عقدة الرياضيات.. هل سيتمكن طلبة التوجيهي من حلها في ظل "كورونا"؟

عقدة الرياضيات.. هل سيتمكن طلبة التوجيهي من حلها في ظل "كورونا"؟
عقدة الرياضيات.. هل سيتمكن طلبة التوجيهي من حلها في ظل "كورونا"؟
منى أبوحمور عمان- بقلق وتوتر يترقب طلبة التوجيهي لهذا العام خوض الامتحانات الوزارية للدورة الصيفية المقرر بدء أولى جلساتها في الأول من تموز (يوليو) المقبل، والبالغ عددهم حوالي 105 آلاف طالب وطالبة وفق وزارة التربية والتعليم. لم تكن هذه السنة "هينة" على طلبة الثانوية العامة الذين بدأ عامهم الدراسي بإضراب المعلمين، وانتهى بجائحة كورونا التي فرضت عليهم عملية "التعلم عن بعد" التي لم تكن سهلة أبدا، وفق ما أكده العديد من الطلبة النظاميين. دارين سعيد طالبة الثانوية العامة الفرع العلمي لديها مخاوف عدة قبل أيام قليلة من انعقاد امتحان الثانوية العامة، خصوصا بعد إعلان وزارة التربية والتعليم أن الأسئلة بالكامل ولجميع المواد ولجميع الطلبة، النظاميين وغير النظاميين، وبجميع الفروع، ستكون موضوعية؛ من نوع اختيار من متعدد وأسئلة الصواب والخطأ، ما عدا مادة الرسم الصناعي لطلبة الفرع الصناعي. اعتماد الأسئلة الموضوعية في المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء، وفق دارين، ليس بالأمر السهل، وربما سيكون سببا في خسارتها مزيدا من العلامات، من وجهة نظرها. وتقول "في السابق اعتاد الطلبة على تجميع العلامات عن طريق حل المسائل الحسابية باتباع القوانين والخطوات، في حين أن الأسئلة الموضوعية الاختيار من متعدد تحسم الإجابة"، متمنية أن يأخذ القائمون على وضع الأسئلة بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي مر بها طلبة التوجيهي منذ بداية العام. فقدان فرصة الذهاب إلى مراكز أو دروس مكثفة في المباحث العلمية خلال فترة الحجر الذي فرضتها الحكومة الأردنية كإجراء احترازي لمواجهة جائحة كورونا، والحظر مدة 80 يوما، حال دون تمكن العديد من الطلبة من فهم المواد العلمية جيدا، بحسب قيس النسور الذي أدركه الوقت، وما يزال يشعر أنه غير متمكن من مادة الرياضيات. ويخشى النسور من عدم قدرته على اجتياز امتحان الرياضيات للفرع العلمي الذي أعلنت وزارة التربية والتعليم الذي ستكون أسئلته موضوعية أيضا، لافتا إلى أنه وطوال السنوات الدراسية السابقة لم يسبق وأن جاء امتحان الرياضيات موضوعيا بالكامل، فكيف تغامر الوزارة بطلبة الثانوية العامة بمثل هذا القرار؟ وفي خضم قلق طلبة الثانوية العامة حول القدرة على اجتياز امتحان الرياضيات بدرجات عالية، يقف العديد من أولياء الأمور مكتوفي الأيدي غير قادرين على تقديم المساعدة لأبنائهم، محاولين البحث عن نماذج لأسئلة رياضيات موضوعية من خلال محركات البحث ضمن المناهج الأردنية. في حين تمكنت المعلمة إيمان خالد من كسر حاجز الخوف لدى طالبات الثانوية العامة للفرع الأدبي في إحدى المدارس الحكومية في مدينة السلط من خلال إنشاء مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعي "واتس أب". وقامت خالد من خلال هذه المجموعة، التي تضم جميع طالباتها في المدرسة، بإرسال أوراق عمل، وأسئلة تجريبية لجميع الوحدات المعتمدة في مبحث الرياضيات، بصيغة الأسئلة الموضوعية لتدرب الطالبات على "النمط الجديد" في امتحان الثانوية العامة للدورة الصيفية 2020. وتقول خالد "إعطاء الطالبات مجموعة من أسئلة الاختيار من متعدد في مبحث الرياضيات يمكنهن من القدرة على السيطرة على الامتحان، واحتساب الوقت الصحيح لكل سؤال"، لافتة إلى أن الطلبة هذا العام مروا بالكثير من الظروف الصعبة، ولابد من الوقوف إلى جانبهم، سواء من قبل الهيئات التدريسية أم أولياء الأمور. المتخصصة