علاقة الطب النفسي بالقولون العصبي

 

عمان-الغد- مشكلة القولون العصبي مشكلة صحية عالمية واسعة الانتشار؛ حيث تبلغ نسبة المصابين به 10 ـ 15 شخص من بين كل 100 شخص، وهذا يجعلنا نعتبر هذا المرض ضمن قائمة أمراض العصر الحالي التي تزايدت وانتشرت، والتي تسبب المعاناة لدى كثير من الناس ولفترات طويلة..، يرمز له الأطباء باختصار IBS ويعتبر من الحالات كثيرة التردد على العيادة النفسية.

اضافة اعلان

وهذه بعض المعلومات حول مرض القولون العصبي وعلاقتها بالحالة النفسية للمصاب.

الاضطرابات النفسية والقولون العصبي

هناك مجموعة من أمراض العصر المعروفة تضمها قائمة طويلة يطلق عليها الأمراض النفسية الجسدية السيكوسوماتية، تضم أمراضا مثل: السكر، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، وبعض الأمراض الجلدية، وأمراض القلب، وغيرها.

وقد وضعت هذه الأمراض ضمن قائمة واحدة لأنها تعود في أصولها إلى أسباب نفسية تحدث نتيجة للتعرض لحالات من الضغط النفسي والقلق والتوتر وكبت الانفعالات على المدى الطويل، مما يؤدي إلى حدوث خلل في بعض وظائف الجسم، وهذا ينطبق على حالات القولون العصبي الذي يعاني منه كثير من الناس، فهو يصيب واحدا من بين خمسة أشخاص، وتصاب به النساء أكثر من الرجال لأن المرأة مرهفة المشاعر بطبعها، وتمتاز بسرعة تقلب مزاجها، كما أنها أكثر قلقا وتفكيرا وحساسية للمواقف من الرجل.

كيف تؤدي الأسباب النفسية للإصابة بالقولون العصبي؟

تعتبر الأمعاء الدقيقة والغليظة (القولون) من أكبر الأعضاء في جسم الإنسان حيث يصل طولهما معا إلى 10 أقدام من العضلات الملساء، ويتحكم في حركتها المستمرة الجهاز العصبي الذاتي، وفي حالة مرضى القولون العصبي يحدث اضطراب في هذه الحركة التلقائية للأمعاء مما يؤثر على سير محتوياتها من الطعام، ويحدث هذا الاضطراب نتيجة التعرض للضغوط النفسية كما في حالات القلق أو الخوف أو مواقف الحزن الشديد التي تؤثر بدورها على الجهاز العصبي فتتأثر أعصاب القولون التي تقوم بوظائفها خمسة ملايين من الخلايا العصبية الموجودة في جدار الأمعاء وتتصل مباشرة بالجهاز العصبي، وقد يصاب أكثر من شخص في الأسرة الواحدة بهذه الحالة نتيجة التعرض لنفس الضغوط كما في حالة فقدان أحد الوالدين أو المشاكل العائلية.

الوقاية والعلاج

الوقاية أفضل من العلاج عند التعامل مع هذا المرض بالذات، ومن وجهة نظر الصحة النفسية فإن الوقاية تتم عن طريق الإيمان القوي بالله تعالى والرضا والتفاؤل وتقبل أنفسنا كما نحن، كذلك فإن تجنيب أنفسنا الانفعالات السلبية مثل القلق والتوتر والغضب والكراهية والحقد، والتعبير عن الانفعالات والمشاعر أولى طرق العلاج.

أما إذا حدثت الإصابة فإن العلاج المبكر يعطي أفضل النتائج، سواء باستخدام الأدوية المساعدة، أو باستخدام بعض المهدئات النفسية للتخفيف من القلق والتوتر العصبي، أو باستخدام وسائل أخرى مثل التنويم المغناطيسي أو الإبر الصينية، وغيرها، وقد لا يكتمل العلاج من دون جلسات العلاج النفسي لتحقيق شفاء تام لمرضى القولون العصبي.