غياب الطرق السليمة بحفظ الأطعمة يضاعف التسمم الغذائي.. وخبراء يحذرون!

figuur-i
figuur-i

منى أبوحمور

عمان- لم تمر حالات التسمم التي جاءت تزامنا مع الموجة الحارة، مرور الكرام؛ وإنما سببت القلق لكثير من العائلات التي بدأت تفكر جيدا بكيفية تجنب ذلك الأمر والمحافظة على معايير السلامة والحصول على وجبات صحية، خصوصا أن حالات التسمم لم تقتصر على المطاعم فحسب، وإنما طالت أيضا الوجبات المنزلية.اضافة اعلان
غياب تطبيق العديد من العائلات لإجراءات الصحة والسلامة العامة في التعامل مع الأغذية، وعدم الدراية الكافية بكيفية تخزين المواد الغذائية وحفظها والتأكد من سلامتها ومدى صلاحيتها للتناول البشري؛ أوقع العديد من الأسر في فخ التسمم.
وكان قد أدخل 5 أشخاص من عائلة واحدة الى مستشفى الأميرة بسمة مساء الثلاثاء، جراء تعرضهم لحالة من التسمم، بعد تناولهم لمنسف بيتي معد سابقا. وفي السياق ذاته؛ قال مدير صحة محافظة اربد الدكتور رياض الشياب في تصريح إن أفراد العائلة تبين بعد الفحص الأولي تعرضهم لتسمم غذائي نتيجة لتناولهم المنسف.
وأوضح الدكتور الشياب انه بعد مراجعة العائلة، تبين أنهم تناولوا"منسفا معدا قبل أيام في المنزل"، وقد يكون مخزنا بطريقة غير صحية، مما عرض العائلة للتسمم، موضحا أن العائلة لا تزال تحت الرقابة الصحية من قبل الجهات المختصة بذلك الأمر.
ارتفاع درجات الحرارة وسوء التخزين وترك الأطعمة لفترات خارج الثلاجة؛ سلوكات خاطئة تقوم بها ربة المنزل، وتعرض خلالها حياة أفراد أسرتها لخطر التسمم الذي قد يصل ببعض الحالات إلى الموت.
اختصاصية التغذية ربى العباسي بدورها تؤكد ضرورة اتباع إرشادات الصحة والسلامة العامة عند التعامل مع الأطعمة والمواد الغذائية، خصوصا في الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة العالية.
وتشير إلى أهمية التعامل بطريقة حذرة مع الدجاج واللحوم التي تتعرض للتلف بسرعة عند التعرض لدرجات الحرارة، بحيث تصبح بيئة جيدة لنمو البكتيريا.
وتلفت العباسي إلى ضرورة عدم الانتظار على الأغذية المطبوخة خارج الثلاجة وإنما تبريدها بشكل سريع من خلال وضعها في حمام مائي بارد ثم تغليفها وحفظها في الثلاجة. ومن الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون تسخين الطعام أكثر من مرة، وبالتالي تصبح المادة الغذائية وسطا مناسبا لنمو البكتيريا، إضافة إلى الصلصات الباردة التي تضاف إلى الطعام، لافتة إلى ضرورة تحضيرها قبل التقديم مباشرة وعدم الانتظار عليها.
وتشدد العباسي على ضرورة الاحتفاظ بالمواد الغذائية السريعة التلف كالحمص، اللبنة، الجبنة، الدهن، وغيرها في البراد مباشرة لأنها تتعرض للتلف بسرعة، وإرجاعها للبراد مباشرة عند الاستخدام مع الحرص على عدم فتحه أكثر من مرة في اليوم لأنه يؤثر على سلامة المواد الغذائية داخله.
وحول التعامل مع الدجاج واللحوم، تلفت العباسي إلى خطورة إخراج المواد المجمدة طوال الليل من التبريد وتنزيله إلى الرف الأول من الثلاجة طوال الليل ثم وضعه في الماء عند الاستخدام، مبينة أن المواد الغذائية التي تحتوي على دهون هي الأكثر عرضة للتلف وهي بيئة جيدة نمو البكتيريا والفطريات عليها.
وتشدد العباسي على ضرورة الانتباه إلى المواد الغذائية، خصوصا في موجات الحر التي تعد بيئة مناسبة لنمو البكتيريا على الأطعمة، وتؤدي إلى التسمم الذي يفضي إلى الموت أحيانا. إلى ذلك فإن العباسي تتوجه إلى ربات الأسر بضرورة تبريد الاكل بعد الانتهاء منه بشكل سريع بوضع حافظة الطعام في حمام مائي وعدم انتظاره إلى أن يبرد وحده حتى لا يتلف.
ويحذر الباحث والخبير في الادارة الصحية، طبيب مجتمع وصحة عامة وبيئة ووبائيات الدكتور عبدالرحمن المعاني، من اللحوم والدجاج التي تعد من الأطعمه العالية الخطورة، وبالتالي يجب التركيز عليها ليس في مستودع التخزين فقط وإنما في البيت أيضا.
ويبين أن بقاء الأكل خارج الثلاجة والحرارة المرتفعة يؤديان إلى نشوء بكتيريا سامة في الجسم، وعلى أولياء الأمور الحرص عند شراء اللحوم على الا تتعرض للحرارة.
ويؤكد المعاني على ضرورة أن يتم التعامل بشكل سريع مع التسممات بمراجعة المستشفى مباشرة لمراقبة المريض وإعطائه مغذيات وإعادة توازن البوتاسيوم والصوديوم لدى المصاب، خصوصا الأطفال.
