عمال الزراعة وشريان الحياة

أحسنت الحكومة عندما قدمت كل التسهيلات لمرور قافلة شريان الحياة الدولية التي تحمل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة. وكان إيجابيا أن ينتدب الرئيس رئيس الهيئة الخيرية الهاشمية لاستقبال القافلة التي ستغادر الأردن اليوم عبر العقبة في طريقها إلى غزة عبر الأراضي المصرية.

اضافة اعلان

هذا الموقف، الذي ينسجم مع مواقفنا جميعا كان يمكن لو لم يكن كذلك أن يحول مرور القافلة إلى قضية. لكن هذا التعامل أعاد لنا الموقف الإيجابي الذي وقفناه جميعا أثناء العدوان على غزة عندما كنا موقفا واحدا رسميا وشعبيا، وكان هذا من حسن إدارتنا جميعا لتلك المرحلة الحساسة.

نقول هذا لأننا نخاف من ممارسة غير موفقة تكرر تجارب سابقة، بحيث تحولت القضية إلى إدانة لنا، رغم أن الأمر لم يكن يحتاج إلا إلى الحد الأدنى من الحس السياسي، لأننا في الأردن لا نستحق أي فعل يضيّع المواقف المشرفة، لكل مفردات الدولة رسميا وشعبيا.

الأردن، وعبر الهيئة الخيرية الهاشمية، لم تنقطع قوافل المساعدات الانسانية التي يرسلها الى فلسطين، سواء كانت من الأردن او تسهيل إيصال مساعدات الأشقاء والأصدقاء. وهنالك المستشفى العسكري في غزة، الذي يعمل منذ شهور، وأصبح عنوانا من عناوين التواصل بين الأردن والشعب الفلسطيني.

والإشارة إلى السلوك الإيجابي للحكومة دعوة إلى استحضار كل الأبعاد في أي قضية مهما كانت عادية، لأننا دفعنا عبر بعض الحكومات أثمانا سياسية لأن الحس السياسي غاب عن متخذ القرار.

وما دمنا نتحدث عن الحياة وشريانها، فإننا نتمنى على الحكومة أن تنهي خوفا وقلقا لدى المئات من عمال الزراعة، الذين تم تعيينهم قبل أشهر وهم من فئات الأردنيين، الذين يبحثون عن مصدر رزق، وتم تعيينهم بشكل قانوني، لكن الحكومة آنذاك اكتشفت أنه لا يوجد مخصصات وكانت على وشك أن تفصلهم لكنها ذهبت إلى حل مؤقت وهو تمديد عملهم عدة أشهر.

واليوم يعيش هؤلاء قلقا مخافة ان يعودوا الى بيوتهم بلا عمل، وأن يفقدوا رواتبهم التي تؤمن لهم لقمة الخبز في مدن ومحافظات لايجد ابناؤها فرصا للعمل.

عمال المياومة في الدولة أحد تعبيرات توفير مصدر دخل لعائلات في مناطق تعاني من ضعف التنمية. وهؤلاء العمال لم يقتحموا وزارة الزراعة عنوة بل تم فتح الباب لهم. واذا كان هنالك من خطأ فتتحمله الوزارة، والحل المؤقت كان نصف حل وهروبا من مواجهة الأمر لكن القضية سياسية اجتماعية وتحتاج إلى حس سياسي رفيع ليدرك أن إعادة حوالي 300 أردني إلى بيوتهم فاقدين لمصدر الدخل أمر تتعدى صورته الآثار العادية وتترك أبعادا اجتماعية لسنا بحاجة إليها.

ما نتمناه أن يكون حسن إدارة الحكومة لقضية قافلة شريان الحياة والحس السياسي نفسه حاضرا في إزالة القلق والخوف والترقب، لدى المئات من العائلات الأردنية، وإصدار قرار يحفظ لهم استمرارهم في عملهم، أما من قام بالتعيين من دون مخصصات أو شواغر فهو من يجب أن يحاسب.

[email protected]