فاطمة جامعية تتحدى ثقافة العيب بالعمل عاملة نظافة لإعالة أسرتها

_
_

صابرين الطعيمات

جرش – تتحدى الثلاثينية فاطمة أحمد سلامة من سكان بلدة قفقفا في محافظة جرش ثقافة العيب، بالعمل في مركز طبي في بلدة قفقفا كعاملة نظافة، رغم انها خريجة جامعية منذ 18 عاما.اضافة اعلان
وتؤكد فاطمة، أن العمل هو الطريق الوحيد أمامها لتعيل من خلاله أسرتها المكونة من 5 أفراد، رغم طول ساعات العمل وظروفه القاسية.
ورغم ان دخلها من عملها كعاملة نظافة لا يتجاوز الـ 220 دينارا وهو الحد الادنى للاجور، الا انها تؤكد حاجتها الى 400 دينار شهريا لتفي بمتطلبات أسرتها التي تقطن منزلا بالأجرة.
وتعتقد فاطمة أن العمل الحلال هو أساس النجاح، مشيرة الى أنها طرقت المئات من الابواب أثناء البحث عن فرصة عمل، ولكن دون جدوى،لا سيما وانها خريجة جامعة آل البيت منذ أكثر من 18 عاما وترتيبها في ديوان الخدمة المدنية 24.
وتشير الى انها اجتازت الامتحان التنافسي وامتحان اللغة العربية بنجاح، ولكن لغاية الآن لم يتم تعيينها في أي جهة حكومية ولم تحصل على وظيفة غير عاملة تنظيفات في مركز صحي بلدة قفقفا.
وبينت الثلاثينة أنها تعمل يوميا من الساعة الخامسة والنصف فجرا وحتى الساعة الرابعة عصرا لتعيل أسرتها من خلال الدخل المتواضع الذي تحصل عليه، على الرغم من الانتقادات التي توجه لها من قبل أقاربها وجيرانها، كونها حاصلة على شهادة بكالوريوس، مشيرة الى ان ظروف الحياة أجبرتها، فيما لا تجد هي اي عيب في العمل الحلال مهما قل شأنه.
وأضافت فاطمة أن زوجها أنهى خدمتة في احدى الوظائف الرسمية بعد تعرضه لحادث، مما أدى إلى تدهور حالته النفسية وخروجه من العمل براتب متواضع لا يزيد على 250 دينارا تذهب شهريا سدادا لقروض بنكية وديون من مؤسسات إقراضية ولا يتبقى منها دينار واحد، مما ساهم في تردي وضع الاسرة المادي أكثر من ذي قبل.
وبينت فاطمة أنها اتصلت عدة مرات مع مكتب رئيس الوزراء مباشرة، والذي أوعز على الفور بتعيينها في جامعة حكومية، ولكن الجامعة رفضت كتاب التعيين ولم تقم بتعيينها.
وتقول انها ما تزال تنتظر عملا آخر يتناسب مع مستواها الثقافي والفكري والعلمي، لتواجه من خلال عملها صعوبات الحياة وظروفها المادية المتردية وتتمكن من تربية أطفالها الذين ما يزالون على مقاعد الدراسة وتتراوح اعمارهم ما بين 9 سنوات إلى 8 أشهر.
وتصر أم راشد على متابعة العمل وتحمل كافة المصاعب والعيوب والضغط النفسي فيه، وطول ساعات العمل لتتمكن من إعالة أطفالها وتسديد جزء من مستلزمات الاسرة ومتابعة دراسة اطفالها، خاصة وأنهم متميزون في تعليمهم، مؤكدة انها لن تترك عملها إلا في حال العثور على وظيفة أفضل وظروف عمل مناسبة أكثر.
وتناشد فاطمة مساعدتها في توفير وظيفة مناسبة أو بظروف عمل أفضل من المتوفرة حاليا، خاصة وأنها تحدت ثقافة العيب ولم تتوان عن العمل، أملا في الحصول على الأفضل.