عودة رياضية منتظرة

الرياضة الأردنية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص، تمني النفس بعودة تدريجية للحياة الطبيعية في مختلف محافظات المملكة، وما صدر مؤخرا من قرارات وتلميحات تبشر بعودة قطاعات أخرى للعمل، ستسمح للرياضة بالتنفس مجددا والخروج من "غرفة العناية المركزة" قبل أن تصبح "جثة هامدة".اضافة اعلان
قبل عطلة عيد الفطر السعيد، جرى حديث بشأن عودة "مياه" الرياضة إلى "مجاريها" بداية الشهر المقبل، في ظل إيجابية الوضع الصحي في الأردن ومحاصرة بؤر فيروس كورونا، التي كانت بسبب اختلاط بعض المواطنين مع قادمين من الخارج، بدلالة ما يصدر عن الحكومة من إيضاحات.
كما أن العالم حولنا أصبح يبشر بالخير أيضا.. ثمة دول مجاورة رفعت كليا او جزئيا القيود المفروضة على حركة المواطنين، وأوروبا التي كانت تعد المتضرر الأكبر من جائحة كورونا وبؤرة كبيرة للمرض، بدأت هي الأخرى خطوات ملموسة لاستعادة الحياة الطبيعية ومنها النشاطات الرياضية، في ظل إجراءات صحية صارمة، قائمة على عدم حضور الجماهير للمباريات وتجنب بعض العادات التاريخية في المنافسات الرياضية، واخضاع العاملين في المنظومة الرياضية لاختبارات طبية للتأكد من خلوهم من الفيروس.
ثمة نشاط كبير يجري في مختلف دول العالم ومنها الأردن، حيث يتواصل الحراك "عن بعد" من خلال اجتماعات تنسيقية بين الاتحادات الرياضية والأندية واللاعبين والمدربين.. باختصار فإن الجميع بات يشعر بالخوف على مصدر رزقه، وبات قلقا من حالة الملل نتيجة توقف النشاطات الرياضية منذ منتصف شهر آذار (مارس) الماضي.
الحالة الرياضية الأردنية الراهنة لا تخفى على أحد، و"القشة" التي كانت تتغطى بها المنظومة الرياضية طارت بفعل "رياح" البطالة، والضائقة المالية "كشفت المستور" وأكدت أن الأندية "كبيرها وصغيرها" باتت مهددة بالضياع والدمار والافلاس والمعاناة من كثرة الشكاوى المرفوعة عليها لدى الاتحاد الدولي.
وإذا كانت كرة القدم الأوروبية قد استيقظت من حالة السكون والسبات الاضطرارية التي فرضتها "جائحة كورونا"، فإن الرياضة الأردنية تتطلع هي الأخرى للتخلص من تبعات هذا الوباء وما يمكن أن يحدث من خسائر اقتصادية متتالية.
يعلم الجميع أن ما بعد "كورونا" لن يكون مماثلا لما كان قبلها، ولا بد من اتخاذ خطوات ضرورية وحذرة في ذات الوقت تنهي الحالة الراهنة التي باتت تصيب الناس بالخوف والقلق على مستقبلهم، كما أن العزيمة القوية والارادة الصلبة ستمكن الجميع من تدارك الانهيار والخسائر وإعادة البناء بشكل متدرج يكفل تحقيق الأهداف المطلوبة.