غانتس الجديد يسمونه آيزنكوت

هآرتس تسفي برئيل 9/12/2020 حكومة خبراء، حلم اليائسين والمقموعين والمحبطين، هي الآن توجد في اسرائيل. معظم الوزراء هم خبراء، ربما ليس في مجال مسؤوليتهم، لكن في الخداع والتحايل وسرقة الاصوات لا يوجد مهنيين اكثر منهم. هؤلاء الخبراء اسرائيل بحاجة الى المزيد منهم، عندما في كل وزارة حكومية يتجول عشرات الاشخاص المهنيين الممتازين مع الكثير من الخبرة والذين لا يسمع أحد صوتهم. أي عبقري طبي يمكنه ادارة وزارة الصحة اذا كان حوالي ثلث السكان يستخفون بالتعليمات، ويجرون حفلات الزفاف العامة ويغرقون المجمعات التجارية أو يجرون الجنازات للحاخامات بمشاركة آلاف الاشخاص. ومن هو الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد الذي سينجح في ادارة اقتصاد اسرائيل بدون ميزانية. ومن هو الذي سيجلس الى جانبنا عندما لا يكون هذا الخبير يشبه آفي سمحون، رئيس المجلس القومي للاقتصاد، الذي يمكن العثور على ثمار نجاحه في آلاف اللافتات لبيع وتأجير المصالح التجارية المنهارة. وبالاساس من أين سيأتي هذا الشخص المنافق الذي سيوافق ويستطيع أن يقود هذه الفرقة الموسيقية المهنية، ولا يهرب خلال بضع ساعات من وابل الانتقادات والشتائم التي ستنهار عليه من جميع السياسيين الذين "تنازلوا" عن كراسيهم من اجله. حلم الخبراء غير المشوبين بالسياسة لا يمكن أن يتحقق في اسرائيل، التي فيها كل طفل في الروضة يشرب السياسة مع كيس الشوكو الذي يشربه. ولأنه لا فائدة من حكومة خبراء في دولة اسرائيل، هم يبحثون عن علاج لدى السحرة والمشعوذين ومن يقرأون الفنجان. النجم الجديد في هذا المجال هو رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت. الاحتفال حوله بدأ، معظم الاستطلاعات تتنبأ له ببضعة مقاعد. وتنبؤات اخرى تضعه كبديل "يحبه الجمهور" لأنه جنرال. وفي قسم المسوحات يعتقدون أنه يمثل الوسط بدقة، لا اليمين ولا اليسار. وفي محطة الركوب التي تمر فيها سيارات بوغي يعلون، حملوه في سيارتهم على اعتبار أنه رقم 2 حتى قبل أن يقرر المكان الذي ينوي الذهاب اليه. من الجدير أن نتذكر للحظة الصمت الطويل لبني غانتس قبل دخوله الى الحملة الانتخابية وحتى بعدها. غانتس حول الصمت الى استراتيجية تسويق، مناطق؟ حقوق انسان؟ ديمقراطية؟ خلال اسابيع كثيرة كان من الصعب أن تسحب منه تصريح واضح وقاطع وملزم. وقد استخفوا بصمته وسموه بالمرشح الأخرس الى أن فتح فمه أخيرا واخرج بعض الجواهر التي تذيب القلب. هو لن ينضم لحكومة نتنياهو، هو سيعمل على تعديل قانون القومية، وسيحافظ على لسان نظيف وسيدافع عن مؤسسات القضاء. لقد تعهد والنتيجة معروفة. ولا توجد أي فائدة من رش المزيد من الملح على الجرح النازف الذي تركه غانتس في روح نحو مليون ومائة ألف من ناخبيه. الآن يعرضون علينا "عودة المحارب" – رئيس اركان سابق آخر يمكنه أن يهزم التنين. صحيح أن حقيقة أن رؤساء الاركان فشلوا في السياسة لا تجعلهم غير صالحين لحضور حفل زفاف، لكن الخبرة المتراكمة جعلتهم مجموعة مليئة بالوعود بدون غطاء. ومثل غانتس ايضا آيزنكوت يصمت، مما يثير شكا جديا بأننا نواجه نسخة اخرى من النتاج العسكري السياسي. ما هو موقفه من قانون القومية؟ ومن المحكمة العليا؟ ومن حقوق العرب؟ ومن عدالة التوزيع أو من الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين؟ ما الذي تعرفه عنه جميع الاستطلاعات التي اعطت حزب برئاسته 6 – 7 مقاعد، ولا يعرفه باقي الجمهور؟ المشكلة أخطر من ذلك، حيث إنه حتى اذا بدأ آيزنكوت يحدثنا عن مواقفه، وحتى اذا كانت اقواله مثل الزيت في عظامنا، فعلى الفور سنتذكر غانتس واشكنازي ويعلون، الذين بأيديهم حطموا الثقة بالمسرحين من الجيش الاسرائيلي. الجمهور دفع ثمنا باهظا للبطولات العسكرية التي دخلت الى السياسة ولم يحصل على مقابل. من يريد حكومة يمكنها العمل، ولا يترأسها نتنياهو، غير مسموح له بأن يرتكب مرة اخرى هذا الخطأ. ساحر واحد لا يمكنه اقامة عرض كامل وحده، ورئيس اركان سابق مهما كان موهوبا، لا يمكنه أن يفوز بمفرده.اضافة اعلان