فشل إسرائيلي

يديعوت أحرونوت

بقلم: بن – درور يميني

اضافة اعلان

التكنولوجيا العليا هي فخرنا. أمة الاستحداث. هذه هي القاطرة التي تقود الاقتصاد الإسرائيلي. المشكلة هي انه لا يوجد خير بلا شر. وأفعال شركة NSO توفر، أغلب الظن، الجانب المظلم من التكنولوجيا العليا الإسرائيلية. برنامج تجسس لشركة إسرائيلية خاصة، كما قال العنوان الرئيس في "واشنطن بوست"، اقتحم هواتف صحفيين ونشطاء في ارجاء العالم. ويتعلق كشف أول من أمس بسلسلة طويلة من الصحفيين والنشطاء في دول مثل المكسيك، الهند، وغيرها.
يستوجب الكفاح ضد الإرهاب نزع القفازات. لا يوجد في هذا المجال حرص زائد على حقوق الإنسان أو لحماية الخصوصية. وطالما استخدم برنامج التجسس للكشف عن مشاركين في الإرهاب – فان شركة NSO، او أي شركة أخرى تمنع عملية إرهابية واحدة – جديرة بالتحية. المشكلة هي انه في اللحظة التي تشتري فيها دولة ما البرناج، فان بوسعها أن تجعل كل منشق هدفا. وحسب ما كشف عبر النشر أول من أمس فان برنامج التجسس حاول الوصول الى عشرات آلاف الأشخاص ممن ليس لهم أي صلة بالإرهاب أو حتى بمخالفات جنائية، في سلسلة طويلة من الدول. عشرات آلاف الصحفيين والنشطاء كانوا أغلب الظن عرضة للملاحقة. ولكن لا حاجة لعشرات الآلاف لطرح علامات استفهام على عمل الشركة. كل صحفية كانت تحت الملاحقة – هي واحدة أكثر مما ينبغي.
إن المنتج الأساس لشركة NSOهو برنامج بيغاسوس الذي استخدم ويستخدم للتجسس. وبسبب طبيعته يعد البرنامج سلاحا. ولهذا فان كل صفقة بين الشركة وبين أي دولة تستوجب إذن وزارة الدفاع ووزارة الخارجية. وعلى فرض أن البرنامج استخدم بالفعل ضد صحفيين ونشطاء، فان المسؤولية هي أيضا على دولة إسرائيل. لقد فشلت آليات الرقابة لديها. وفي منشورات أول من أمس ما يزال لا يوجد اتهام مباشر لدولة إسرائيل، ولكن اسم إسرائيل يلعب منذ الآن دور النجم في التغطية الإعلامية التي أعطيت لهذا الكشف.
هذه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم NSO باقتحام هواتف صحفيين ونشطاء. شركة واتس اب رفعت دعوى ضد الشركة الإسرائيلية منذ 2019، في ولاية كاليفورنا، بادعاء انه كان اقتحام لمئة حساب. وفي سياق السنين تراكمت شكاوى أخرى. العنوان، بالتالي، كان على الحائط. كثير من العناوين. احد ما في أجهزة الرقابة والترخيص، في وزارتي الدفاع والخارجية، كان يفترض أن يفحص ما الذي يحصل مع الشركة الإسرائيلية التي ارتبط اسمها بهجمات سايبر ليس لها أي صلة بمكافحة الإرهاب. يحتمل أن يذوي أيضا الكشف الحالي بعد بضعة أيام، مثلما هو حال الكثير من الكشوفات. اما الشركة نفسها فتنفي الكشف بشأن ملاحقة صحافيين بل وتدعي بان لديها الوسائل لالغاء ملاحقة غير سليمة تمارسها دولة ما. الكشف ورد فعل الشركة على حد سواء جديران بالفحص. ولان حرية الصحافة هي على بؤرة الاستهداف. ما حصل في دول أخرى، ربما ما يزال يحصل. من شأنه أن يزحف الى دول إضافية، بما في ذلك إسرائيل نفسها. يجدر بنا أن نبقى مع عين مفتوحة.