غانتس يمتلك نظرية خطيرة لحل "مشكلة غزة"

هآرتس بقلم: أسرة التحرير 9/8/2019 رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس يمتلك نظرية مرتبة وخطيرة لحل "مشكلة غزة": "في المرة القادمة التي سيحصل فيها شيء ما هنا – سنكون على يقين من أنها ستكون الجولة الاخيرة. نحن لا نقبل التسوية وانما سنقود الأمور نحو هزيمة حماس عسكريا. وان تطلب الأمر سنعمل على إجتثاث قادة حماس"، غانتس بسط في هذا الأسبوع استراتيجيته الأمنية على مرآى من الصحفيين. وزاد على ذلك رفاقه موشيه يعلون وغادي اشكنازي اللذان أطلقا هما الآخران وجبة تهديدات من جعبتهما. يعلون يعد بان حماس ستضطر الى دفع الثمن الكامل عن كل اعتداء – من البالونات حتى الطائرات وبالتأكيد الصواريخ "هذا ما سنسعى اليه". اشكنازي وسع وفصل من طرفه: "سنهزم حكم حماس وسنضرب قياداته، مخازنه ونشطاءه. جيش الدفاع يعرف كيف يفعل ذلك ونحن سنعرف كيف نعطي الاوامر". هذه كلمات جوفاء تفتقد للمسؤولية وليس بمقدورها ان تقنع الجمهور. لم يتمكن اي واحد من قادة الاركان الثلاثة السابقين خلال فترة خدمتهم من تحقيق الهدوء المطلق. كما أن عملية الجرف الصامد التي يذكرها غانتس كنقطة انعطافية في تحقيق الهدوء في القطاع لم تحقق السحر المنشود. بعض العمليات التي نفذت خلال هذه الحملة (يوم الجمعة الاسود) وصفت بانها جرائم حرب على لسان "امنستي" وتلقت إسرائيل انتقادات صعبة عن قتلها المدنيين وانهار الهدوء النسبي بضجيج عال في غضون ثلاث سنوات. الجيش بالتحديد هو الذي كان خلال كل فترات الصدام يوضح بانه لا يوجد حل عسكري في غزة. سكان غلاف غزة ادركوا منذ زمن بان كل عملية عسكرية في غزة تصيبهم قبل غيرهم. وتمس بجودة حياتهم وامنهم الشخصي. الاغتيالات الممركزة لقادة حماس في السابق ادت الى ولادة قيادة جديدة اكثر شراسة، والحصار غير الانساني لم يتسبب بحدوث عصيان مدني ضد قيادة حماس كما املت اسرائيل. العكس هو الصحيح. هذا الحصار أدى إلى نشوء اناس يائسين مستعدين للموت على جدران الجيتو الذي سجنوا في داخله حتى يدفعوا إسرائيل والعالم الى اطلاق سراحهم. ليس هناك سبب يدعو الجمهور الإسرائيلي لتصديق عبارات قادة الاركان الثلاثة المضخمة، أو الاعتماد عليها. هذا الجمهور ينتظر من حزب أزرق أبيض اقتراح بديل سياسي قابل للبقاء وطويل المدى بدلا من مباريات انزال الايدي العنيفة التي تخوضها اسرائيل في مواجهة حماس. قضية غزة ليست شعارا انتخابيا، وانما هي تهديد أمني ينتظر حلا سياسيا.اضافة اعلان