عقاب الطفل لا يكون بالحرمان من الضرورات.. وهكذا يكون التعامل السليم!

figuur-i
figuur-i

عمان- العقاب، بمعناه المبسط، يشتمل على استخدام وسيلة رادعة لإيقاف سلوك غير مستحب لشخص ما بغض النظر عن عمره أو جنسه، شريطة ألا تكون هذه الوسيلة مسببة لضرر نفسي أو جسدي أو كليهما.
ولأجل الوصول الى وضع عقاب رادع وغير مؤذ، لابد من الإلمام بفنيات التعامل السليم لإيقاف السلوك غير المرغوب به أو الحد من حدوثه قدر الإمكان على أقل تقدير، لذلك نبدأ بنصيحة ذهبية نوجهها للآباء والأمهات بشكل خاص:

  • لا تعاقب طفلك لإرضاء الآخرين: بحكم طبيعة حياتنا الأسرية التي تقتضي تواصلنا بشكل مستمر، ينجم عن ذلك كثرة الانتقادات لأطفالنا، فنرى الأب أو الأم عند سماعه أي ملاحظة عن طفله يقوم فورا بمعاقبته وعلى عين الجميع حتى يثبت لأصحاب الانتقاد أنه يحسن التربية ولا مجال بأن يسمح لطفله بالخطأ.
    هنا يحدث كسر لمشاعر الطفل بالدرجة الأولى، وربما يلحق به أذى نفسي يطارده لأعوام طويلة، لذلك التصرف السليم في هكذا موقف هو تحلينا بالصبر وضبط النفس وأن نتكلم مع الطفل على انفراد بدون أن نلفت الأنظار لما يحدث ونوعيه بالمشكلة ونشرحها له إن وجدت فعلا، وندعه يدافع عن نفسه ويبدي رأيه ويفسر سلوكه قدر الإمكان.
    صور على العقاب اللاأخلاقي
  • تأديب الطفل على الملأ، فكما قيل قديما النصيحة أمام الناس مذمة، فكيف إن كان الأمر بمعاقبة الطفل والكل يسمع ويشاهد.
  • حرمان الطفل من مصروفه اليومي أو من وجبات الطعام الأساسية، أو من النوم، أو من دخول الحمام.
  • تهديد الطفل بما يخيفه ويرعبه، سواء كان بتخويفه من أحد أفراد العائلة أو من شخصية خيالية بشرية أو حيوانية أو مهما كانت.
  • حبسه في غرفته لفترة طويلة وعدم الاستجابة لاستجدائه بالخروج.
  • وضع الفلفل في فمه، أو ضربه بطريقة وحشية.
  • السخرية منه ومن سلوكياته ونعته بأوصاف قبيحة أو مهينة له.
    ما آثار العقاب اللاأخلاقي على الطفل؟
  • إضعاف شخصيته وتكوين فكرة مهزوزة عن ذاته.
  • عدم ثقته بنفسه، بالتالي عدم قدرته على إنجاز المهام الموكلة إليه.
  • انسحاب اجتماعي مع خجل شديد.
  • عدم قدرته على إبداء رأيه أو مشاركة غيره بالأحاديث والنقاشات.
  • تجنبه المبادرة بأي أمر خوفا من الفشل والانتقاد.
  • وقوعه فريسة سهلة للمتنمرين.
    ما قواعد العقاب السليم غير المؤذي؟
  • لابد من تأديب الطفل بعين المربي المحب الناصح وليس المنتقم، لذلك يجب التركيز على سلوكه وليس على شخصه.
  • العقاب لا يكون بالحرمان من أمر أساسي من ضرورات الحياة مهما كان الخطأ المرتكب.
  • تدريب الطفل على لغة الحوار وتوجيهه من خلالها.
  • يراعى في العقاب أن يتناسب مع عمر الطفل وطبيعته.
  • نوضح له الخطأ الذي وقع به، ونشرح له العواقب وكيفية تجنب تكراره في المستقبل.
  • عند وقوعه بخطأ جديد، عدم القيام بسرد أخطائه القديمة لتذكيره بها ولومه.
    أنواع العقاب الأخلاقي "المؤثر فعلا"
  • الإقصاء: يكون بوضع الطفل على كرسي نسميه "كرسي المشاغبين" مع إدارة وجهه للحائط وتركه لمدة محددة تتناسب مع عمره (يراعى لكل عام من عمر الطفل دقيقة)، على سبيل المثال طفل عمره 3 أعوام يحتاج الى مدة إقصاء تساوي 3 دقائق فقط.
  • الإطفاء: يكون بتجاهل سلوك سلبي يقوم به الطفل مع عدم الالتفات اليه أبدا حتى ينتهي من فعل ذلك السلوك.
  • الممارسة السلبية: هذا الأسلوب لابد من أن نحذر جيدا عند تطبيقه لأجل سلامة الطفل، ينطوي الأمر على جعل الطفل يبالغ في فعل السلوك المراد إنهاؤه مثلا؛ طفل يأكل شوكولاته أكثر من الحد المسموح له، لا نقوم بمنعه بل نتركه يتناول كميات كبيرة منها الى حد ما حتى يمل منها ويتوقف عن أكلها.
  • تكلفة الاستجابة: تنحصر في سلب الطفل بعض التعزيزات التي يحصل عليها سواء كانت مادية أو معنوية في حال اقترافه سلوكا خاطئا، مما يجعله يفكر جيدا قبل وقوعه بالخطأ حتى يحمي نفسه من فقدان تعزيز ما.
  • لا تحرم طفلك من ألعاب معينة أو نشاطات أو هوايات يفضلها: يكون ذلك بإيقافه عن اللعب لمدة أو عدم السماح له بممارسة نشاط رياضي أو هواية لحين إقلاعه عن السلوك غير المستحب.
  • عدم مقارنة الطفل بأقرانه: وإن كان الهدف بمنظورنا تشجيعه، وحثه على أن يكون أفضل، لن يرى الأمر بهذه الصورة، هو يراه نوعا من تفضيل الشخص المقارن به عليه، فتتولد لديه مشاعر سلبية كثيرة، مثل الغيرة وعدم الشعور بالعدل وتدني مفهوم الذات، لذا يجب الحذر من إنشاء مثل هذه المقارنة.
  • حث الطفل الدائم وتشجيعه المستمر على التصرف السليم: يعد الأساس، ثم يأتي تعزيزه في أغلب المرات التي يتصرف بها على أحسن وجه، وحبذا لو كان التعزيز معنويا أكثر منه ماديا، ومتقطعا أكثر منه مستمرا.
    البيئة المحيطة بالطفل بأنواعها المختلفة سواء كانت أسرة أو مدرسة تؤثر في تكوين اتجاهات السلوك لدى الطفل، لذلك فلنحرص على أن نكون قدوة حسنة كل في مكانه، فالأبوان يحرصان على أن يكونا نموذجا يحتذى به من طرف طفلهما، والمدرسة هي المكمل لعملية النمذجة وتشكيل السلوك السليم، ولا ننكر دور الحي أيضا في إكساب الطفل سلوكيات معينة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
اضافة اعلان

أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي
أمل الكردي