكون جمع بين اللعب والتعلم. إلى ذلك، فإن قراءة القصص العلمية المفيدة والمناسبة لأعمار الأطفال وعمل مسابقات فيما بينهم تساعد في تحفيز الذاكرة وزيادة التركيز وصقل المهارات، واعطاء مكافأة مثلا لمن يكسب منهم، بحسب طوقان. الألعاب التعليمية التي يمكن استخدامها مع الأطفال المعجون أو الصلصال وعمل أشكال معينة من خلاله وتشكيل الأحرف والمجسمات، كذلك الالتفات للألعاب التي تنمي التركيز عند الطفل والذكاء مثل الشطرنج والتركيب والميكانيك فمن خلالها يتم تحفيز عقل الطفل وتطويره. والعطلة بين الفصلين هي جزء من طريقة الوالدين في إدارة وقت العائلة، وفق الاختصاصي الأسري والتربوي أحمد عبدالله، وهذا الوقت يخضع لقانون ولا يترك للصدف اليومية، ففي حين أن الأبناء متشوقون للعطلة فلا ينصح الآباء بفرض مهمات دراسية عليهم. ولا يحبذ عبدالله استغلال الإجازة بمهمات دراسية بل هي فرصة الآباء بأن يعلموا أبناءهم المزيد من المهارات الإجتماعية والبيتية، فلو كان هناك تقصير دراسي من قبل الأبناء فإن تعويضه يكون أيام الدراسة وليست في العطل من هذا النوع. ويعتبر أنه لا بد من أن تكون تربية الأبناء متوازنة بمعنى أنها تشمل البعد الأكاديمي والاجتماعي، مبينا أن عطلة الشتاء فرصه مناسبة للمهارات الحياتية، واستغلال الأوقات بأنشطة مشتركة ومفيدة بين الأباء والأطفال والتي تعود بنتائج ايجابية.اضافة اعلان