فستان من الشوكولا وآخر ديجتال من أزرار الكمبيوتر

فستان من الشوكولا وآخر ديجتال من  أزرار الكمبيوتر
فستان من الشوكولا وآخر ديجتال من أزرار الكمبيوتر

شابة أردنية متخصصة في البوب آرت تمزج في أعمالها الواقع بالفانتازيا

 

إسلام الشوملي

اضافة اعلان

   عمّان-  تجمع أعمال هيا عوض بين الغرابة والابتكار في اتباعها أسلوبا جديدا يدمج بين فن ترويج السلع والتصميم الجرافيكي وتصميم الأزياء بطريقة فريدة.

   ومن بين تصاميمها فستان تربط فيه بطريقة طريفة ومبتكرة حب الشوكولا بهوس الرشاقة ومتابعة الموضة. وفي الوقت نفسه يروج الفستان من خلال الخامات المستخدمة فيه المكونة من ما يزيد على 200 غلاف من الشوكولا للشركة المنتجة لتلك الأصناف.

   وما يميز هذا التقديم أن الترويج تضمن طرقاً فريدة للتصميم الجرافيكي إلى جانب تصميم الأزياء، ما ساهم في إثراء الخيال الواسع للمصممة. 

   وظهرت ميول عوض الفنية عندما اتجهت لدراسة الدراما في جامعة اليرموك. ورغم أنها اكتفت بسنة دراسية واحدة في مجال الدراما إلا أنها لم تقبل الابتعاد عن المجال الفني عندما اختارت التصميم الجرافيكي كتخصص تتابع فيه دراستها في جامعة العلوم التطبيقية.

   وكشف تخصصها في التصميم الجرافيكي عن موهبة كامنة ساهمت سنوات الدراسة في إزالة الستار عنها وتنميتها لتظهر مصقولة إلى الحياة العملية.

   بدأت عوض(22 عاما) في مجال (البوب آرت- Pop Art) متجهة للفانتازيا من خلال تقديم كل ما هو غريب ومبتكر. وكان أول أعمالها تصميمها فستانا أطلقت عليه اسم (Chocoholic Dress) مكونا من 200 غلاف من الشوكولا مختلفة الأشكال.

   وتصف تجربتها الأولى عندما قدمت أول تصميم، إذ لم تكن تعلم عند بدء العمل أنها اتجهت نحو البوب آرت إلا بعد أن بدأت تقرأ في هذا المجال. حينها "علمت ان ما أؤديه يندرج في سياق إنتاج الفن من السلع المستخدمة في حياتنا اليومية والوظيفية".

   وتلخص عوض مفهومها لفن البوب آرت بأنه "العمل على ابتكار شيء من لا شيء عن طريق تحويل المفردات المادية إلى منتج فني يتيح للفنان حرية التعبير عن نفسه دون قواعد، ولهذا سمي هذا الفن بـ"الفن الفقير".

   وفي تصميمها (Chocoholic Dress) ربطت عوض التصميم بإكسسواراته الخاصة وحذائه الخاص، فمن أغلفة الشوكولا نفسها صممت الحذاء الملائم لفكرة الفستان.

   وعرضت عوض أعمالها في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي لأول مرة عندما افتتحت الأميرة وجدان علي معرضها الأول الذي شاركت فيه إلى جانب سلسلة "مارلين مونرو" من أعمال الفنان العالمي الراحل آندي وارهول في جاليري4 جدران.

   وتعزو الفضل في مشاركتها وعرض أعمالها للمرة الأولى إلى جانب الفنان العالمي الراحل آندي وارهول الملقب بـ  (The Prince Of Pop Art) إلى ما لمسته من حماسة مديرة معرض 4 جدران ماجدة المعشر التي رأت تشابها في روح الأعمال، بعد أن نسب مدير المتحف الوطني د. خالد خريس اسمها للمشاركة .