في مبحث الرياضيات المعلمة ليلى عبد الدايم تلفت، بدورها، إلى التحدي الكبير الذي يواجهه طلبة الثانوية لهذا العام منذ بدء السنة الدراسية، سواء بإضراب المعلمين، أم باتباع إجراءات الحظر بفيروس كورونا، وتوقف التعليم في المدارس والمراكز التعليمية؛ إذ حال دون تمكنهم من فهم المادة الدراسية على أكمل وجه. وتلفت عبدالدايم إلى أن مشكلة طلبة التوجيهي في مبحث الرياضيات ليست جديدة، لضعف تأسيس الطلبة في الرياضيات، وإنما جاءت مضاعفة هذا العام في ظل الظروف الصعبة، والإعلان عن اعتماد صيغة امتحان اختيار من متعدد. وتجد عبدالدايم أن اعتماد أسلوب الاختيار من متعدد في مبحث الرياضيات، وفي مثل هذه الظروف يفقد الطلبة فرصة الحصول على علامات التي كان يجمعها معظم الطلبة من خطوات الحل والقوانين، في حين أن أسلوب الامتحان الجديد سيعتمد فقط الإجابة النهائية. وتؤكد عبدالدايم أهمية امتحان الثانوية العامة باعتباره امتحانا وطنيا، والأصل أن تأخذ وزارة التربية والتعليم ذلك بعين الاعتبار، إلى جانب مراعاة الظروف الخاصة التي مر بها الطلبة خلال العام الدراسي، وكذلك أجواء التوتر التي ستسود القاعات في حال صدف، إن كانت درجة حرارة أي طالب مرتفعة! وتتساءل عبد الدايم، هل سيتمكن الطالب الذي قد تكون درجة حرارته مرتفعة أن يمتحن في قاعة منفصلة؟، هل سيتمكن من تقديم باقي الامتحانات بدون قلق أو توتر؟، وهل سيتمكن باقي الطلبة من تقديم الامتحان بدون أن يكون هناك حالة من الذعر؟، جميعها أسئلة لابد من التفكير بها، ومحاولة معالجتها قبل البدء بالامتحان. وتشير إلى محاولاتها العديدة، ومن خلال الجلسات الدراسية التي تقوم بها لطلبة الثانوية العامة تمرينهم على الدراسة بطريقة الأسئلة الموضوعية رغم صعوبة ذلك، في حين ينصرم معظم الطلبة للبحث عن الأسئلة التي تحتاج لخطوة أو خطوتين للحل، الأمر الذي تستنكره عبدالدايم وتعتبره أمرا غير منطقي. وتتوجه عبدالدايم لطلبة الثانوية العامة بضرورة التفاؤل والتوكل على الله، وبذل قصارى جهدهم لاجتياز هذه المرحلة، وفي حال تعرضوا لأسئلة "لا يستطيعون حلها" في الامتحان، عليهم الاستمرار في الإجابة حتى لا يضيع عليه الوقت، مناشدة أولياء الأمور إيجاد أجواء مريحة لأبنائهم الطلبة، وعدم تحميلهم فوق طاقتهم، وليكتفوا هذا العام ببذل الجهد لتجاوز المرحلة، بدون طلب تحقيق درجات عالية. وكان وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي، قد أشار إلى أن المقصود بأسئلة الإجابات القصيرة هو ما تتطلب خطوات بسيطة تساعد الطالب على الوصول إلى الإجابة النهائية، وهي الإجابة الوحيدة المعتمدة عند التصحيح، وهو ما ينطبق على مبحثيّ الفيزياء والرياضيات، مضيفاً أن الطالب سيقوم بتظليل رمز الإجابة الصحيحة على ورقة القارئ الضوئي بعد استخراج الجواب النهائي، وهو الجواب المعتمد فقط. وصرح النعيمي أيضا "بعد متابعتنا لمطالب طلبة التوجيهي الأحبة؛ حول مدى إمكانية توحيد الأسئلة بين طلبة 2020 وطلبة 2001 فما قبل؛ إلا أن وزارة التربية والتعليم أوضحت عدم استطاعتها توحيد الأسئلة لوجود اختلاف بالأوزان النسبية في الورقة الامتحانية". وأكد أنه سيكون هناك تماثل في مستوى الصعوبة لجميع الطلبة، وتم توحيد المحتوى الدراسي المطلوب للامتحان، وكذلك مادة المطالعة الذاتية تم تطبيقها على جميع الطلبة لجميع السنوات باستثناء مهني 2020. ودعت الوزارة طلبة التوجيهي إلى الجد والاستعداد الأمثل للدراسة؛ وأكدت أنه لا داعي للقلق بالنسبة لطلبة التوجيهي، لأن لجنة الامتحانات أخذت بعين الأعتبار الظروف الاستثنائية التي يمر بها طلبة التوجيهي عند وضع الأسئلة، متمنيا أن تكون نتائج التوجيهي أفضل من الأعوام السابقة.اضافة اعلان