عوامل تعزز ثقة المراهق بنفسه وتخلصه من القلق

ينصح المختصون الأهل باحتواء ابنهم المراهق وتعزيز ثقته بنفسه - (MCT)
ينصح المختصون الأهل باحتواء ابنهم المراهق وتعزيز ثقته بنفسه - (MCT)

عمان-الغد- في مرحلة المراهقة تزهو أحلام الشباب وتنمو، ويحار الشاب والفتاة بالإضافة إلى الأهل في كيفية التعامل مع المستجدات الجديدة التي تطرأ على حياة المراهق الشاب، وفي هذا المقال سيكون الحديث عن موضوعين مترابطين يشغلان بال الأهل في الكثير من الأسر؛ أولهما موضوع مساعدة المراهق على اكتساب ثقته بنفسه وثانيهما موضوع عوامل القلق التي تلم بالمراهق وكيفية مساعدته  على التخلص من أسبابه، فصحة المراهق النفسية السليمة هي من صحة المجتمع وتطوره ونمو شخصيته بالشكل الصحيح يضمنان مستقبلا أفضل لجميع أبناء الوطن، والبدء أولا بالحديث عن ثقة المراهق بنفسه وبعض الأمور التي يمكن للآباء القيام بها لتعزيز إحساس المراهق بقيمته الذاتية وأهميته في المجتمع المحيط. اضافة اعلان
ثقة المراهق بنفسه
كيف أساعد ابني المراهق على اكتساب ثقته بنفسه؟ سؤال يراود أذهان العديد من الآباء الذين لديهم أولاد في سن المراهقة، فالثقة بالنفس هي عنوان تقدير المراهق لذاته وإمكانياته، وهي سلاحه لمواجهة الحياة بتغيراتها وصعوباتها المختلفة، وحيث إن المراهق ما يزال في سن حديثة، وما يزال يستكشف دوره في هذه الحياة وقيمته كإنسان فإنه من الطبيعي أن يواجه بعض الصعوبات في طريقه إلى اكتساب ثقته بنفسه، وهذه الصعوبات متعلقة بعوامل عدة كالبيئة المحيطة والمظهر الخارجي والآمال والطموحات المستقبلية، وهنا يأتي دور الأهل بدعم المراهق وتعزيز ثقته بنفسه وإكسابه المهارات الاجتماعية اللازمة لمواجهة متغيرات الحياة، فكيف يكون ذلك وما هي أهم النصائح التي يمكن اسداؤها للأهل في هذا المجال.
ولأجل هذه الغاية فقد اجتهدنا بالرجوع إلى عدد من الأطباء والمختصين الذين اجمعوا على إسداء النصائح التالية إلى أهل الفتى المراهق في هذا المجال:
1. انصح ابنك بالتوقف عن نقد نفسه وجلد ذاته بشكل دائم ومستمر، وأعلمه بأن الخطأ ممكن الحدوث لجميع الناس، لكن المصيبة هي التمادي في الباطل والخطأ. وأخبره أنه من حقه أن يفكر ويتخذ القرار الذي يخصه وبذا يكون عليه أن يتحمل نتائج قراراته بكل شجاعة، لكن بالطبع بعد استماعه للنصائح البناءة التي يقدمها له العديد من المحبين  من حوله، وانصحه بالاستفادة من التجارب السابقة التي مرت به وبغيره.
2. كل شاب أو مراهق يطمح دائما بالوصول إلى الكمال والصعود بشكل سريع وسهل وحتى دون تعب أحيانا، وهنا يأتي دور الآباء والأهل بالعمل على توعية الشباب ونصحهم وكبح جماحهم أثناء شقهم لطريق الحياة وسعيهم نحو النجاح. هذا بالطبع مع الحرص على عدم إحباط الشاب أو تثبيط همته، فعلى الآباء أن يبينوا للشباب أنَ عليهم أن يميزوا بين الأشياء التي يستطيعون فعلها والأشياء التي لا يستطيعون فعلها، فجميع الناس مثلا يطمحون لأن يحصلوا على قوام رشيق يشبه قوام عارضي الأزياء، ولكن هذا الأمر غير ممكن في كثير من الأحيان، ولذا على الإنسان أن يتبع نظام الحياة الصحي المتوازن، وأن يسعد بما وهبه الله تعالى من منح كالصحة كالذكاء أو خفة الدم أو حب الناس، وحرم آخرين منها.