   وكانت عوض شاركت في المعرض بأربعة فساتين مختلفة في موضوعاتها إلى جانب ثلاث قطع ديكور. والفساتين التي قدمتها عوض في المعرض هي (Chocoholic Dress) ، (Steel Dress)، (Digital Dress)، (Make Up Dress).

   وتشرح عوض فكرة (Steel Dress) وهو فستان مكون من 197 شوكة وملعقة وظفت فيه انسيابية الشكل في الشوك والملاعق لتجسد الأناقة والجمال على المنيكان التي اعتمدتها لعض تصاميم فساتينها.

   أما فستان الديجيتال فاستوحت عوض فكرته من الدور الذي تلعبه أجهزة الكمبيوتر في حياتنا ومن الساعات التي يقضيها الفرد يوميا أمام شاشات الكمبيوتر.

   واستخدمت (لوحة المفاتيح- Key Board) والاسلاك والأقراص المدمجة، ساعية لتكوين علاقة ملموسة في تصميمها بين الكبسات والأسلاك وجسم الانسان، حيث جعلت من (الفارة- Mouse) عقدا يزين الفستان. وتواؤماً مع عصر السرعة صممت للفستان حذاءً يسهل انتعاله من الخامات نفسها.

   وتكشف عوض عن رغبتها في أن يعرض فستان الديجيتال أمام مؤسس شركة مايكروسوفت العالمية للبرمجيات بيل غيتس عند زيارته الأردن أخيرا، لكنها لم تلق التشجيع والدعم من الجهات التي خاطبتها في هذا الشأن.

   وتتابع عوض المهتمة بالاطلاع على كل ما هو جديد حديثها حول الفستان الأخير المكون من عدد كبير من مستحضرات التجميل ذات الألوان الصارخة التي تنوعت بين الروج وعلب طلاء الأظافر والمسكارا، حيث صنعت عقداً للفستان من قطع ظلال العيون، في حين تزين الحذاء بعدد من أقلام الروج بألوانها المختلفة.

   وتعلق عوض التي تسعى للربط بين اكثر من فكرة في الموضوع الواحد  "في البداية كنت ألاحظ نظرة استغراب تملؤها التساؤلات في عيون عائلتي، وذلك لفرادة الأفكار التي أطرحها في تصاميمي. ورغم ذلك فإن حرية الاختيار التي منحني اياها والداي ساهمت في نجاحي".

   أما بالنسبة لقطع الديكور الداخلي فقدمت عوض ثلاث قطع وظفت فيها الكنب على شكل حقيبة يد نسائية تضم مقعدين، إضافة إلى كنب تتخذ شكل الحذاء النسائي الأنيق بكعب مرتفع، وكنب على شكل خاتم سوليتير محاولة توظيف هذه القطع في اشكال تعكس ارتباط الفرد فيها.

   وفي هذا السياق تتحدث عوض عن الخلفيات الفنية لعائلتها : "والدتي تعشق الرسم والموسيقى وشقيقتي زين انطلقت في مجال الغناء منذ سنوات".

   وحصلت عوض على جائزة لوحة زيتية من الحركة العربية الاسلامية الديمقراطية تناولت فيها موضوع العولمة بحيث اقتبست الفكرة في رسمها التجريدي من قصة مصطفى محمود "رجل تحت الصفر" وتضمنت اللوحة إدخال كتابة الخط العربي إلى جانب رموز وكلمات مقتبسة من الرواية نفسها.

   شاركت عوض في العديد من المسابقات على المستوى المحلي حصلت خلالها على جائزة التصوير الفوتوغرافي من وزارة الثقافة العام 2002، وتجهز حالياً لمعرض تصوير خاص بها. كما حصلت على الجائزة الثانية على مستوى المملكة من المؤسسة العامة للاسكان والتطوير الحضري لتصميم ملصق عربي بمناسبة الاحتفال باليوم العربي للاسكان.

   وتتمنى عوض التي انطلقت في مجال فني جديد من الشباب الأردني العمل على تطوير هذا الفن والارتقاء به، لافتة إلى أنه "فن حيوي ينمي المخيلة ويحرض العقل على الابتكار".