عمليات تمشيط في الباغوز تسبق إعلان سقوط "داعش" بسورية

Untitled-1
Untitled-1

السوسة -واصلت قوات سورية الديمقراطية أمس عمليات التمشيط في قرية الباغوز، آخر جيب لتنظيم "داعش" في شرق سورية، قبل الإعلان الرسمي لسقوط هذ التنظيم الإرهابي.اضافة اعلان
وبدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، سيطرت قوات سورية الديمقراطية هذا الأسبوع على المخيم العشوائي الذي لجأ إليه آخر الإرهابيين في قرية الباغوز الواقعة على الحدود الشرقية لسورية.
وتعني الخسارة الكاملة لهذا المربع الذي يسيطر عليه إرهابيو "داعش" نهاية سيطرة التنظيم المتطرف في سورية، بعد هزيمته في العراق عام 2017.
وقال قائد العمليات في بيان مقتضب أرسله للصحفيين "ما زالت عمليات التمشيط جارية في مخيم الباغوز" في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وقال مدير المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية مصطفى بالي للصحفيين "فور الانتهاء منها سنعلن التحرير"..
وفي أعقاب خسارة الإرهابيين للمخيم، بدا بالي حذرا وأكد أن هذا "ليس اعلاناً للنصر ولكنه تقدم مهم في القتال ضد داعش".
واضطرت قوات سورية الديمقراطية، صباح أمس، لنفي المعلومات الواردة من بعض وسائل الاعلام والتي أفادت عن سقوط آخر جيب للتنظيم في المنطقة بالكامل.
وأكد القائد "لا صحة عن تحرير البلدة بشكل كامل".
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، إلى"عمليات تمشيط متواصلة تنفذها قوات سورية الديمقراطية في ما تبقى من أنفاق وخنادق (…) بحثا عن متوارين" من التنظيم. وشاهد فريق من وكالة فرانس برس على الأرض مساء أول من أمس شاحنات تقل أشخاصا، وخصوصا نساء وأطفالا، من الباغوز.
وتم إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين خلال الأسابيع الماضية من أخر جيب للتنظيم.
وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت هذه القوات خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم 5 آلاف إرهابي تم توقيفهم بعد استسلامهم، بحسب هذه القوات، ونحو 24 ألفا من أفراد عائلاتهم. كما أفادت عن اعتقال "520 إرهابيا في عمليات خاصة".
ستعلن "الهزيمة النهائية" للتنظيم الإرهابي "في غضون أيام" من قبل قوات سورية الديمقراطية أو التحالف الدولي، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي تشارك بلاده في عمليات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم.
وبانتظار النهاية الرسمية للعملية التي أطلقت في 10 أيلول(سبتمبر) الماضي ضد أخر معقل للارهابيين، يقبع الخارجون من آخر جيب لـ"الدواعش" في مخيم للنازحين ضمن ظروف قاسية أنتقدتها أكثر من منظمة غير حكومية.
وتم نقل أغلبهم نحو مخيم الهول (شمال شرق) حيث يتجمع أكثر من 72 ألف شخص بينهم أكثر من 40 ألف طفل، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية.
ويضم المخيم نحو ألفي نازح جديد أغلبهم من النساء والأطفال الذي وصلوا أول من أمس، بحسب المصدر نفسه.
وأحصت اللجنة وفاة 123 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال، خلال رحلتهم الى مخيم الهول أو بعيد وصولهم.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتقدّم المحرز في الحرب ضدّ تنظيم ا"داعش"، مشيراً إلى أنّ سقوط "الخلافة" التي أعلنها التنظيم بات وشيكاً.
وأوضح، كاشفا خريطة صغيرة تُمثل سورية، "هناك نقطة صغيرة، وقد تختفي هذه الليلة".
وكان ترامب أعلن في كانون الأول(ديسمبر) الماضي، على نحو مفاجئ سحب زهاء ألفي جندي أميركي تمّ نشرهم في سورية، وبرّر وقتذاك قراره بالقول "لقد انتصرنا على تنظيم داعش، وحان وقت العودة". غير أنّه أعلن أول من أمس أنّ نحو 400 جندي سيبقون في نهاية المطاف منتشرين على الأرض "لبعض الوقت".
وفاجأ الإعلان الأول حلفاء واشنطن في التحالف الدولي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده لا تزال تنتظر الحصول على تفاصيل من الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على وجودها العسكري لتقرير مساهمتها الأمنية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سورية.
وأعلن تنظيم "داعش في العام 2014 "الخلافة" على مناطق شاسعة في سورية والعراق، قبل أن ينكفئ في جيوب صغيرة.
ورغم انكفائهم، يواصل مقاتلو التنظيم القتال عبر خلايا نائمة والقيام بهجمات دامية.
وتشكل جبهة الباغوز دليلا على تعقيدات النزاع السوري الذي دخل عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفا، من دون أن تسفر الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.-(أ ف ب)