عناب ومجلي ترويان "مسيرة إعلامية وذكريات" في "الرواد الكبار"

عزيزة علي

عمان- بمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية، نظم منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، ندوة بعنوان "مسيرة إعلامية وذكريات"، تحدث فيها كل من الإعلاميتين زاهية عناب وجمان مجلي، وأدارتها المستشارة الثقافية القاصة سحر ملص.اضافة اعلان
الندوة حضرها جمهور من المهتمين بالشأن الإعلامي، وبحضور رئيس جمعية الأسر البيضاء ميسون العرموطي، ومديرة المنتدى هيفاء البشير، التي قالت "ونحن نعيش مئوية الدولة نسترجع ذكرياتنا في أيام الزمن الجميل حين كنا ننظر إلى المذياع والتلفاز، ونتابع هاتين القامتين الإعلاميتين من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في زمن كنا بأمس الحاجة إلى إعلام موجه يُنمي العقول، يثري الفكر، ويوجه الإنسان لبناء مجتمع فاضل".
وواصلت البشير حديثها "تعرفت على زاهية عناب من خلال ظهورها على شاشة التلفزيون، أما جمان مجلي فقد عرفتها من خلال عملها الطويل في الإذاعة الأردنية، إضافة إلى تقديمها بعض البرامج من خلال التلفزيون الأردني"، مؤكدة اعتزازها وفخرها بهما.
ومن جانبها، تحدثت الإعلامية جمان مجلي عن تجربتها الممتدة في مجال الإعلام، وخصوصا عملها في الإذاعة الأردنية التي قسمتها الى أربع مراحل؛ الأولى كانت كما قالت "مرحلة الاندهاش والتعرف والتدريب"، فبعد أن تخرجت في الجامعة الأردنية "إدارة عامة وعلوم سياسية"، أتيحت لها فرصة العمل في الإذاعة الأردنية، كعمل مؤقت، مستذكرة الأسماء التي كانت تعمل في الإذاعة الأردنية في ذلك الوقت وهم: "سيلمان المشيني، حيدر محمود، تيسير السبول، عزالدين المناصرة، نايف أبو عبيد، محمود فضيل التل وعائشة التيجاني"، وغيرهم كثيرون تركوا بصمة في الحياة الثقافية والإعلامية. كما تحدثت مجلي عن الدورات التي التحقت بها في كل من إذاعة BBC، ودورة أخرى في عمان اجتمعت خلالها مع "حمدي قنديل وصلاح أبو زيد"، مبينة "ثم رشحت للمشاركة في إعداد وتقديم برنامج البث المباشر مع أساتذة مهمين، وكان هذا البرنامج الأول من نوعه في الإذاعة وحتى في المنطقة، فهو يحتوي على كل أنواع الفنون الإذاعية من مادة صباحية نعدها نحن، ومقابلات ميدانية، واتصالات هاتفية، تعلمت فيها الكثير، ثم بدأت في قراءة نشرات الأخبار والموجز الرئيسية، هذه الفترة حركت العقل والوجدان لمستقبل العمل الإذاعي، والتطلع الى المزيد من فهم دور الإذاعة في التنوير، وتقديم الخدمات من خلال التواصل مع المسؤولين والمواطنين".
أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة الطموح، كما قالت عنها مجلي: "فبعد العودة من بريطانيا بدأت الأفكار والطموح والتقديم تتدفق مع كل ما يمس حياة المواطن، مع الإيمان بأن الإعلام ليس فقط مرآة تعكس الواقع، وإنما هو تلمس واستعراض الظواهر الاجتماعية السلبية وتحليلها مع المختصين أكاديميا وعرض الحالات التي تمثل الظاهرة لنكون عبرة ودرسا، ومن البرامج التي قدمتها وأعددتها في هذه الفترة برنامج "ربورتاج"، الذي وصف حلقاته المسؤولون والمستمعون بالبحث الميداني المتكامل".
وأشارت مجلي الى أن المرحلة الثالثة هي "مرحلة النضوج والمشاركة"، قائلة "حيث كانت تشارك معي مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة في الندوات والورشات والهيئات الإدارية، فكنت أؤمن بأن الإعلامي ليس صوتا، أو صورة، أو قلما فقط، وإنما يجب أن يكون مشاركا حتى يستطيع أن يتبنى القضايا المختلفة بقناعة واهتمام، لأنه جزء من الحوارات والإعداد، فقد قدمت العديد من أوراق العمل عن دور الإذاعة، ثم قدمت برامج للتلفزيون وكنت أول من أعد وقدم برنامج "يسعد صباحك"، المستمر حتى الآن".