3. يتوجب على الأهل أن ينصحوا أبناءهم بأسلوب رقيق ومحبب وبطرق مختلفة بضرورة النظر إلى الأمور من حولهم بإيجابية، وأن يتمتعوا بالنعم التي أنعمها الله عليهم؛ فالعائلة السعيدة والصحة الجيدة والحب والنجاح كلها أمور تجعل الإنسان يرى الحياة بطريقة أجمل وتزيد من ثقته بذاته، أما النظرة السلبية للأمور فلن تزيد المرء سوى تعاسة وإحباط.
4. على الآباء حث أبنائهم على الاجتهاد والمثابرة في سبيل الوصول إلى الأهداف التي ينشدونها، فإذا أراد الشاب على سبيل المثال النجاح في الثانوية العامة عليه بالمثابرة على الدراسة وعليه أن يسهر الليالي فمن جد وجد ومن سار على الدرب وصل، وإذا أرادت المراهقة الحصول على القوام الرشيق عليها بتثقيف نفسها صحيا وممارسة التمارين الرياضية والتقيد بالنظام الغذائي المتوازن وهكذا فإننا ونقول إن من جد وجد.
5. على الأهل متابعة أبنائهم اجتماعيا وحثهم على الاختلاط بالمجتمع بشكل متوازن وعدم الانعزال والنأي بالنفس عن الآخرين، فالحياة الاجتماعية من شأنها أن تصقل خبرات الشاب وتعلمه الكثير وتزيد من ثقته بنفسه، ولا بأس إن واجه الشاب بعض الصعوبات أثناء التعامل مع الزملاء أو الأصدقاء، فهو يعلم أنَ هنالك عائلة متماسكة تدعمه وتقف خلفه.
6. على الأهل مكافأة أبنائهم عند قيامهم بإنجاز ما، فلا مانع مثلا من القيام برحلة أو الخروج مع بعض الأصدقاء بعد انتهاء فترة الامتحانات، التي يفترض أن الشاب قد بذل الجهد المطلوب فيها.
نصائح للتخلص من القلق
يتمتع المراهق عادة بشخصية حساسة جدا، فهو يشعر بتأنيب الضمير على المواقف التي قد يخطأ التصرف فيها!! وهو قد يشعر بالندم على أمور بسيطة قد تكون غير ذات بال!! والمراهق قد تراوده في كثير من الأحيان فكرة معاقبة الذات والقلق الشديد من نتائج أعمال قام بها في أوقات سابقة!!
الحقيقة أن القلق حالة طبيعية تصيب جميع الناس من شتى الأعمار والطبقات والفئات، ولكن الخطر يكمن عندما تسيطر حالة القلق على الإنسان وخصوصا المراهق فتصبح عائقاً أمام العديد من الناس وخاصة الشباب منهم عن تحقيق طموحاتهم وأهدافهم. وحتى تستطيع أيها الأب مساعدة ابنك على التخلص من حالة القلق التي تنتابه ننصحك بالتقرب منه ونصحه بما يلي:
• عدم تحميل النفس فوق طاقتها والرضا بقسمة الله تعالى.
• إدراك أن الحزن أو معاقبة النفس أو جلد الذات، لن يغير شيئا من الماضي.
• أخذ الدروس والعبر من الأخطاء السابقة والاستفادة منها في المستقبل، فهذا كل ما يمكن أن تأخذه من الماضي.
• عدم النظر للخلف، وعدم التفكير فيما مضى والنظر إلى المستقبل نظرة تفاؤلية ملؤها الثقة بالنفس والعزم على تحقيق الأهداف والطموحات.
• عدم الاكتراث بصغائر الأمور والتركيز على الأمور المستقبلية العظيمة.
• وزن الأمور بعقلانية وإعطاؤها حق قدرها، بحيث لا ينقص الإنسان من قدر الأمور الكبيرة ولا يضخم توافه الأمور.
• المثابرة على العمل بجد ونشاط في سبيل تحقيق الأهداف والطموحات من غير كلل ولا ملل وعدم الاستسلام للأفكار السوداوية التي من شأنها أن تثبط العزيمة والعزم.
• ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل التي من شأنها أن تقلل من معدلات القلق والتوتر عند الإنسان.
• العمل على معالجة المشاكل أولا بأول وعدم تركها تتراكم فيصبح من الصعب حلها.