على جانبي الجدار

معاريف

ران ادليست  13/6/2018

تصعب علينا الإشارة إلى الموعد الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي يدير سياسة كيدية تجاه الحكومة. فقد حصل هذا منذ اقامة الدولة غير أنه يبدو انه لم يسبق ان كانت فجوة كبيرة مثلما هي هذه الايام، في مداولات الطاقم الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية، "الكابينيت" الاخيرة عن غزة. العبث: هيئة الاركان، التي هي منفذة لسياسة حكومية، ظلامية والتي تتلطخ يداها بالدماء، تمثل سوي العقل، في الصراع تجاه الحكومة المجتمع الإسرائيلي، وهذا عنصر مهم في صراع هذا المجتمع في سبيل هويته كديمقراطية انسانية. 

اضافة اعلان

هذا العبث يتلخص في النقطة التي يضطر فيها الجيش لأن يقرر بين رفض الامر والحرب الشاملة في داخل المجتمع الإسرائيلي وبين دوس الفلسطينيين، والقرار واضح: الفلسطينيون يدفعون ثمن الصراع على الديمقراطية الإسرائيلية، والجيش يطيع أوامر حاخامات المناطق (الضفة) من خلال ممثليهم في الكنيست، والذين من دونهم نتنياهو ليس رئيس وزراء وليبرمان ليس وزير أمن. 

في حدود اللعب الديمقراطي السياسي، يفعل أيزينكوت أفضل ما يستطيع كي يصدهم. ففي الاسبوع الاخير، لم يرد الجيش الإسرائيلي على القاء العبوات الناسفة، الطائرات الورقية والبالونات، وضابط كبير جدا في قيادة الجنوب قال ان الجيش الإسرائيلي هو مع التسوية. وفي جلسة "الكابينيت" الاخيرة، حيث بحث "الوضع في القطاع"، بحث في الخلفية موضوع آخر، وهو الوضع في إسرائيل. والسؤال الذي حام في الهواء ولم يلق جوابا له كان كم يمكن للمجتمع الإسرائيلي أن يدعم الوحشية التي تمارس ضد مواطني قطاع غزة. وعلى هذا السؤال يفترض أن يجيب عموم مواطني إسرائيل، ولكن لسماع الآهات التي تصدر من كل صوب، فاني واثق انه يجب ان نسألهم. 

وزراء "الكابينيت"، الذين يفترض بهم ان يقرروا ما العمل بحق الجحيم بغزة، اجتمعوا في بداية الاسبوع في مكان ما هناك في القبو، حيث يفترض أن يجلسوا حين تسقط الصواريخ على دولة إسرائيل. وهناك اقترح الجيش الإسرائيلي سلسلة من التسهيلات، وروى تساحي هنغبي ما اقترحه، كمبعوث نتنياهو، إلى محفل الدول والهيئات المانحة للفلسطينيين في بروكسل: إسرائيل مستعدة لان تشجع نشاطا انسانيا في القطاع شريطة أن يدفعوا هم: على منشأة لتحلية المياه، ربط لخط توتر جديد، مد انبوب غاز طبيعي من إسرائيل إلى غزة، منشأة مياه عادمة، موقع جمع القمامة، تطوير المنطقة الصناعية ايرز. واو! يا لهم من رحيمين ابناء رحيمين اولئك اليهود. يوجد فقط شرط واحد آخر: أن تجرد حماس من السلاح.

كل واحد من هذه المشاريع هو قصة سنوات بحيث أنه كان واضحا بأن الحديث يدور، كالمعتاد، عن مناورة. في "الكابينيت"، بالمناسبة، لم يكن بحث حقيقي. نفتالي بينيت قال: "في الجانب الاخر يوجد عدو وحشي ينتظر بوادر البراءة والهدايا المجانية من جانبنا. لا ينبغي لنا أن نقدم هدايا بالمجان". وبذلك أنهى البحث. لقد كان الموضوع المعركة على الجمهور الانتخابي اليميني. وكانت الذريعة طلب عائلة غولدن "اعادة الابناء إلى الديار"، اما المقصود فكان منع نتنياهو من دعم الجيش. في زيارته لدى ميركل قال نتنياهو: "تفحص إسرائيل كيف تمنع انهيارا انسانيا في القطاع، ولعلها هي الوحيدة التي تعمل في هذا الموضوع. وقد بحث معها (ردا على طلبها، فموضوعه كان إيران) في "خطة لتحسين المعابر". في جلسة "الكابينيت" حافظ نتنياهو على حق الصمت. فلماذا يدخل بين الجيش وبين حاخامي المناطق وممثليهم؟ فليلعب الممثلون امامه. في "الكابينيت" وفي القطاع أيضا. من على جانبي الجدار.