أما المرحلة الرابعة فهي "الخبرة"، قالت مجلي "بعد أن استفدت من كل هذه التجارب، فوجئت بإحالتي الى التقاعد من دون مقدمات، كانت الصدمة كبيرة، فشعوري أنه ما يزال أمامي الكثير من الأفكار والطموحات التي تندرج تحت إطار العمل الإعلامي بعيدا عن المناصب الإعلامية، هذا ما حصل على الصعيد الرسمي، لكن كنت قد بدأت أعمل في إذاعة القوات المسلحة الأردنية قبل التقاعد بثلاثة أعوام واستمر العمل فيها حتى العام 2018".
فيما رأت الإعلامية زاهية عناب "أن العمل الإعلامي ترك ذكريات حفرناها داخل أعماقنا وصورا حفظناها في عيوننا"، متحدثة عن افتتاح التلفزيون الأردني في 27/4/1968، برعاية جلالة الملك الحسين رحمه الله، وترى أنه "إنجاز عظيم"، بعد أعوام من الإعداد والتجهيز والبناء والأجهزة الفنية وتدريب الكوادر التي عملت وتعمل في هذا الصرح المهم للأردن، وفي وقت حرج كان الأردن حينها ما يزال تحت تأثير حرب حزيران 1967.
وأشارت عناب الى أوائل العاملين في التلفزيون الذين عملوا في المجالات الإدارية والفنية كافة تم إرسال العديد منهم للتدريب مثل بدء البث الى دول مثل بريطانيا وألمانيا وأميركا، ليعودوا مخرجين متميزين، نذكر منهم: "حسيب يوسف، عدنان الرمحي، لميس منصور، هيام السالم، نهى بطشون، وبسام حمادي"، الذين حملوا على عاتقهم إنتاج البرامج المختلفة والأخبار، وفي مرحلة لاحقة تم إرسال مجموعة ثانية منهم: "سعود الفياض، زيد فريز، عدنان عواملة، سهى طوقان، هدى أبو نوار، وأنا".
وقالت عناب التي بدأت العمل في الإدارة في مكتب المدير العام المرحوم محمد كمال لمدة عامين قبل أن تنتقل للعمل كمذيعة ومن ثم معدة برامج "منحتني فترة العمل في مكتب المدير العام فرصة كبيرة للاطلاع على الأمور كافة المتعلقة بالعمل سواء برامجيا، إخباريا، إداريا وتنظيميا"، مبينة أن العمل في البرامج وإنتاجها يتميز بالابتكار والالتزام بالوقت، واحترام المشاهدين، وقد تعرفت وتعاونت في ذلك الوقت مع كبار أدباء وشعراء وأكاديميين، منهم "حسني فريز، روكس العزيزي، عيسى الناعوري، محمود العابدي، يوسف العظم، املي بشارات، راسم بدران، رفيق اللحام ومحمود طه".
وأشارت عناب الى أن من البرامج الثقافية التي كانت تقدم في تلك الفترة برنامج بعنوان "كتاب وقارئ"، كان يعده عميد كلية الآداب د. محمود السمرة، وكان يطرح مناقشة كتاب مع مجموعة من طلبة كليات الجامعة وكليات المجتمع من خلال أسئلة لجنة التحكيم المكونة من شخصيات متخصصة في مجال الكتاب المنوي مناقشته، أما برنامج "فنون جميلة" فكان يعده د. فواز طوقان، والبرنامج عن الحضارة الإسلامية من خلال الآثار العمرانية الزاخرة في العالم العربي.
وتتابع عناب حديثها عن تحول التلفزيون الأردني الى تلفزيون ملون بأجهزة ومعدات جديدة في العام 1974-1975، مبينة أن التلفزيون الأردني من الأوائل في المنطقة الذي تحول إلى الألوان، وهذا حفز العديد من الفنانين للحضور إلى الأردن لتصوير أعمالهم التلفزيونية في استوديوهات التلفزيون الأردني، ومنهم فيروز ودريد لحام وغيره.
ولخصت عناب أن الفترة الممتعة في حياتها المهنية هي عندما كانت مسؤولة عن برامج الأطفال في الثمانينيات، قائلة "شعرت بعبء المسؤولية لتقديم برامج أطفال تناسب ثقافتنا ومجتمعنا، وكان فريق العمل مكونا من عشرة أشخاص منهم المخرجة هيفا كتاب، واملي زبانه، ومجدولين خلف، وأروى الزعبي، وآخرين، ومن برامج الأطفال: مواهب الصغار، حصة في الهواء، الألوان للفنون التشكيلية، وكانت تعده وتقدمه الفنانة سامية الزرو، قطار ومحطات تلفزيون الأطفال، برامج الأطفال العرب "أنا عربي"، وغيرها العديد من البرامج.