عودة داعش وأخواتها

ترجح التقديرات العسكرية والأمنية عودة مرتقبة تنبئ بظهور جديد لتنظيم داعش في المنطقة بعد الحملة العسكرية والأمنية للتحالف الدولي لمحاربة الارهاب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية التي نفذتها قوات التحالف على تنظيم داعش منذ العام 2014 ولغاية العام 2018 حيث أعلنت قوات التحالف هزيمة داعش، تلاها قرارات أميركية من الرئيس ترامب بسحب جزء كبير من الجيش الاميركي المشارك بالعمليات والإبقاء فقط على بعض التواجد لدعم قوات التحالف خاصة القوات الكردية في شمال شرق سورية.اضافة اعلان
التقديرات والتقيمات العسكرية والأمنية أكدت منذ العام 2018 ان نتائج العمليات العسكرية لم تحقق نصرا حاسما بالقضاء على التنظيم بل أكدت بأنها أضعفت التنظيم، ومكنت الحكومات المركزية في العراق وسورية من استعادة السيطرة جغرافيا على حوالي 95 % من الاراضي التي كانت تخضع لتنظيم دولة داعش.
وفي ظل هذه النتائج للحملة العسكرية برزت عدة مستجدات تتعلق بالتنظيم أهمها ان الانتصار العسكري الذي تحقق كان بإنهاء السيطرة الجغرافية للتنظيم على مساحات كبيرة من أراضي كل من العراق وسورية ولكن فكر وايديولوجية التنظيم العابرة للحدود وعقيدته القتالية لم تهزم لا بل توسعت بالانتشار بالرغم من الجهود الرسمية في العديد من الدول المعنية لمكافحة التطرف الفكري الذي تنبثق عنه هذه التنظيمات، ومن نتائج الحملة العسكرية ايضا لجوء حوالي عشرة آلاف من عناصر التنظيم إلى المناطق النائية على الحدود العراقية السورية من اصل 35 ألفا من عناصر التنظيم حسب التقديرات الدولية عند بداية العمليات العسكرية بقيادة التحالف العام 2014 ثم اعادة انتشار لأعداد اخرى من العناصر وانتقالهم إلى دول اخرى أكثر أمنا إلى شمال افريقيا خاصة نيجيريا التي ينشط فيها تنظيم بوكو حرام الذي بايع داعش ويعتبر احد فروعه النشطة في افريقيا. وكذلك إلى اليمن وأفغانستان وأيضا إلى سيناء المصرية التي تشهد نشاطاً قويا متمردا على الحكومة المركزية في القاهرة، اضافة إلى عودة بعض من عناصر التنظيم إلى موطنهم بطرق سرية او علنية، ومن ابرز المستجدات ايضا عودة تنظيم القاعدة إلى واجهة الأحداث في محاولة من قيادات القاعدة للاحلال مكان داعش وخطف الاضواء منه في رسالة الجهاد العالمي الذي يشكل أيديولوجية هذه التنظيمات بمختلف مسمياتها، وبمختلف المصالح الدولية الداعمة لها ولإبقائها على الوجود لأسباب لا يتسع لها هذ المقال.
من اهم المستجدات ايضا بأن التنظيم تبنى الاعتماد في تنفيذ عملياته على أسلوب تحريك خلايا نائمة له او أسلوب الذئاب المنفردة، وهي عمليات يرتبط ويؤمن منفذوها بفكر التنظيم دون ان يكون لهم ارتباط تنظيمي مباشر مع قيادته المركزية، ومن المستجدات المتوقعة ايضا ظهور مجموعات جديدة متفرعة عن هذه التنظيمات واخواتها وبمسميات جهادية اخرى وخاصة بعد مقتل اعداد كبيرة من قيادات هذه التنظيمات وبروز قيادات اخرى اكثر تشددا وتطرفا بهدف خطف الاضواء ممن سبقوهم من قادتهم.
كل هذه التقييمات والتقديرات تؤشر وترجح ان المنطقة والعالم سيكونان امام حالة مستجدة من موجات التنظيمات المتطرفة والإرهاب تحت غطاء مصطلح الجهاد العالمي water، وذلك في ظل بقاء نفس الأسباب والمبررات التي تحرك بذرة التطرف والإرهاب لدى الاعداد المتزايدة من الأجيال الحالية والقادمة.