عندما تحتشد الجماهير أمام بوابات الدخول للملاعب

عندما تحتشد الجماهير أمام بوابات الدخول للملاعب
عندما تحتشد الجماهير أمام بوابات الدخول للملاعب

صورة وحكاية
 

تيسير محمود العميري

 عمان - مشهد لن يغيب عن الذاكرة ابدا .. طوابير طويلة من المتفرجين تصطف امام بوابات الدخول الى الملاعب، بعضها حضر قبل ساعات طويلة من زمن المباراة وجلس مفترشا واصحابه الارض يتناولون طعامهم، والوقت يمضي والطوابير تسير ببطء شديد، وزحمة امام اكشاك بيع التذاكر ومشاجرات تندلع هنا وهناك وصيحات الاستغاثة تتكرر "حرامي"، فثمة من يستغل الزحام ويضع يده في جيوب الآخرين ليسرق منها حقهم.

اضافة اعلان

   والمدرجات تغص بالمتفرجين وبصعوبة بالغة يلمح المتفرج مكانا بين آلاف من الشبان الذين جاءوا من شتى مناطق المملكة، ليشجعوا هذا الفريق او ذاك وهتافات تعلو ولاعبون يدخلون لاجراء عملية الاحماء قبل بدء المباراة، وليستمتعوا بهذا المشهد الجميل لان الجماهير وكما يقال "فاكهة الملاعب" ومصدر الحياة فيها.

بين الأمس واليوم

   وبين الامس واليوم ثمة فارق كبير لا يمكن او يجوز تجاهله، فالصورة كانت ناصعة للغاية والداخل الى الملاعب كان في كثير من الاحيان مفقودا والخارج منها مولود، وطالما وضعت الايدي على القلوب خوفا من حدوث كارثة بشرية جراء التزاحم، وجلوس المئات من المتفرجين على اغصان الاشجار وفوق الحواجز الحديدية المحيطة بالملعب بل وصل الامر الى الجلوس فوق المظلة!

   واليوم ورغم توقف مسابقات الكرة المحلية الا ان ما كان عليه الحال في مباريات مرحلة الذهاب من بطولة الدوري الممتاز يبعث على الحيرة والحزن، فالمدرجات تكاد تكون خاوية الا من بضعة متفرجين في كثير من الاحيان، ووحده فريق الرمثا نجح في جذب انصاره خلال المباريات التي اقيمت على ملعب الحسن.

   نذكر مباريات منتخبنا الوطني امام العراق وايران وكوريا الشمالية وكيف كان حجم الحضور الجماهيري، اشبه بلوحة جميلة رسمتها ريشة فنان قدير، واشبه بسيمفونية تطرب لها الآذان، ونذكر مباريات للوحدات والفيصلي معا او في البطولات العربية والآسيوية وكيف كانت البطاقات تباع في "السوق السوداء"، ولا تجد الجماهير مكانا للوقوف فيه وليس الجلوس عليه.

صورة مستفزة وتساؤلات

   صورة تستفز القائمين على اللعبة وتجعلنا نتساءل معا .. ما السبيل الى اعادة الجماهير صوب الملاعب.. وهل هو في ارتفاع المستوى الفني للفرق وحدة المنافسة في البطولات، ام في اختيار الزمان والمكان المناسبين لاقامة المباريات، ام في حسن المعاملة على بوابة الدخول والخروج، ام في تخفيض اثمان بطاقات الدخول ووضع حوافز امام الجمهور؟

   مرحلة الاياب من الدوري الممتاز على الابواب وباتت مسألة عزوف الجماهير عن المباريات تشكل تحديا اضافيا للكرة الاردنية، فالمال عصب الحياة وبلا جمهور ستفقد المسابقات اثارتها وحصتها التسويقية وستجلس الاندية تضرب كفا بكف على قلة المردود المالي، وتفكر في مستقبل مجهول يقال بأنه سيشهد ذات يوم تطبيق الاحتراف!