"غسيل دماغ": معرض شبابي يعكس وجهات النظر حول واقع الحياة (فيديو)

جانب من المجسمات التي حملها المعرض - (من المصدر)
جانب من المجسمات التي حملها المعرض - (من المصدر)

منى أبو صبح

عمان- في تجربة فريدة من نوعها، قدم خمسة عشر فنانا أردنيا 29 عملا فنيا مبتكرا بمعرض جماعي حمل عنوان "غسيل دماغ".

اضافة اعلان

المعرض، الذي افتتح مؤخرا في غاليري رؤى 32 للفنون- عمان، يعد الأول من نوعه؛ إذ يحتضن مجسمات تظهر أسلوبا جديدا ومبتكرا، ويحمل تجربة فريدة بالفن، تتجسد باستخدام مجسم (علبة غسيل)، نفذته مجموعة من الفنانين، بهدف تعزيز وإبراز وتطوير المشهد الفني في الأردن.
"غسيل دماغ"، معرض يعكس مدى تعرض الشباب وبشكل مستمر لغسيل الدماغ في نواحي الحياة كافة، من خلال أعمال تحمل الطابع الكوميدي أو الجاد، لتعكس وجهات نظرهم تجاه الواقع الذي يعيشونه.
في معرض "غسيل دماغ"، تلتصق التجربة البصرية مع التجربة الذهنية بطريقة أخاذة، حتى وكأنهما تنبعثان من مكان واحد، الواحدة مرآة للأخرى، تعكسها وتضيف إليها ما ينقص أو يزيد من المعاني والتكهنات، فهي مجسمات (علبة غسيل الصابون) تمثل وقائع حسية معاشة، قد تكون جزءا من حكاية فلكلورية شيقة وطريفة، فعند التأمل في أي عمل قدمه أحد الفنانين يقف المشاهد أمام كم هائل من الأفكار والمعاني.
وتتعلق فكرة "غسيل دماغ" بالذاكرة وبخزانة المرئيات والمشاعر والأفكار، فغسيل الدماغ يعني بطريقة أو بأخرى محو طبقات من التفكير والوعي والتجربة الحسية، والذهاب بحياة بأكملها إلى العدم.
في هذه الأعمال، نرى الفنانين يزيحون المجسم عن إطاره التعبيري لينساب بها مع فكرة قد تتجاوزها بصريا، غير أنها تظل ملتصقة بها من جهة المعنى.
ونفذت الفنانة مريم أبوزيد عملها بأسلوبها الخاص الذي يراوح بين الواقعية والانطباعية، ووجدت أنه ملائم لطريقتها في تنفيذ الأعمال، كما أنها تعتقد أن التقنيات الفنية المعاصرة تكون نتيجة التجربة المستمرة للمواد، فتعطي إلهاما للفنان لتجربة شيء جديد ومختلف، فالأساليب المعاصرة ليست فقط بالمواد المستخدمة لإنتاج العمل الفني بل بفكرة العمل نفسه، كتجربة "غسيل الدماغ" في هذا المعرض.
أما الفنانة غالية البرغوثي، فشحنت عملها بطاقة تعبيرية واضحة، وحملت مناخه بالدفء والحيوية.
وتستمتع عمارين بخلق التفاصيل، وإضافة التعابير، فعملها يمثل حالة من الخيال الممزوج بالذاكرة.
وتنأى الفنانة سارة حتاحت بتوجهاتها التعبيرية عن المماثلة أو المشابهة مع مرئيات الواقع، وتكتفي عبر التكوين واللون بإنتاج معطى بصري يشير إلى المشهد الواقعي بدون أن يحدد معالمه.
وكعادة المصممة فرح حوراني، فهي لم تلتزم بنمط محدد، حيث تعتمد جمالية العمل على الإبداع في ظهور الفكرة التي تخطر ببالها، والتي تتحول في نهاية المطاف إلى واقع، فتظهر أعمالها متعددة الأبعاد.
وتنتج أنامل سارة رشدان معطى بصريا يشير إلى مرجعياتها في الحياة، بدون أن يحدد تفاصيله السردية أو التسجيلية.
أما الفنانون المشاركون في المعرض الذي يستمر حتى الحادي والثلاثين من الشهر الحالي، فهم؛ مريم أبوزيد، غالية البرغوثي، عمر الزعبي، رجائي الكوجا، منى عمارين، سارة أسعد، طارق الخطيب، دينا فاخوري، سارة حتاحت، فرح حوراني، ريم حوراني، سارة رشدان، نور صوالحة، لطفي زايد.

[email protected]