عناق الجيش الإسرائيلي

إسرائيل هيوم

بوعز بسموت  3/4/2016

مرت عشرة أيام منذ حادثة الخليل، لكن قضية الجندي مطلق النار لم تنته بعد. الكثير من الجهات تحاول تعظيمها قدر الامكان وتغيير الوجه المشوش للجندي ووضع وجه الجيش الإسرائيلي، جيشنا جميعا.اضافة اعلان
هناك من يعتبر عمل الجندي عملا خطيرا، "اطلاق النار على فلسطيني مصاب وملقى على الارض. وهناك من يعتبر أن وضع القيود على الجندي هو امر خطير، حيث يقال له إنه قد يتهم بالقتل".
المعسكران – من يؤيد الجندي ومن يعارضه – يريدان تلوين الواقع الشرق اوسطي المعقد بالاسود والابيض. في نهاية الجملة فقط سنحصل على القرار: مدان أو بريء. وحتى ذلك الحين يفضل الانتظار بصبر، وهذا الامر لسنا جيدين فيه. من الافضل عدم القفز إلى الاستنتاجات حتى لو كانت ملائمة لرواية هذا المعسكر أو ذاك.
هناك شيء واحد لا خلاف حوله وهو أنه كان يمكن التنازل عن هذه الحادثة وكنا نستطيع ايضا التنازل عن العمليات الفلسطيني. ولكن الوضع الذي نعيش فيه سيولد في المستقبل احداث كهذه خصوصا في الفترة التي تقوم فيها "بتسيلم" بالمتابعة عن قرب لنشاط القوات.
في الوقت الحالي عندما ننظر حولنا يصعب عدم أخذ الانطباع حول حفاظ الجنود على القيم الأخلاقية للجيش الإسرائيلي اثناء تنفيذ المهمة. العاصفة الاخيرة هي الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.
يجب علينا أن نتذكر أنه طالما لم تصدر نتائج تشريح الجثة من الصعب معرفة اذا كان الجندي هو الذي قتل أو لا. ما فعلته محكمة العدل العليا كان صحيحا، حيث رفضت دعوى عائلة الفلسطيني وصادقت على تشريح الجثة، الأمر الذي سيتم اليوم. لا شك أن هذا هو يوم مصيري بالنسبة لنا.
لكن التشريح لا يعفي الجندي من عملية إطلاق النار ذاتها. من التحقيق العسكري الأولي يتبين أن الجندي قد اطلق النار بقرار ذاتي منه. الأسباب الذي دفعته لذلك ستكون في أساس المحاكمة. هل فعل ذلك بسبب رغبته بالانتقام أم أنه شعر بالخطر على حياته؟
محظور تحويل هذه المحاكمة إلى محاكمة للجيش الإسرائيلي، رغم أنه ولاسباب واضحة هناك من يريد فعل ذلك. فقط الجندي وافعاله يحاكمان – ولكن حقيقة أن مطلق النار يخدم في الجيش الإسرائيلي هي التي أوجدت الهبة الجماهيرية. من الصعب فصل الجيش عن المجتمع، ومن الصعب فصل المجتمع عن الجيش. وقد يكون هذا ما يفسر حقيقة أن 57 في المئة من السكان يؤيدون الجندي. هناك من ينسب ذلك إلى بهيمية المجتمع الإسرائيلي (مرة اخرى كل واحد يختار الرواية الملائمة له)، ويمكن ايضا نسب ذلك للصلة العميقة بين الجيش والمجتمع في إسرائيل – هذه الصلة لا تنفصل من الناحية العاطفية والعائلية ايضا. ولا يوجد مثيل لذلك في أي دولة في العالم.
منذ الحادثة تحفظ مستويين قضائيين من خطورة تعامل النيابة العسكرية مع الجندي. من الممكن أن النيابة قد تسرعت في بند القتل؟.
هناك من يريد نفخ القصة وتصويرها كنقطة انكسار في علاقات المجتمع والجيش في إسرائيل. وهذا غير صحيح.