عودة وسط محاذير قوية

في الوقت الذي تستأنف فيه منافسات الدوري الألماني لكرة القدم، وسط تحذيرات حكومية وطبية صارمة، وخلف أبواب مغلقة من دون حضور جماهيري، اليوم السبت، كأول بطولة كرة قدم كبرى في أوروبا والعالم تفعل ذلك، بعد أن فرضت جائحة "كوفيد-19" تعليقا شبه كامل لمختلف الأحداث الرياضية منذ أكثر من شهرين، يحذر الطبيب الرياضي الألماني فيلهلم بلوخ، لاعبي كرة القدم في بلاده من مخاطر الإصابة بتلف في الرئة "لا يمكن تداركه"، ما قد ينهي حياتهم المهنية، بسبب فيروس كورونا المستجد.اضافة اعلان
وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية، لفت بلوخ إلى أن المخاطر لدى الرياضيين المحترفين منخفضة، بسبب البناء الجسدي والجهاز المناعي ونظام القلب والأوعية الدموية. "مع ذلك، نحن لا نعرف في هذا الوقت ما إذا كانت العدوى الطفيفة، أو حتى الأعراض الخفيفة، لا تسبب ضررا، مثل خدوش طفيفة في الرئتين بعد تعرضها للالتهاب".
مما شك فيه أن اللاعبين المحترفين والهواة، يتلهفون كثيرا لاستعادة "حياتهم" بشكل طبيعي، بعد أن فرض عليهم "كوفيد 19" قيودا شديدة غير مسبوقة، وحالة من السكون أصابتهم بالملل ومن ثم القلق من تضررهم اقتصاديا، في ظل حالة الانهيار الاقتصادي التي بدأت تسود في العالم، وتنذر بكوارث لا يمكن تجاهلها او تحمد عقباها، وفي ظل ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية من تقارير، بأن العالم يجب أن يتكيف مع هذه الجائحة التي لا علاج أو مطعوم لها معتمد رسميا في الوقت الحالي، فإن الرياضيين ومنهم لاعبي كرة القدم يسعون للتأقلم مع الواقع الجديد، الذي يفرض عليهم تغييرا في قواعد اللعب والسلوك والعادات، التي كانت جزءا من اللعبة وأصبحت اليوم من الماضي.
إنها تحديات جسيمة يخوضها اللاعبون والمدربون في الملاعب، مع "خصم" غير معروف لا يصيب شباك المرمى كما هو معتاد في المباريات، بل ينال من صحة اللاعب وربما حياته أيضا، اذا ما صدقت توقعات الطبيب الألماني فيلهلم بلوخ وغيره من الأطباء القلقين من عودة الحياة إلى عهدها السابق لاسيما التجمعات الكبيرة، رغم أن القضاء على المرض لم يتم بعد.
كما أنها الحياة المعيشية التي يسعى اللاعبون لعدم فقدانها، رغم أن الجميع يدرك احتمالية حدوث "ثورة" فيما يتعلق برواتب ومكافآت اللاعبين وحجم عقودهم وصفقات انتقالهم، بحيث تصبح تلك المبالغ الكبيرة والصفقات الخيالية من الماضي.
يبقى الجمهور الذي لن يكون في مقدوره الذهاب إلى الملاعب، لكن "شاشة التلفزيون" ستكون حلا وحيدا لبقائه على مقربة من كرة القدم وفرقها ونجومها، على قاعدة "الريحة ولا العدم"، حتى وان غاب الحماس والضجيج عن أجواء المنافسات، التي تسعى للوصول إلى نقطة النهاية بأقل الخسائر البشرية والمادية.