غابتا "دبين" و"الأرز" ومحمية الغزلان وجهة الباحثين عن الطبيعة والجمال

غابتا "دبين" و"الأرز" ومحمية الغزلان وجهة الباحثين عن الطبيعة والجمال
غابتا "دبين" و"الأرز" ومحمية الغزلان وجهة الباحثين عن الطبيعة والجمال

جرش- الغد ـ ما أن تعلن ساعات الصباح الأولى عن انطلاق نهار يوم جديد، حتى تبدأ الالاف من الأفواج السياحية المحلية والأجنبية بالتوافد على غابات دبين ومحمية الغزلان وغابة الأرز في محافظة جرش، للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تحرص المكان وتمده بالإبهار.

اضافة اعلان

المتعة التي يجنيها زائر المناطق الجرشية هذه، لما تفرضه من أجواء تفيض بعناصر الجمال الأخاذة ومن اعتدال في درجات الحرارة، يرافقه توفر الخدمات العامة المختلفة.

معتصم جبران اختار أن يقضي وأسرته يوم العطلة تحت ظلال أشجار غابات دبين، فحزم امتعته باكرا ليستغل كل ساعة هنالك، ليختم نزهته عند مغيب الشمس بزيارة مدينة جرش الأثرية ليتأمل عظمة ما أنجزه الرومان.

جبران الذي يقطن العاصمة عمان، يؤكد أن "إزدحام العاصمة وضوضاءها وارتفاع درجات الحرارة يدفع به وأسرته لقضاء أيام الجمعة والعطل الرسمية في المناطق الجبلية الباردة"، معتبرا أن أفضل هذه المناطق محافظة جرش التي تتمتع بـ"نكهة سياحية خاصة" لتوفر عيون المياه والغابات الطبيعية فيها".

ويرى أن غابات دبين الكبيرة والمتشابكة، تتيح للفرد فرصة التأمل وإخراج ما في نفسه من ضغوطات جمة تولدها الظروف العملية والأسرية ومتطلبات الحياة الصعبة، منوها إلى أنها "آمنة وتتوفر فيها أماكن مناسبة للعب الأطفال وممارسة هواياتهم المتعددة".

في حين يرى أبو رأفت أن "منطقة دبين بحاجة للمزيد من الخدمات والمرافق العامة، لا سيما وأنها تعج بالسياح على مدار الأسبوع"، رائيا أنها بحاجة إلى ساحات لوقوف السيارات وملاعب للأطفال ومقاعد ومظلات وإستراحات توفر الوجبات السريعة والأطعمة للزوار في منطقة تبعد ما يقارب 15 كم عن مركز المدينة جرش.

إلى جانب العائلات الأردنية والسياح الأجانب الذي يؤمون مناطق جرش المختلفة، هنالك الالاف من طلبة المدارس الذين يزورونها خلال الرحلات المدرسية، وتحديدا محمية الغزلان وغابة الأرز.

وتعد محمية الغزلان وغابة الأرز مناطق جاذبة للسياح والزوار، وتبعد المحمية عن غابات دبين 2 كم، وتقع بجوارها غابة لأشجار الأرز، وفق رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة جرش المهندس عاطف زريقات.

وبين أن الالاف من السياح يقومون بزيارة غابات دبين ومحمية دبين للغزلان وغابة الأرز أيام الجمع والعطل الرسمية، عدا عن طلبة المدارس والأفواج السياحية من الدول العربية والأجنبية.

وأوضح أن "الزوار يستطيعون مشاهدة الغزلان من خلف أسيجة تضمن حمايتها من العبث، وتوفر كذلك للزائر فرصة الاستمتاع بمناظرها وإطعامها، إلى جانب توفر مواقف للسيارات بالقرب منها ".

ومن أهم العوامل التي تجذب السياح للمنطقة، وفق زريقات، توفر الخدمات العامة أهمها؛ شبكة طرق جاهزة وواسعة وآمنة ضمن المواصفات والمقاييس المطلوبة، وتوفر المرافق الصحية، والغطاء النباتي من الأشجار الحرجية والتي تمتد على مساحة تزيد عن 60 ألف دونم، والعناية المستمرة بها لتظهر بشكل جميل وجاذب.

وأضاف أن قرب المسافة بين غابات دبين ومحمية دبين للغزلان وغابة الأرز، اللتين تقعان بموقع مرتفع يطل على عمان وجبال محافظة البلقاء والأغوار والزرقاء وعجلون، عوامل أخرى جذبت الزوار إلى هذه المناطق.

ويذهب زريقات إلى أن اعتدال درجات الحرارة في فصل الصيف وتوافر المواقع الأثرية في محافظة جرش، يساهم في زيادة عدد السياح بنسبة تزيد عن 50 % عن باقي مناطق المملكة.

وتقوم مديرية الزراعة، بحسب زريقات، بالتعاون مع بلدية برما وبلدية المعراض والجمعية الملكية لحماية الطبيعة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الزراعة بتنظيف المنطقة ووضع اللوحات الإرشادية التي تحدد إتجاهات الطرق للزوار، واللوحات التحذيرية التي تمنع إشعال النيران لغايات إعداد الطعام إلا في أماكن محددة.

وتتواجد كل يوم جمعة في المنطقة فرق من الدفاع المدني والشرطة السياحية وعمال الحراج والطوافين، إلى جانب توفر أبراج لمراقبة حدوث الحرائق وتحديد موقعها والسيطرة عليها إن وقعت في أسرع وقت.

وتقع غابات دبين في الجزء الغربي من محافظة جرش ضمن مناطق بلدية برما، وتعتبر من أكبر الغابات في محافظة جرش وعلى مستوى المملكة، وهي آخر الامتداد الطبيعي لغابات الصنوبر الحلبي في شمال الكرة الأرضية من هذا العالم.

وتم في هذه الغابة رصد ودراسة ما يزيد على 263 نوعا من النباتات البرية من فصيلة العشبيات، وحتى مختلف أنواع الأشجار البرية والحرجية المتنوعة، إلى جانب رصد نبات الاوركيدا النادر، بالإضافة لأنواع الأشجار المعمرة والتاريخية التي تتجاوز أعمارها مئات الأعوام.

وفي غابة دبين كذلك تم رصد أكثر من 60 نوعا من الحيوانات البرية المختلفة الأنواع من الزواحف والفقاريات والطيور، وكذلك عشرات الأنواع من اللافقاريات والفراش.

ويتراوح طول الأشجار المعمرة فيها مابين 5 - 20 مترا، وتحتضن الغابة طبقة الشجيرات التي تعيش تحت هذه الاشجار الكبيرة وطبقة العشبيات المتنوعة، ومن أنواع الاشجار التي تضمها أشجار اللزاب والصنوبريات والسنديان والملول والبطم والخروب والقيقب والزعرور.