وتختلف المناعة والجهاز الهضمي من جسم إلى آخر، لذا فإن ظهور أعراض قيء وإسهال وألم في البطن عند مجموعة من الأشخاص قد تناولوا الطعام ذاته، يعد تسمما ولابد من مراجعة المستشفى حتى لا تتضاعف الأعراض.
ويؤكد المعاني ضرورة اتباع طرق الوقاية والسلامة العامة عند شراء اللحوم ابتداء من مراكز البيع حتى حفظها في المنزل. وتعد النظافة الصارمة والتخزين الصحيح والطهي الجيد من القواعد الأساسية للقضاء على الجراثيم الموجودة في الأطعمة، كما أن تبريد الطعام يعمل على تقليل فرص وجود الجراثيم، في حين يتم قتل معظمها بالحرارة لدى عملية الطهي.
وينصح بنقل الأسماك أو اللحوم أو النقانق أو أطباق البيض المطهوة في صندوق تبريد، كما يجب نقل الأطعمة سريعة التلف والسلطة المقطعة والفواكه المقطعة، خاصة البطيخ، لدرجة حرارة باردة.
وفي الصيف يجب ضبط الثلاجة على درجة تتراوح بين 5 و7 درجات، مع مراعاة تغطية الطعام، على أن يتم مسح الثلاجة بماء الخل الساخن بين الحين والآخر. ويجب أيضا إذابة الطعام المجمد في الثلاجة وتفريغه وتغطيته جيدا.
ويلفت إلى أن النظافة في المطبخ هي أهم المعايير للحفاظ على الأطعمة من الجراثيم؛ لذا يحذر الخبراء من تلامس الأطعمة النيئة مع مكونات كالحوض والسكاكين وألواح التقطيع أو الأطباق، وإذا حدث تلامس، فيجب غسلها جيدا. ويجب أن تكون هناك ألواح منفصلة للحوم والفواكه والخضروات النيئة، ويعد غسل اليدين قبل إعداد الطعام وبعده جزءا من هذه العملية أيضا.
وتعمل الحرارة على قتل العديد من الجراثيم، مثلا عند إنضاج اللحم والسمك بالكامل، والتخلص من الأطعمة المصابة بالعفن حتى لو كانت في مواضع قليلة.
وينبغي أيضا غسل الثمار التي تنمو بالقرب من الأرض مثل الخيار والجزر جيدا أو تقشيرها، إذ في كثير من الأحيان تكون الأتربة قد تخللت القشرة (مثل الجزر) بحيث لا يكفي الغسل للتخلص منها، بل يجب تقشير الثمرة.
ويعرف المعاني التسمم الغذائي بأنه حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص بعد تناولهم غذاء غير سليم صحيا، في حين تظهر أعراض التسمم الغذائي على شكل غثيان وقيء وإسهال وتقلصات في المعدة والأمعاء، وتختلف حدة هذه الأعراض باختلاف المسبب وكمية الغذاء الذي تناوله الفرد، وعادة تظهر الأعراض خلال ساعتين إلى 72 ساعة بعد تناول الطعام.
وتحدث الإصابة بالتسمم الغذائي نتيجة عدة عوامل مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، وترك الطعام لفترة طويلة في الغرفة قبل تناوله، وعدم إنضاج الطعام جيدا عند طهوه، وتجميد اللحوم أو إذابة اللحوم المجمدة بطريقة غير صحيحة، والطعام الملوث بالجراثيم والماء الملوث بالميكروبات، وتناول الأطعمة المكشوفة، فضلا عن تناول الخضروات أو الفواكه دون غسلها، وتناول الأطعمة المعلبة الفاسدة، وانتقال الميكروبات للطعام من شخص مصاب بأمراض معدية خاصة الأشخاص العاملين في إعداد الطعام.
إلى ذلك، فإن الأطفال وكبار السن أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالتسمم الغذائي نظرا لضعف الجهاز المناعي لديهم، إضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والإيدز والسرطان.
ويؤكد المعاني ضرورة الوعي بالممارسات الصحية التي تقي من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء لتجنب الإصابة بأمراض التسمم الغذائي التي تتمثل في معرفة الطرق السليمة للتعامل مع الطعام وتخزينه وإعداده بطريقة آمنة.
ويجب عدم ترك الأغذية المطهوة لمدة طويلة في درجة حرارة الغرفة لتقليل تكاثر الميكروبات، وغسل الفاكهة والخضروات جيدا وخاصة الخضروات الورقية التي يجب نقعها في ماء وخل لقتل الجراثيم، وحفظ الطعام بعد طهوه في الثلاجة، وغسل اللحوم والدواجن جيدا أثناء الإعداد، مما يساعد على تقليل عدد الميكروبات حيث تعد لحوم الحيوانات من المصادر الأولية لتلوث أدوات المطبخ.
ويشدد على أهمية الطهو الجيد للأغذية بحيث تتخلل الحرارة جميع أجزاء الطعام حيث يساعد ذلك على قتل الميكروبات، كذلك الاهتمام بنظافة أجهزة وأدوات المطبخ بعد انتهاء عملية الطبخ، إلى جانب الطهو الجيد للأغذية واستخدام المياه الصالحة للشرب والمواد الخام الجيدة.
وفي حالة الإصابة بالتسمم الغذائي يجب تناول كمية كافية من السوائل وعدم تناول أدوية مضادة للإسهال، حيث يقلل ذلك من تخلص الجسم من البكتيريا، مع ضرورة اللجوء للمساعدة الطبية الفورية.