عيادات الاختصاص بمستشفى الكرك: الدوام يومان أسبوعيا

هشال العضايلة

الكرك- لم تنه عملية افتتاح عيادات اختصاص في مستشفى الكرك الحكومي معاناة أبناء محافظة الكرك، من انعدام تغطية مراجعة المرضى، لانها تعمل ضمن برنامج يفتقر للاستمرارية، إذ إن اقصى فترة لعملها يتراوح بين يوم ويومين طيلة الأسبوع، إلى جانب نقص كوادرها الطبية.

اضافة اعلان


أهال ومرضى في المحافظة، لفتوا إلى أن معاناتهم السابقة جراء غياب وجود هذه العيادات المتخصصة في المستشفى، ما تزال ماثلة، برغم حل جزء من مشاكلهم، لكن عمل عيادة متخصصة ليوم مثلا، ولساعات محدودة، لن يحقق ما كانوا يتطلعون اليه من أن تتوقف معاناتهم في مراجعة عيادات اختصاص خارج المحافظة للعلاج.


ولفتوا إلى أن هذه العيادات التي تعمل في نطاق زمني محدود وضيق، تفتقر أيضا للتغطية الطبية الكاملة، وذلك لنقص أطباء الاختصاص والكادر الطبي لكل عيادة، والمدة غير الكافية التي يقضيها طبيب واحد غالبا في العيادة، للكشف على المراجعين الذين يأتون من أرجاء المحافظة كافة.


وهنا يشير بعضهم، إلى أن عمل عيادة ليوم أو ليومين، في ظل وجود أعداد كبيرة من المرضى، يجعل الحاجة لعيادات تستمر في عملها طوال الأسبوع، أمرا ملحا، بل وضروريا، للتخفيف على المرضى وذويهم، بخاصة الأطفال وكبار السن منهم، وأصحاب الأمراض الصعبة.


وأشاروا إلى أن بعض المرضى، يحتاجون إلى مراجعات مستمرة، لكن برامج عمل العيادات المفتتحة حديثا في المستشفى، لا تتيح لهم ذلك، ما يضطرهم لمراجعة العيادات الحكومية في العاصمة، أو عيادات القطاع الخاص، وبالتالي فإن ذلك يرهقهم ماديا ومعنويا وبدنيا.


وتعاني المحافظة تزايدا في أعداد المرضى بحكم التزايد السكاني، والنقص الحاد في أطباء الاختصاص، وبعد المسافات بين ألوية المحافظة وموقع عيادات المستشفى، إلى جانب المواعيد المتباعدة التي تمنحها العيادات لمراجعات المرضى.


واستبشر أهال في الكرك العام الماضي، بافتتاح عيادات اختصاص لم تكن موجودة أساسا في المستشفى، وهي: عيادات القلب والقسطرة والباطنية والكلى والدماغ والأعصاب والحروق والسكري والغدد الصماء، كما جرى زيادة عدد أجهزة غسيل الكلى، لكنهم بعد أن وجدوا بان برنامج عملها لا يتعدى اليومين أسبوعيا في أكثر الأحوال، خابت آمالهم.


وطالبوا في هذا النطاق، بأخذ حاجتهم لأن يكون عمل هذه العيادات طوال الأسبوع وتزويدها بالكوادر الطبية كبقية المحافظات، بالاعتبار وانها أمر ضروري جدا، داعين أولا إلى رفع عدد أيام عمل عيادات مثل عيادة السكري، وسكري الأطفال، بخاصة وان نسبة المصابين بهذا المرض في المحافظة كبيرة، ليمتد عملهما على مدار أيام الأسبوع، بدلا من يومين فقط.


ولفتوا إلى تعرضهم للإرهاق والمعاناة، جراء اقتصار عمل العيادة على يومين فقط، فأطفال السكري يحتاجون الى عناية حثيثة، وما يحدث حاليا، ان مثل هذه العناية غير متوافرة، فطبيب واحد يعمل خلال اليومين في معالجة أطفال السكري، لن يجعله يغطي مراجعيه كافة، ما يضطر أهالي بعضهم للبحث عن بدائل، فيتنقلون لمتابعة حالات أطفالهم في عيادات خارج المحافظة، وبخاصة في العاصمة.


احمد الصرايرة من سكان بلدة مؤتة، ووالد طفل مريض بالسكري، قال إن أسرته أرهقت جراء إصابة طفلهم بالسكري، لاضطرارهم للسفر إلى عمان كل أسبوعين لمراجعة المركز الوطني للسكري، مشيرا إلى أن وجود عيادة للسكري في الكرك، خفف قليلا عليهم، لكن عملها غير مستمر، وتحتاج لكادر طبي متخصص.


كما طالبت ام ايمن من سكان ضاحية المرج في الكرك، بان يمتد عمل عيادة الأعصاب والدماغ التي تعمل اربع ساعات في الأسبوع فقط، مشيرة إلى الحاجة لاكتمال كادر هذه العيادة.

عامل في المستشفى، أكد الحاجة لتوفير أطباء وعيادات اختصاص دائمين، بخاصة في المساء، فقسم الطوارئ الذي يستقبل غالبية مصابي حوادث السير على الطريق الصحراوي، يعاني من غياب أطباء الأعصاب والأوردة والشرايين والدماغ، مع ان غالبية إصابات الحوادث على الطريق تكون في نطاق هذه الأمور، ما يعرض المرضى لخطورة فقدان العناية من أطباء اختصاص بها.


من جهته، أكد مدير المستشفى الدكتور معتز القرالة، ان المستشفى عمل في الفترة الماضية وضمن مراحل التوسعة التي اجريت لمرافقه، على توفير وحدات للحروق والكلى وغسيل الكلى، والسكري والغدد الصماء، وأن يكون عملها ليومين في الأسبوع وبكادر طبي مختص.


وبين انه جرى افتتاح عيادات للأعصاب والدماغ ووحدة للقلب والقسطرة التي عملياتها في المستشفى، وفي نطاق أحدث الأجهزة الطبية.


ولفت إلى أن هذه العيادات وفرت كثيرا من الجهد والوقت والمال على المواطنين الذين كانوا يضطرون للسفر إلى عمان، للحصول على الرعاية الطبية من تلك الأمراض.