عمر سرطاوي يطلق منتج جميد بالشوكولاتة وريعه لدعم مرضى السرطان

جميد شوكلت
جميد شوكلت

تغريد السعايدة


عمان- ثلاثة أشهر قضاها عمر سرطاوي قبل نحو عام كانت كفيلة بأن يخرج بفكرة جديدة يُقحم فيها الأكل الشعبي، بمنتج آخر ليخرج بعد ذلك بـ"jameed chocolate"، أو جميد بالشوكولاته، والتي انتشر الحديث عنها خلال الأسبوع الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، بين مرحب ومستهجن للفكرة، وآخر وجد فيها هدية جميلة لصديق "مغترب".اضافة اعلان
عمر سرطاوي، صاحب أحد المطاعم، بين لـ"الغد" أن الفكرة كانت بسيطة ولا تتطلب الكثير من المكونات، ولكنها غريبة عند الكثيرين وخاصة في مجتمعنا، الذي ارتبط لديه الجميد بالأكلات التراثية القديمة "كالمنسف"، ولكن بطبيعة عمله في الابتكار في مجال الطبخ، كما عُرف عنه لدى زبائنه، في أكلات مميزة عدة، كان الجميد بالشوكولاته غريبا بحد ذاته، ويتطلب "جرأة" في أكله، كما وصفه أحد المتذوقين للمنتج في تعليقه عليه.
كل من تذوق الشوكولاته بالجميد، شعر بغرابة المنتج بدايةً والطريقة التي يتم فيها تحضيره، بيد أن آخرين أطلقوا "النكت" عليه من باب الطرافة، بعد أن كانوا يعتقدون أن الجميد لا يمكن أن يدخل في أي منتج غذائي آخر سوى المنسف، وهو الأكلة الأردنية التقليدية بامتياز ولها مئات السنين تُحضر من الجميد، إلا أن سرطاوي كان الأول الذي يخرج على القاعدة ويرى أن الجميد الفاخر، يليق بالشوكولاته البيضاء الفاخرة كذلك، لتعطي طعماً لاذعاً وحلواً في الوقت ذاته، عجز كثيرون عن وصفه.
آخرون اعتقدوا بالبداية أن المنتج عبارة عن قطع جميد صغيرة في علبة أنيقة، إلا أنهم تفاجؤوا بأنها شوكولاته بيضاء، جاءت لتتناسب شكلاً ولوناً مع الجميد، مختلفة كلياً في الطعم والنكهة، بشكل كروي صغير يلفت الأنظار أولاً.
وقال سرطاوي "إن الفكرة كانت قبل عام تقريباً، خلال مشاركته في تقديم منتج جديد ومبتكر، ولكن قبل فترة وجيزة توفيت خالته، فقرر أن يطرح المنتج في السوق، ليكون الريع العائد منه سيقدمه لدعم مرضى السرطان عبر مركز الحسين، من خلال بيعها خلال موسم الأعياد". وقد يكون ذلك سبباً في أنه يشعر بالسعادة في كل مرة يرى فيها المنتج يزداد رواجاً وتقبلاً بين الناس، ويتمنى أن يستفيد أكبر قدر ممكن من المرضى من هذا الريع.
ويعبر سرطاوي عن تقبله لكل تعليق قد يشاهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء أكان محفزا أو انتقادا، فأي شخص لديه رأي وهو يحترم هذه الآراء، وقد تكون دافعا لابتكار الكثير من الأكلات في مجال عمله في المطعم الذي يديره.
ويتابع سرطاوي ردود الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تثير الضحك أحياناً، كما في أحد التعليقات التي ترافقت مع صورة المنتج والتي تقول "هذا ما يحصل عندما يقضي الكركي مدة طويلة في سويسرا"، على اعتبار أن الجميد منتج كركي بامتياز يغلف بكمية من الشوكولاته السويسرية، فيما وصف آخر بأن الجميد وجد له رفيقا جديدا "الشوكولاته" بعد أن كان مقتصراً على المنسف، فيما قال أحدهم في معرض تعليقه على الجميد بالشوكولاته بأنه "عمري ما تخيلت أوصل بعمري ويصير الجميد نوع من أنواع التحلاية!"، وفي تعليق آخر "يعني الطعم ما قدرت أوصفه كتير بس بصيبكم تضارب مشاعر ولسعة بالعقل لا انتوا عارفين ريحة ونكهة جميد وفجأة بتلاقوا طعم الشوكولاته بالنص ما بتعرفوا كيف"، والكثير من التعليقات الأخرى التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، التي تلقاها سرطاوي "بصدرٍ رحب".
وفي شرح عن المنتج، قالت إحدى السيدات المختصة في مجال الطعام "إن مثل هذه الابتكارات لا تفاجئ أصدقاء ومتابعي صفحة عمر سرطاوي والذي يعرف بانهماكه في ما قد يسمى بمشروع "إعادة اكتشاف المطبخ الأردني والمشرقي""، مشيرةً إلى أنه يطرح باستمرار صورا لأطباق ومكونات مألوفة في حلة جديدة.
ويقول سرطاوي "تربطني علاقة وجدانية متينة مع الأكلات المحلية بمكوناتها ووصفاتها"، ولا يكتفي بتكرارها أو إضفاء بعض التحسينات عليها بل بإيجاد طريقة خارجة على المألوف وتختزل الشكل لتحافظ على الجوهر، معتمدا بذلك على مخزون من الذاكرة الغذائية والمهارة الفنية الذي يشكلها بالخيال والإبداع.
والمتابع لصفحة "سرطاوي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإمكانه مشاهدة العديد من المنتجات المبتكرة في مجال الأغذية والمأكولات الشعبية، ومن تلك الأطباق قدم طبق "شاي شوربة العدس"، والمسخن "تيرين" والكبة الشفافة و"التين والزيتون"، بالإضافة إلى ابتكارات جديدة في مجال "إعادة تشكيل المياه"، مشيراً إلى أنه "ليس هنالك أي "تابو" أو حاجز يحد من إمكانية إطلاق كامل الطاقات التعبيرية الكامنة للمطبخ الشعبي الا الخيال وبعض المهارات الفنية، والأهم من ذلك الكثير من الحب".